حذر خطيب جمعة "الحوار الجنوبي" في مدينة عدن كبرى مدن الجنوب من أن يكون الحوار الجنوبي-الجنوبي مقدمة للحوار الوطني المزمع عقده في العاصمة اليمنية صنعاء. وأقيمت الخطبة والصلاة في وسط الشارع الرئيس بمديرية المعلا (شارع مدرم) أحد معاقل الحراك الجنوبي بعدن.
كما حذر خطيب الجمعة الشيخ "حسين بن شعيب" من الالتفاف على "ثورة الجنوب" كما حصل من الالتفاف على ثورة الشباب في صنعاء.
وشدد "بن شعيب" على حق "تقرير المصير" لافتاً إلى مصادرة هذا الحق منذ العام 1967, وهو العام الذي استولت فيه الجبهة القومية التي انبثق منها الحزب الاشتراكي لاحقاً على الحكم بعد خروج بريطانيا بنضال مشترك لعدد من القوى الجنوبية التي أقصتها الجبهة.
وأشار بن شعيب إلى أربع ركائر رئيسية للحوار الجنوبي-الجنوبي هي "وحدة الصف الجنوبي على قاعدة التصالح والتسامح", و "إيجاد خارطة طريق تحدد ملامح الحوار وأسسه وأدواته ووسائله ليكون ناجحاً والمعالم التي نستطيع بها التصدي لكل المؤامرات" حسب وصفه, و"التركيز أن شعب الجنوب قرر مصيره يوم 21 فبراير حين رفض الانتخابات الهزلية", مضيفاً أن "لاتراجع عن حق استعادة الدولة والتحرير والاستقلال", والركيزة الرابعة "وضع دستور للدولة الجنوبية القادمة, دولة يسودها النظام والقانون", مشيراً إلى أهمية أن تكون هذه الدولة "اتحادية فدرالية لامركزية وعاصمتها عدن, وتكون أنموذجاً فريداً في المنطقة".
وشاركت جموع غفيرة في مسيرة حاشدة انطلقت عقب الصلاة طافت الشارعين الرئيس والخلفي الموازي له, ورفعت أعلام دولة الجنوب السابقة.
وتسعى قوى دولية تعنى بالشأن المحلي اليمني منذ توقيع مبادرة تقاسم السلطة العام الماضي إلى إقامة حوار وطني للقضايا السياسية التي يعاني منها اليمن.
وتوجهت دعوات غير مباشرة للحراك الجنوبي للمشاركة في الحوار تحت سقف الوحدة اليمنية, لكن قوى الحراك الجنوبي التي تنظم تظاهرات شعبية منذ العام 2007 ترفض الاعتراف بهذه الوحدة وتعتبر أنها انتهت وتحولت إلى "احتلال" حين اجتاحت قوات الشمال أراضي الجنوب عقب حرب العام 1994.