كشفت الحرب على القاعدة في اليمن الكثير من الارواق لعل ابرزها اكتشاف الكثير من الخلايا والتنظيمات السرية التي تتبع التنظيم , حيث كشف مسئول يمني ان " الضربات التي وجهه الجيش للقاعدة في عدد من المدن اليمنية اتى بعد ايام من اكتشاف غرفة عمليات التنظيم في اليمن والتي عثر عليها الجيش في بلدة المحفد بأبين".. موضحاً " ان على الرغم من اكتشاف وضبط الكثير من الخلايا , لكن لا زالت الاجهزة الأمنية تتعقب الكثير من العناصر القيادية التي تختفي في بعض المدن اليمنية. ويوم الأحد تحصلت صحيفة (عدن الغد) على صور خاصة بالموقع الذي كانت تستخدمه الجماعات المسلحة بمنطقة المحفد لتجهيز السيارات المفخخة والتي قالت الحكومة اليمنية أنها كانت استخدمت في عدة هجمات خلفت قتلى وجرحى .
وقال موفد الصحيفة إلى " المنطقة ان المصنع الذي كان يتم استخدامه من قبل عناصر القاعدة كان عبارة عن غرفة صغيرة تعرضت للتدمير لاحقا يتم إدخال السيارة المراد تفخيخها إلى داخلها".. موضحا ان المصنع تم إنشاءه بمنطقة جبلية وعرة تتمتع بوجود كثيف للأشجار , وبعد أيام من حملة عسكرية شنتها قوات الجيش اليمني قبل أيام لم يتبقى من المصنع الصغير إلا غرفة صغيرة مدمرة وبقايا اسطوانات حديدية ودوائر كهرباء وصواعق تفجير ".. مشيراً الى ان " بقايا كميات من مادة (tnt) لاتزال متناثرة في المكان".
وقال سكان محليون بالمنطقة لموفد الصحيفة ان " المسلحين انشئوا هذا المصنع قبل حوالي عام وكانوا يمنعون الأهالي من الاقتراب منه ويحذرونهم من ذلك".
وأوضح أحد اهالي المحفد ان " السيارات التي كانت تصل إلى المكان كانت تظل في الوادي فترة تقارب ال 3 أيام قبل خروجها منه إلى جهة غير معلومة"... مؤكدا ان " شاهد بأحد الأيام سيارة نوع (باص صغيرة) دخلت المنطقة رغم وعورتها "... موضحا انه " وبعد خروج السيارة بأيام قراء في الصحف بان السيارة انفجرت بإدارة الأمن العام بمدينة عدن".
وقال مصدر عسكري يمني ل(عدن الغد) ان " غرفة العمليات التي كان يستخدمها التنظيم لتنفيذ عمليات قد عثرت القوات بداخلها على خرائط ووثائق مهمة كانت كفيلة بكشف اوراق التنظيم واماكن تمركزه وتحركات عناصره في بعض المدن اليمنية والجنوبية".. مشيراً الى ان " تلك الوثائق بحوزة المخابرات اليمنية , بعد تم تسليمها للواء ناصر منصور هادي وكيل جهاز الأمن السياسي في محافظات (عدن , لحج , أبين) الذي قام بزيارة قام بها الى البلدة بعد ساعات من اعلان العثور على غرفة العمليات التي تحتوي ايضاً على غرفة لتصنيع السيارات المفخخة".
وعلى الرغم من الضربات القوية التي وجهها الجيش اليمني للقاعدة التنظيم إلا ان التنظيم وجه ضربة موجعة للجيش (الأحد) أثر استهدافه لمبنى الشرطة العسكرية في حضرموت , وهو الحادث الذي خلف مقتل وجرح العشرات بينهم قائد المعسكر".
وردت السلطات على ذلك بإعلان مقتل ثلاثة من ابرز قيادات التنظيم , بالإضافة الى اعلانها كشف خلايا للقاعدة في العاصمة اليمنيةصنعاء.
وقالت الأجهزة الأمنية في صنعاء انها ضبطت (15) خلية تابعة لتنظيم القاعدة في العاصمة اليمنيةصنعاء , في حين تمكنت فرق مكافحة الارهاب خمسة من عناصر التنظيم في صنعاء ينزلون في احد الفنادق الفخمة.
وقال مسئول أمن يمني ل(عدن الغد) ان " الأجهزة الأمنية ضبطت (15) خلية وهناك الكثير من الخلايا التي سيتم ضبطها لاحقا بواسطة الأجهزة الأمنية التي قال انها تقوم حاليا بتعقبها بمساعدة من المواطنين في عدد من احياء العاصمة اليمنية"... موضحاً ان " الأجهزة الأمنية نفذت عدة عمليات تحري في عدد من احياء العاصمة صنعاء انتهت بضبط (15) خلية في احياء تقع بالقرب من السفارة الأمريكية"... مشيراً الى ان " الخلايا المضبوطة كانت عناصرها تستعد لتنفيذ هجمات ضد الجيش والأمن والمرافق الحكومية والقنصليات الاوروبية".
وأكد المسئول في حديثه ل(عدن الغد) أن" تنظيم القاعدة باتت اوراقه مكشوفة بعد ان اصبحت وثائقه بحوزة المخابرات اليمنية".
وكشف المصدر عن " تورط قيادات بارزة في التجمع اليمني للإصلاح بدعم التنظيم وتسهيل تنقل عناصر بين المحافظاتاليمنية , من بينها قيادات عسكرية بارزة قال المصدر انها تعمل في صفوف التنظيم من بينهم خبراء متفجرات والغام". وقال المسئول الذي فضل عدم نشر أسمه ان " تنظيم القاعدة اتخذ من بلدة المحفد بأبين مقرا لعملياته وقيادات باعتبار تلك البلدة ظلت لسنوات بعيدة عن سيطرت السلطات ابان حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح". وكان اللواء ناصر منصور هادي وكيل جهاز الأمن السياسي قد زار بلدة المحفد قبل ايام عقب اعلان الجيش دخول مركز بلدة المحفد. وبحسب مسئولين في السلطات اليمنية فأن تنظيم القاعدة والقوى الداعمة له اصبحت أوراقه مكشوفه , خصوصا بعد التصريحات المثيرة التي اطلقها رجال دين بارزين من بينهم وزير العدل اليمني السابق عبدالوهاب الديلمي التي قال فيها انه ليس من الحكمة الدخول في حرب ضد تنظيم القاعدة , على اعتبار انها كما قال حرب قد تدخل البلاد في حروب اهلية. وتسعى السلطات اليمنية التي يرأسها الرئيس عبدربه منصور الى القضاء على عناصر تنظيم القاعدة التي تقول السلطات انها تقف وراء عمليات الاغتيالات التي طالت عدد من المسئولين اليمنيين , وكذا استهداف الكثير من المرافق الحكومية لعل ابرز تلك المرافق استهداف مجمع وزارة الدفاع اليمنية ومديرية أمن عدن اواخر ديسمبر من العام الماضي.
ورغم كل ما تقول السلطات اليمنية انها حققت انتصارات على تنظيم القاعدة , لكن يبقى التنظيم قوة لا يستهان بها. اليمنيون اليوم يتساءلون هل باستطاعة الجيش اليمني القضاء على القاعدة ام ان القوى السياسية المتحكم بها تحول دون ذلك؟