النصر ليس مكاسب آنية ولا ترف ورفاهية نحققها لأنفسنا اليوم ، النصر الحقيقي كرامة وعزة وتضحية نستعيد بها دولة الجنوب ليسعد بها أبنائنا وتنعم بالأمن والأمان و تتوارثها الأجيال من بعدنا .. ولا نصر كامل لنا فيها ولا خير الا بعودة كل أبناء الجنوب لانه منا وبنا ولنا جميعاً ستصنع الحلول وسيمنحنا المجتمع الدولي والاقليمي بركته ورضاه ودعمه . سننتصر للجنوب حين نعي خصوصية قضيتنا الجنوبية ويدرك كل فرد منا معنى أن ينتمي إلى نفسه ويحفظ للآخر حقه في المواطنة الأخلاقية و الانتماء المشترك لوطن اسمه الجنوب ومجتمع إقليمي ودولي ،فالجنوب هوية وانتماء ومعاناة مُنحنا جميعا فيها صفة النضال ، وساحة تتسع للجميع ، كل جنوبي تحمل الذل وصبر ورفض الرضوخ للاحتلال العسكري القبلي الشمالي بأسم الوحدة الزائفة ولو بكلمه فلم يقبل ان يكون مواطن مستعبد فحارب أساليب الاحتلال ومؤامراته علينا وعلى أولادنا وطمس هويتنا الجنوبية فهو مناضل ، كل جنوبي أخذت أرضه بقوة السلاح وسرح من عمله وحول راتبه إلى راتب شهري ثابت لايكفي قوت يومه هو مناضل ، كل جنوبي اجبر على تحمل وظيفة الاسم مسئول وهو تابع ليس له كلمه ولا لتوقيعه أهمية حتى وان تواجد لأجلها في الشمال خوفاً من ذل الحاجة والعوز هو مناضل .
كل جنوبي ظل الطريق وضعف أمام الإغراءات و وقف مع الشمال في ظلمه للجنوب وأعادته ألينا اليوم هويته الجنوبية الأصيلة التي لا تطمس ولا يمكن ان تسلب هو جنوبي ، كل من رأى الحل من زاويته وسعى إليه و لم يتوفق هو مناضل ، كل أم واب وأخ وأخت في بيوت الجنوب انتظرت أو انتظر عودة ابنها أو ابنه أو أخيه أو أخيها من الساحات بقلق ان يعود أو لا يعود فهو مناضل كل امرأة لم يسمح لها بالخروج إلى الساحات لان أمرها لم يكن بيدها فشاركت بدمعه على شهيد أو جريح وتمنت ان تكون مع الآخرين ولم تستطيع هي مناضله كل شاب تواجد في الساحات وأصابه اليأس والإحباط من ممارسات البعض وجنب نفسه الدخول في المهاترات والتشكيك في وطنيته فأختار دور المتفرج هو مناضل ..لايحق لأحد ان يوزع صكوك الوطنية فيمنح أو يأخذ منا هويتنا الجنوبية و صفة النضال لأنه تواجد في ساحات .. هي جزء من ساحة نضال كبيره كلنا متواجدين فيها اسمها الجنوب تمثل جهة من جهات المجتمع الإقليمي الدولي الأربع .
أن كنا افتقدنا إلى اللحظة ولو ظاهرياً المصداقية فبما بيننا البين والى القدوة التي نثق ونؤمن بصدق قولها وجدوى فعلها فنتبعها ونحتفظ بحكمنا عليها إلى خواتيم الأمور ، والى القيادة السياسية المثقفة المنصفة والنظيفة المتمكنة المتمسكة بالقيم الوطنية الإقليمية الدولية الثابتة المنتصرة لإرادة شعب الجنوب ، المعتمدة على الحنكة السياسية واللين في الكلام والحوار والتواصل والاعتراف المتبادل بكل القوى الجنوبية المتعاملة بوعي ومسؤولية وطنية مع مجلس الأمن القومي والاستخبارات الأمريكية ومنظماتها الدولية ومراكز الدراسات التي تعمل في خدمة صانع القرار الأمريكي المهيمن دوليا في ظل انهيار التوازن والانفراد بالقرار الدولي من قبل الأمريكان الداخلين في الشأن الجنوبي بقوة من خلال منظمات المجتمع المدني لتطويع حركته الثورية فإذا لم نتنبه إلى ذلك سنجد أن الفرقاء المبعثرين على الساحة الجنوبية بكل توجهاتهم هم من سيدخلون علينا للمشاركة بصنع القرار من خلال الثغرات التي تركناها لهم بعيدا عن أرادة شعب الجنوب وما قدم لأجله أرواحهم الشهداء ، فمجتمعنا الجنوبي قد أبتلى بسنوات طويلة من زرع بذور الفتنة والفرقة والتشتت والفساد والاستبداد بإسم الوحدة الزائفة ، وبالمؤامرات تجاه الجنوب الوطن والثروة والإنسان . وليس من السهل على الشعوب تجاوز تبعات ذلك ، ولكننا بعظمة شعب الجنوب وماعرف به من صبر وجلد وبإرادته التي لا تقهر ، وبقراءة متأنية للواقع حكمة سياسية متروية غير مندفعة لاستعجال الحلول سنتمكن من تخفيف حدة هذه التبعات و سنتجاوزها لننتصر.
شعب الجنوب داخلياً وصل إلى مرحلة من النضج لم و لن يتمكن فيها احد من تمرير مؤامراته عليه ولن تتمكن القوى التي أستعبدت الجنوب مهما كانت قوتها ومهما كان مكرها من أعادة إنتاج نفسها وأستعادة نفوذها وفرض ثوابتها الوطنية ، فلم تعد لا وحدة ولادستور يجمعنا بهم ولاقوانينهم النافذة لها مكان في أرض الجنوب المحررة من زيف ثوابتهم .
وأن تمكنوا اليوم من فرض واقع سياسي قائم على المعلومات الأمنية المغلوطة وفرض سياساتهم على أرض الجنوب بالعنف والقمع وتشويه القيم وغرس الأحقاد وإحياء النعرات الجهوية والقبلية ، إلا أنهم عجزوا عن النأي بالمجتمع الشمالي القبلي من الانعكاس المدمر لذلك على مجتمعهم القبلي الطائفي الفاقد لأبسط مقومات الدولة وسيطرة السلطة مما أظهر ضعف النظام الحاكم وعدم قدرته على التحكم بمؤسساته العسكرية ومقدراته الاقتصادية وفشله من بسط سيطرته الكاملة على الأرض في الشمال والجنوب . والبدء بالبحث عن الحلول الأخرى .
دولياً وإقليميا أثبتت مجريات الأحداث أن القضية الجنوبية هي الخطر الحقيقي والتحدي الأمني الأكبر والأكثر تأثيراً في هذا الجزء من العالم ، وتشير الدلائل إلى وصول الجميع لقناعة إلى أنه مالم يمنح الجنوبيين حقهم المشروع في استعادة دولتهم الجنوبية ستظل التحديات عائق أمام المستقبل السياسي وسيظل الجنوب التحدي الأمني الأخطر على الإقليم والمصالح الدولية ، وعلى وحدة أراضي الشمال والمنطقة وأمن وسلامة المواطن فيها ، مما أوجد واقع بدأ فيه المجتمع الدولي من أمساك زمام الأمور وإدارة دفة الصراع الطائفي وفق خطة مدروسة تظهر بشكل جلي استحالة أقامة الدولة المدنية في الشمال وتهيء لإقامة حكم حوثي على أنقاض الحكم الزيدي (الذي كان للحراك الجنوبي المحصن بوحدته على المذهب الشافعي ،الدور الرئيس في تصدعه بدفاعه المستميت عن طمس الهوية الجنوبية و معالمه الدينية والاجتماعية و الوطنية) .. شعب الجنوب داخلياً وصل إلى مرحلة من النضج لم و لن يتمكن فيها احد من تمرير مؤامراته عليه ولن تتمكن القوى التي أستعبدت الجنوب مهما كانت قوتها ومهما كان مكرها من أعادة إنتاج نفسها وبنظرة واقعية لوضع اليمن اليوم يكون المجتمع الدولي قد تمكن من تنفيذ مخططه في الشمال وسيدير ظهره له ليمنحه شيء من الديمقراطية في إعطاءه الفرصة لرسم النهايات بالكيفية التي سيقبلها الناخب الشمالي ويحقق له حلمه بالتوسع كمكافئة لدعمهم للمخطط الأمريكي.. بينما يتجه نحو الساحة الجنوبية ليبدأ مرحلة منح الفرص للقوى السياسية في الجنوب لتلتقي وتجتمع وتتحاور لإدارة عملية أيجاد القيادة الجنوبية و لن يبخل على الجنوبيين بمشروع فكري وسياسي يلتفون حوله ويكتسبون منه مهنية سياسية تهيئهم لاستلام دولتهم والبدء بلعب الدور المرسوم لهم دولياً في مخطط كبير أسمه الشرق أوسط جديد .