حذر مركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام السلطات اليمنية من التقاعس في التعامل مع المأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب على الإرهاب في كل من أبينوشبوةجنوب وشرق البلاد والمتمثلة في عمليات النزوح التي شهدتها عدد من مناطق المواجهات خلال الأيام الماضية. وقال تقرير لمركز مسارات أن تقاعس السلطات اليمنية عن القيام بواجباتها في إغاثة النازحين وإيواءهم سوف يخلف مأساة إنسانية كبيرة ستنعكس سلبا على أوضاع النازحين وعلى تعهداتها أمام مواطنيها والمجتمع الدولي. داعيا المنظمات الدولية والإنسانية إلى المشاركة الجادة في عمليات الإغاثة للنازحين في مختلف المناطق والمدن التي لجأو إليها. وحصلت وحدة الرصد والتوثيق بمركز مسارات على معلومات ميدانية تؤكد بأن أعداد النازحين في تقدم مستمر بفعل اشتداد المواجهات بين الجيش اليمني وعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في مناطق متفرقة من محافظة شبوة شرق البلاد. ورصد التقرير نزوح ما يقارب 2590 أسرة منذ بدء الموجهات مع القاعدة في جنوب وشرق البلاد وتحدث مسئول محلي يعمل عضوا في لجنة إغاثة النازحين بمحافظة شبوة عبر الهاتف "لمسارات" عن نزوح ما يقارب 35 ألف نسمة من مناطق المواجهات في شبوة وهي (جول الريدة،وعزان،والروضة،والحوطة،وميفعة)إلا أن معلومات أخرى حصل عليها المركز أكدت أن 90بالمائة من سكان هذه المناطق قد نزحوا والمقدر عددهم ب90ألف نسمة. ويقع في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة أكبر تجمع للنازحين الفارين من جراء الموجهات بين الجيش والقاعدة بالإضافة إلى مدن أخرى نزح إليها المئات مثل زنجبار وعدن والمكلا وغيرها من المناطق القريبة والآمنة. وفي عتق تحدث رئيس الجمعية الخيرية التنموية الاجتماعية التي تشارك في عمليات الإيواء عبر الهاتف "لمسارات" قائلا :أن إجمالي الأسر النازحة والمقيدة في مدينة عتق وصل إلى 453 أسرة بعدد 2567 نازح ونازحة من أربع مناطق وهي (جول الريدة-عزان-الروضة-الحوطة) مشيرا إلى أن 31 أسرة تم تسكينهم في روضة للأطفال بالمدينة فيما البقية تم توزيعهم على مرافق ومباني أخرى مجاورة. وطالب مسارات السلطات اليمنية بفتح المخيمات أمام النازحين وتوفير ما يحتاجونه من غذاء وملبس وفراش وماء وخيم وغيرها من المواد والسلع كون النازحين خلفوا متاعهم في مناطقهم وقراهم ونزحوا فارين من اشتداد المواجهات. ودعا مسارات الجيش اليمني إلى تحديد أهدافه بدقة حتى يتجنب سقوط أبريا وتهديم منازل المواطنين وارتفاع عدد النازحين واتساع المأساة الإنسانية. وقال أن الخيار العسكري الذي لجأ إليه الجيش مضطرا وحده لا يكفي في القضاء على الإرهاب والتطرف وأن هناك خيارات أخرى على السلطات اليمنية أن تسلكها وأن تعمل بها ضمن استرتيجية طويلة المدى تهدف إلى تحسين جودة التعليم،والحد من البطالة،وتوفير فرص للشباب،وفتح أبواب الخدمة العسكرية والإلزامية أمام خريجي الثانوية العامة والجامعات،وتحسين مستوى التنمية في المناطق الفقيرة ذات القابلية لنشوء التطرف،ومكافحة الفساد المعطل الرئيسي للتنمية،وتحسين مستوى الإدارة، واختيار الكفاءات والشخصيات الوطنية لإدارة مناطق التوتر،وإنشاء مراكز للتأهيل والتدريب في المدن الرئيسية لمعالجة ظاهرة التطرف يشارك فيها الخبراء والمختصون.