أكدت مصادر أمنية مطلعة أن ثمة تنسيقاً متصاعداً بين عناصر خلايا تنظيم القاعدة في كل من اليمن والمملكة لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف ضرب منشآت نفطية واقتصادية في البلدين. وأشارت المعلومات إلى ان اختيار القاعدة لليمن كنقطة تمركز لعناصرهايأتي بعد أن فقدت خلايا التنظيم في السعودية معظم البيوت الآمنة واكتشفت عدداً من مواقع معسكرات التدريب والتي كانت تتمركز في المناطق الغربية والجنوبية من المملكة الأمر الذي أضعف حضورها في المعادلة الأمنية بالسعودية ودفع قيادة القاعدة إلى التفكير باستحداث ملاجئ ومعسكرات تدريب بديلة في اليمن وتحديداً فيالمناطق الحدودية المتاخمة للحدود مع المملكة مثل صعدة ومأرب التي أسهمت عملية اغتيال زعيم القاعدة في اليمن "الحارثي" في خلق تعاطف واسع في أوساط سكانها مع تنظيم القاعدة حيث نفذت تلك العملية المخابرات الأميركية بصحراء مأرب وأعلنت السلطات اليمنية أنها تمت بالتنسيق معها. وكشفت مصادر لصحيفة "الوطن" السعودية أن القيادي البارز في تنظيم القاعدة بجنوب الجزيرة العربية السعودي نائف محمد القحطاني موجود منذ عام في اليمن ويتلقى الدعم المالي من قبل أشخاص إيرانيين وليبيين لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف أمن اليمن والسعودية، وأشارت الصحيفة إلى أن القحطاني الذي اسمه الحركي داخل التنظيم "أبو همام" يدير عمليات القاعدة في اليمن إضافة إلى اليمني ناصر الوحيشي، وأن القحطاني الذي يحمل مؤهل الثانوية العامة وعمره "30" عاماً مطلوب للسلطات السعودية بتهم أمنية تتعلق بالإرهاب، وقالت الصحيفة أن هذه المعلومات اكتشفت نتيجة اعتراف "6" معتقلين من القاعدة تم القبض عليهم على خلفية العملية الانتحارية التي استهدفت معسكراً لقوات الأمن اليمنية في يوليو الماضي. وأكدت المصادر ان القحطاني يقف وراء تمويل عدة عمليات إرهابية استهدفت منشآت حيوية يمنية وقطاعات مهمة ومنها عملية استهداف السياح الأسبان منتصف يوليو الماضي، مشيرة إلى أنه لم يشترك في تلك العملية حيث يتحصن برفقة اثنين آخرين من عناصر تنظيم القاعدة في ملجأ جبلي متاخم لمنطقة قبيلة عبيدة بالقرب من الحدود اليمنية السعودية، ونشرت مواقع للقاعدة رسالة للقحطاني يدعو فيها عناصر التنظيم في السعودية إلى التوجه لليمن، مؤكداً لهم عدم القلق من الجوانب المالية. وتواصل السلطات اليمنية إجراء تحقيقات مكثفة مع اثنين من عناصر خلية تريم في محافظة حضرموت عقب الكشف عن مخطط إرهابي كانت عناصر الخلية بصدد تنفيذه في اليمن والسعودية قبيل إحباطه وقتل "5" من عناصر الخلية كان أبرزهم حمزة القعيطي في مواجهات مسلحة مع قوات مكافحة الإرهاب اليمنية. وأشارت المصادر إلى أن الوثائق التي تم التحفظ عليها عقب مداهمة مقر تمركز الخلية تضمنت مخططات بيانية لعمليات كانت قيد التنفيذ من قبل عناصر الخلية وتستهدف ضرب منشآت اقتصادية ونفطية في اليمن والسعودية بالتنسيق مع عناصر التنظيم في كلا البلدين. ونوهت المصادر الأمنية إلى أن الاعتقاد الغالب لدى السلطات اليمنية أن الجوازين السعوديين اللذين تم العثور عليهما ضمن الوثائق يخصان شخصين سعوديين كانا يقيمان في المنزل الذي تمت مداهمته. وخلصت التحقيقات التي أجريت مع عناصر القاعدة المعتقلين إلى أن ثمة توجيهات صدرت من القيادة العليا لتنظيم القاعدة لعناصر خلايا التنظيم في اليمن بتصعيد العمليات الإرهابية الهادفة لضرب المصالح اليمنية والغربية في اليمن الأمر الذي دعا المراقبين لتفسيرها بأنها عملية تنسيق متزامنة تأتي في إطار الضغوطات المتزايدة من المجتمع الدولي على إيران. وأشارت المصادر إلى أن التوجيهات التي كلف بالإشراف على تنفيذها قيادات نشطة في القاعدة في كل من اليمن والمملكة من أبرزها ناصر عبدالكريم الوحيشي الذي يعتقد أنه الزعيم الجديد للقاعدة في اليمن عقب مصرع الحارثي بصحراء مأرب إلى جانب "نايف القحطاني الذي يمثل ضابط اتصال بين خلايا التنظيم في البلدين، وأنه كان همزة وصل لتمويل عمليات القاعدة الأخيرة التي استهدفت منشآت نفطية في اليمن.