جاءت العملية الأمنية التي نفذتها وحدات من قوات الجيش والشرطة اليمنية ضد خلية تنظيم القاعدة بمدينة (تريم– محافظة حضرموت) في الحادي عشر من أغسطس المنصرم والتي أسفرت عن مصرع خمسة من أفراد الخلية والقبض على اثنين‘هذه العملية جاءت لتعيد موضوع الصراع القديم الجديد بين اليمن والقاعدة إلى واجهة الأحداث. ذلك أنه وكما يرى كثير من المتابعين والمهتمين بالشأن اليمني، فإن تلك العملية الأمنية والتي وصفت بأنها نوعية وناجحة ‘قد أشعلت من جديد نيران الحرب وفتحت الباب أمام مواجهة واسعة وحرب مفتوحة بين اليمن وخلايا تنظيم القاعدة التي تتوزع هنا وهناك في أكثر من منطقة يمنية. وحسب المراقبين فإن العملية الأمنية التي تمكنت خلالها السلطات اليمنية من القضاء على خلية حمزة القعيطي (بتريم- محافظة حضرموت) والتي تُعد واحدة من أخطر خلايا القاعدة في اليمن قد مثلت انتصاراً كبيراً ومهما بالنسبة لليمن في سياق حربها على الإرهاب‘وكانت بمثابة ضربة قوية وقاسية توجه إلى تنظيم القاعدة فإنها وفي الوقت نفسه شكلت نقطة تحول ومنعطف جديد في مسار الحرب أو ما يمكن تسميته بمعركة كسر العظم بين اليمن والقاعدة، وبخاصة على ضوء المعلومات التي كشفت عنها التحقيقات مع من تم ضبطهم أو التي تم الحصول عليها من خلال الوثائق التي كانت بحوزة أفراد الخلية والتي وقعت في يد سلطات الأمن. وبالتالي يمكن القول أن تلك المعلومات والتي هي متعلقة بأنشطة وتحركات وكذا مخططات تنظيم القاعدة في اليمن، وبقدر ما كشفته من أسرار خطيرة عن القاعدة وما وما وفره ذلك لسلطات الأمن اليمنية من أساس لعمليات أمنية فاعلة باعتبار أنه يمهد الطريق لنجاحات أخرى جديدة في حربها مع خلايا القاعدة، غير أنه يضع هذه السلطات أمام مهمة شاقة وغير سهلة قد تكلفها الكثير في سبيل الوصول إلى النجاحات المفترضة في مواجهاتها مع تلك الخلايا التي عادة ما تتحصن في مناطق ذات طبيعة جغرافية قاسية ووعرة، علاوة على ما تمتلكه من قدرات وفنون قتالية (حرب العصابات) وهو الأمر الذي لا شك في أنه يجعل السلطات الأمنية تواجه صعوبات جمة في تعقب وملاحقة تلك الخلايا. ولعل ما تجدر الإشارة إليه في سياق الحديث عن العملية الأمنية ضد خلية القاعدة ( بتريم– حضرموت)، هو أن تلك العملية التي تلقى تنظيم القاعدة من خلالها ضربة قاصمة لم تكن متوقعة بالنسبة له قد أسفرت عن نتائج مهمة إلى درجة كبيرة بالنسبة لأجهزة الأمن اليمنية ذلك انه وكما أكدت مصادر قريبة من جهات التحقيق فقد عثرت سلطات الأمن على كنز كبير من المعلومات التي كانت مخزنة بجهاز (حاسوب) عُثر عليه في المنزل الذي كانت تتحصن فيه خلية القاعدة (بتريم).. وقد كان لتلك المعلومات أن مكنت الأجهزة الأمنية من كشف وإحباط مخططات إرهابية خطيرة كان تنظيم القاعدة يعتزم تنفيذها ضد أهداف حيوية وإستراتيجية داخل اليمن وخارجها وبالذات في المملكة العربية السعودية. وحسب المصادر فإنه وعلى ضوء تلك المعلومات، فقد تمكنت سلطات الأمن اليمنية خلال شهر (أغسطس) من ضبط أكثر من أربعين عنصراً من أعضاء القاعدة في عدة مناطق، معظمهم تم ضبطهم ( بوادي حضرموت)، حيث كانوا قد تجمعوا في إطار مجموعة كان يشرف عليها ويديرها (حمزة القعيطي) الذي يعتبر من القيادات الخطرة لتنظيم القاعدة في اليمن، والذي لقي مصرعه مع خمسة آخرين من أفراد ما عُرف بمجموعة (تريم) التي ضمت سبعة عناصر من القاعدة، اثنان منهم تم ضبطهم خلال العملية الأمنية في الحادي عشر من أغسطس الماضي. ووفقاً للمصادر فقد كان لتلك المعلومات أيضاً أن قادت أجهزة الأمن إلى تحديد أسماء وهويات العديد من العناصر المنضوية في إطار ما يعرف بخلايا تنظيم القاعدة وتحديد أماكن تواجدهم، حيث أفادت مصادر أن أفراد تلك الخلايا وبعضهم من مواليد "السعودية" كانوا قد تجمعوا في أربع محافظات يمنية هي (حضرموت، أبين، مأرب وشبوة)، كما استخدموا بعض المدن الأخرى ومنها ( الحديدة) كحديقة خلفية. وبحسب معلومات "أسرار برس" فقد وجد أعضاء تنظيم القاعدة في انشغال سلطات الدولة اليمنية في أحداث صعده المتمثلة بالمواجهات المسلحة بين القوات الحكومية والمتمردين "الحوثيين" إضافة إلى تلك الأحداث التي شهدتها بعض المناطق الجنوبية من البلاد فرصة للعمل على إعادة ترتيب صفوفهم وبناء خلاياهم وإعداد مخططاتهم الإرهابية والخروج من مخابئهم والقيام ببعض العمليات هنا أو هناك، وذلك في أعقاب الضربات الموجعة التي كانت سلطات الأمن اليمنية قد وجهتها لهم في السنوات الأخيرة الماضية، والتي سقط خلالها العديد من العناصر القيادة للقاعدة وكذا وقوع عناصر أخرى في قبضة أجهزة الأمن. ومن ثم فقد كان للمعلومات ألتي حصلت عليها سلطات الأمن في أعقاب عملية "تريم" الأمنية والتي تم خلالها القضاء على واحدة من أخطر مجموعات القاعدة، عن خلايا (ذيلية) للتنظيم في محافظة أبين والتي تقول المصادر إن بعضها من بقايا جيش (عدن–أبين) الإسلامي.. مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية بدأت وعلى ضوء المعلومات التي تم الحصول عليها عمليات تعقب ومتابعة لتلك العناصر من خلايا "القاعدة" في محافظة أبين، وهو الأمر الذي دفع ببعض تلك العناصر وبعدما شعرت باقتراب الأجهزة الأمنية منها إلى المسارعة في تسليم أنفسهم، فيما تواصل الأجهزة الأمنية ملاحقة ما تبقى من عناصر أخرى. ووفقاً لما ذكرته المصادر فقد تم الحصول كذلك على معلومات مهمة حول خلية أخرى تابعة للقاعدة في محافظة "مأرب" بقيادة ناصر عبد الكريم عبد الله الوحيشي والذي يكنى ب (أبو بصير)، وهو أحد عناصر القاعدة ال( 23 ) التي كانت قد فرت من سجن الأمن السياسي بصنعاء في مطلع العام 2006م، والذي أعلن نفسه بعد فراره من السجن أميراً لتنظيم القاعدة في اليمن. كما يعتبر ناصر الوحيشي حالياً هو المنظر الفكري بالنسبة للقاعدة، وكثيراً ما يقوم بنشر أفكاره من خلال موقع مجلة (صدى الملاحم) على شبكة الانترنت. مصادر خاصة ذكرت أن أجهزة الأمن اليمنية تقوم حالياً بعمليات تحر وتعقب ومتابعة لمجموعة القاعدة والتي تتحصن في بعض المناطق القبلية في محافظة مأرب، وبالذات في منطقة "عبيدة"، مشيرة إلى أن ناصر الوحيشي وقاسم يحيى مهدي الريمي وغالب عبد الله الزايدي حمزة علي صالح الضياني، يعدون من أبرز العناصر القيادية لمجموعة القاعدة بمأرب. وقاسم الريمي بالإضافة إلى ناصر الوحيشي ومحمد سعيد على حسن العمدة، هم آخر ثلاثة من أعضاء القاعدة ال(23) الفارين من سجن الأمن السياسي بصنعاء والذين ما زالوا طلقاء بعد أن وصل عدد من قتلوا من تلك العناصر في مواجهات مع قوات الأمن قد وصل حتى الآن إلى خمسة أشخاص، آخرهم كان حمزة القعيطي الذي لقي مصرعه في عملية (تريم) الأمنية، فيما بلغ عدد الذين تم القبض عليهم أو سلموا أنفسهم للأجهزة الأمنية خمسة عشر شخصاً. وكان قد تم القبض على المدعو غالب الزايدي أواخر عام 2003م وقدم للمحاكمة حينها بتهمة التستر وتقديم مساعدات لعناصر من القاعدة بما في ذلك إخفاء بعضهم في منزله (بصرواح)، وكذا التسبب في مقتل 19 شخصاً من أفراد الجيش والشرطة، وجرح عدد من المواطنين خلال حملة قامت بها وحدات عسكرية أواخر عام 2001م لملاحقة عناصر من أعضاء القاعدة المطلوبين لسلطات الأمن، وقد حُكم عليه بالحبس ثلاث سنوات ليطلق سراحه بعد ذلك. هذه العناصر التي تشير المصادر إلى أنها تتواجد في محافظة مأرب، تقف إلى جانب آخرين من بينهم وراء سلسلة من حوادث التفجيرات والعمليات الانتحارية التي شهدتها عدد من محافظات اليمن، ومنها العملية الانتحارية التي استهدفت فوجاً من السياح الأسبان في مأرب منتصف العام 2007م والتي أودت بحياة العديد من السياح. وكانت معلومات أجهزة الأمن ذكرت أن منفذ العملية الانتحارية التي استهدفت السياح الأسبان يدعى عبده محمد سعد احمد رهيقه، وأنه كان قد تم استقطابه إلى صفوف أعضاء القاعدة من قبل المدعو حمزة علي صالح الضياني الذي قام بأخذه إلى منطقة (عبيدة) ومن ثم تدريبه على قيادة السيارات وكيفية استخدامها في تنفيذ العمليات الانتحارية. وبحسب المعلومات فإن ثمة عدد من عناصر "القاعدة" التي كثيراً ما تتواجد في محافظة مأرب، وإن كانت تقوم بتحركات من حين لآخر بين عدد من المحافظات في إطار أنشطتها الإرهابية، ومن بين هذه العناصر: محمد صالح الكازمي، وعلي بن علي ناصر دوحة، وعمار عبادة مسعود الجباري الوائلي، ونايف محمد القحطاني، وعمر القحطاني (سعوديان) بالإضافة إلى ناجي علي صالح جرادان وعلي بن علي ناصر دوحة. وقالت مصادر خاصة إن ناصر الوحيشي، وبعد فراه من سجن الأمن السياسي، عمل وبمساعدة آخرين على تجنيد واستقطاب عدد من العناصر إلى صفوف مجموعته التي تحتمي في "عبيدة"، حيث عمد الوحيشي المحكوم عليه بالسجن خمسة عشرة عاماً إلى تجميع عناصر القاعدة وإعادة تنظيمها بشكل أفضل من ذي قبل. والى جانب الكشف عن خلايا القاعدة فقد كان للعملية الأمنية ضد مجموعة القاعدة بمدينة (تريم) أن مكنت أجهزة الأمن من إحباط مخططات إرهابية كبيرة وخطيرة كانت تستهدف منشآت اقتصادية وحيوية في اليمن والسعودية، وهو ما يعني بنظر المراقبين أن تلك العملية قد مثلت ضربة استباقية موجعة وجهتها أجهزة الأمن اليمنية لتنظيم القاعدة. وحسب ما أكدته مصادر مقربة من جهات التحقيقات فإن من بين المعلومات المهمة التي تم التوصل إليها هو أن خلايا تنظيم القاعدة في اليمن كانت تخطط للالتحام بخلايا القاعدة بالسعودية في إطار ما يسمى "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب".. إضافة إلى التنسيق فيما بين خلايا التنظيم في البلدين لتنفيذ عمليات إرهابية مشتركة ضد أهداف محددة في اليمن والسعودية معاً. وتؤكد المصادر أن أعضاء القاعدة في المملكة العربية السعودية كانوا قد أمدوا أعضاء التنظيم باليمن بمبالغ مالية لغرض شراء كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات وتهريبها إلى داخل الأراضي السعودية.. مشيرة إلى أن مهمة تهريب الأسلحة أوكلت لمجموعة من عناصر "القاعدة" والتي من أبرزها عمار الوائلي. والى جانب ما سبق فقد كان لتلك المعلومات التي تم الحصول عليها أن ساعدت سلطات الأمن اليمنية من ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات في مناطق مختلفة، والتي كانت خلايا القاعدة قد عملت على توزيعها وتخزينها في أكثر من مكان وذلك في إطار ما كانت قد وضعته من مخططات لتنفيذ عمليات إرهابية واسعة النطاق. ولعل ما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق هو أن ثمة أسلحة حديثة ومتطورة من ضمن تلك التي تم ضبطها، حيث كشفت المعلومات أن خلايا القاعدة عمدت وفي سياق مخططاتها الجديدة إلى جلب أسلحة حديثة- هي الأولى من نوعها- لغرض استخدامها "عن بُعد" في ضرب الأهداف والمصالح التي عادة ما تكون محاطة بحراسة أمنية مشددة، كالسفارات وشركات النفط وغيرها، ومن تلك الأسلحة قاذفات خاصة بالقنابل والمتفجرات، يتم استخدامها في إطلاق القذائف وضرب الأهداف عن بُعد والفرار سريعاً وذلك من خلال سيارة متحركة، على اعتبار أن ذلك يجعل من مهمة أجهزة الأمن فيما يتعلق بتعقب وكشف أو ضبط العناصر التي تنفذ هذه العمليات أمر ليس سهلاً. وبحسب ما كُشف عن مصادر التحقيقات فقد تبين أن عناصر " القاعدة" كانت قد لجأت إلى استخدام سلاح جديد في عدد من هجماتها التي كانت قد استهدفت فيها بعض السفارات والمصالح الغربية في اليمن/ وهذا السلاح عبارة عن قاذفات وكذا قذائف متفجرة مصنعة في إحدى الدول الأوروبية ويرجح أن تكون "بلجيكا". وتتميز هذه القذائف والتي استخدمت لأول مرة في اليمن بأن عملية إطلاقها تتم من على سيارة متحركة ومن مسافات تتراوح عادة بين 500 و600 متر ‘ كما أنها لا تصدر أصواتاً أو وميضاً عند إطلاقها ولا يسمع دوي انفجارها إلا عند وصولها الهدف‘وهو ما يسهل من مهمة العناصر التي تقوم بتنفيذ العمليات ويمنحها الوقت الذي يتيح لها فرصة الهروب ومغادرة المكان والتخفي قبل أن يتم اكتشافها. وقد ثبت من خلال التحقيقات وما كشفته المعلومات التي تم الحصول عليها، أن منطقة القرن الأفريقي وتحديداً الصومال التي تشهد فوضى أمنية، كانت هي المحطة التي تمكنت خلايا القاعدة من الحصول عبرها على هذا النوع من السلاح المتطور وتهريبه إلى اليمن، بل أن القاعدة قد وجدت من هذه المنطقة وفي ظل ما تعيشه من انفلات أمني وحالة من عدم الاستقرار مركزاً مهماً للتزود بوسائل الدعم والإسناد المختلفة لأنشطتها وأعمالها الإرهابية بما في ذلك الحصول على فرص التدريب لعناصرها‘التي تجد كذلك سهولة في التواصل والتنسيق سواء مع قيادات التنظيم أو خلاياه المنتشرة في العديد من البلدان. وكما يرى المراقبون فقد وجدت القاعدة في الأراضي الصومالية منطلقاً آمناً أيضاً لتنفيذ عمليات بحرية تستهدف السفن المارة في المياه الدولية، وذلك في إطار إستراتيجية كان التنظيم قد أعلن عنها في وقت سابق‘وهي تقوم على أساس إقلاق سلامة الملاحة الدولية في هذه المنطقة الحيوية من العالم ونقل معركة المواجهة مع من تصفهم بالأعداء إلى البحر حيث ترى أن الأهداف هناء سهلة وكبيرة ومؤثرة في نفس الوقت. ولعل ما يدل على ذلك هو التصاعد الملحوظ في معدل عمليات القرصنة التي تتعرض لها السفن التجارية والسياحية وغيرها من السفن في المياه الدولية في بحر العرب وخليج عدن، وكما تشير المعلومات فإن عناصر صومالية منتمية إلى تنظيم القاعدة هي التي تتولى تنفيذ بعمليات القرصنة البحرية هذه ‘ أو أنها تقوم بالدور الرئيسي فيها. وكما أظهرت التحقيقات وما تم الحصول عليه من معلومات فإن خلية (القعيطي) بمدينة (تريم– حضرموت)‘سبق لها وأن نفذت أو شاركت في تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية في مناطق مختلفة من اليمن، ومنها تلك العملية التي استهدفت استهدف مدرسة (7 يوليو) المجاورة للسفارة الأمريكيةبصنعاء في مارس من العام الجاري 2008م، والتي استخدمت فيها تلك القذائف الأوروبية التي سبق الإشارة إليها، إلى جانب الهجوم الذي استهدف مبنى السفارة الإيطالية في أبريل الماضي غير أنها أخطأت الهدف لتسقط في ساحة المعهد الجمركي، وكذا الهجوم على مجمع سكني يسكنه أجانب بمنطقة حدة، ثم الهجوم الذي استهدف مصافي النفط بعدن في الثلاثين من يونيو الماضي. ووفقاً لما كانت قد ذكرته مصادر التحقيقات، فقد شاركت مجموعة القاعدة التي تم الإجهاز عليها في (تريم) إلى جانب خلية مأرب التي يقودها ناصر الوحيشي في الإعداد والتنفيذ للعديد من العمليات الإرهابية الأخرى، ومنها العملية الانتحارية التي استهدفت معسكر الأمن بمدينة سيئون في يوليو الماضي وقُتل خلالها جندي من الأمن، كما أصيب 13 جنديا آخرين، بالإضافة إلى ست نساء من المنازل المجاورة للمعسكر.. وكذلك الهجوم الذي استهدف السياح الأسبان في محافظة مأرب في يونيو 2007م والذي أسفر عن مقتل ثمانية سياح ومواطنين يمنيين اثنين وكذا إصابة ستة سياح وثلاثة مواطنين يمنيين وأربعة من أفراد الشرطة المرافقين للسياح، ثم الهجوم الذي استهدف السياح البلجيكيين بحضرموت في يناير من هذا العام ونتج عنه مقتل سائحتين بلجيكيتين ومواطنين يمنيين اثنين. وإجمالاً، وكما يرى المراقبون، فإن "القاعدة"ق د هدفت من خلال عمليتها الأخيرة التي استهدفت السفارة الأمريكيةبصنعاء، وإلى جانب إثبات وجودها الانتقام لمقتل العديد من عناصرها القيادية، والإضرار بمصالح اليمن، في سياق سيناريوهاتها وما تضعه عادة من أهداف في هذا الجانب، والتي من بينها إشاعة مخاوف أمنية لدى الأجانب سواء العاملين في الشركات النفطية وغيرها من المشاريع الاستثمارية أو في أوساط السياح الغربيين الوافدين إلى اليمن، ومن ثم التأثير على حركة النشاط السياحي والاستثماري وإلحاق الضرر بالاقتصاد اليمني. وفي الوقت الذي تؤكد المصادر بأن أجهزة الأمن اليمنية تقوم حالياً بعمليات بحث ومتابعة واسعة لعناصر تنظيم القاعدة في أكثر من منطقة في البلاد، يرى المراقبون أنه وفي حال نجحت الأجهزة الأمنية بالوصول إلى (ناصر الوحيشي، وقاسم الريمي، وحمزة الضياني) باعتبارهم يمثلون العناصر الرئيسية الفاعلة في قيادة خلايا تنظيم القاعدة باليمن، فإنها ستكون بذلك قد وجهت ضربة قاضية "للقاعدة" على طريق تحقيق النصر في معركة كسر العظم. ولعل هذا هو ما تسعى إليه أجهزة الأمن التي لا شك بأن العملية التي استهدفت السفارة الأمريكية وغيرها من العمليات الإرهابية تحفزها أكثر على تكثيف عمليات المطاردة لعناصر القاعدة. وتشير معلومات مستقاة من مصادر خاصة إلى أن ثمة عمليات أمنية مرتقبة وغير مسبوقة قد تكون حاسمة ضد تنظيم القاعدة. ورجحت المصادر أن تكون محافظة مأرب هي مسرح المعركة بين أجهزة الأمن اليمنية والقاعدة، بعد معركة "تريم".. وأن الدور سيكون في هذه المرة سيكون على خلية (مأرب)، حيث يتواجد أبرز قيادة القاعدة في اليمن وهم: (ناصر الوحيشي، وقاسم الريمي، وحمزة الضياني)، حيث تضع الأجهزة الأمنية هؤلاء الثلاثة في مقدمة أهدافها. ولعل ما يرجح أن تكون محافظة مأرب هي محطة المواجهة التالية بين قوات الأمن وتنظيم القاعدة، هو أن السيارتين المفخختين اللتين استهدفتا السفارة الأمريكية، وكما تفيد المعلومات الأولية قد تم تجهيزهما وإعدادهما في "مأرب"، ومن ثم الانتقال بهما إلى العاصمة صنعاء لتنفيذ تلك العملية التي تمكن حُراس السفارة الأمريكية من إحباطها. نقلاً عن "أسرار برس"