في عالم كرة القدم الثقة الزائدة بحسم النتيجة مسبقا وتجاهل قدرات الفريق الخصم ومحدودية إمكانياته بدنيا وفنيا وتكتيكا او ماليا يعتبر من المخاطر التي تواجه الاندية الكبيرة والتي تضم بين صفوفها ما يسمى( بنجوم) دفعت لهم مبالغ خيالية وكبيرة الى تهليل وتطبيل إعلامي لهم وصنعهم كأبطال قبل ان يحققوا بطولات وهذا ينطبق على المنتخبات وقد لفت انتباهي الى مقال نشرته مجلة ( موي انتيريسانتي ,تعني مهم جدا) الاسبانية في عددها رقم 397 لشهر يونيو 2014 وهي عبارة عن بحث في سلوكيات اللاعبين والاندية والمنتخبات في الجوانب النفسية والجسدية وفي هذا البحث العلمي تم تقسيم جوانب نجاح اللاعبين وانديتهم ومنتخباتهم الى عوامل
اللعب الجماعي الصلابة في مواجهة التحديات الجهد الحافز الموهبة الطبيعية الحظ تقدير الذات والثقة بالنفس
كل هذه العوامل تعتبر منظومة متكاملة نحو تحقيق النجاح الرياضي لعبا ونتيجة ومهارات فردية وجماعية ومن ذكريات التاريخ تطرقت الى بطولة كأس العالم الرابعة التي نظمته البرازيل لأول في عام 1950 حيث التقى المنتخب البرازيلي في المباراة النهائية .
امام منتخب أوروجواي على ملعب( ماراكانا) في ريو دي جانيرو امام حشد كبير من الجمهور الرياضي تجاوز 170000 مشاهد اغلبهم من الجمهور البرازيلي صاحب الأرض والمنتخب البرازيلي كان يحتاج الى التعادل ليفوز بكأس العالم و كل البرازيل واثقة من تحقيق هذا الحلم ولأول مرة في تاريخها مما جعل الحكومة البرازيلية الى استباق النتيجة وتم سك عملات تذكارية تحمل صور كل لاعبي المنتخب صاحب الارض والجمهور وحدثت المفاجأة وتمكن منتخب الأوروجواي(الأروغواي) من حسم نتيجة المباراة بهدفين مقابل هدف و وسيطرو على مجريات اللعب وتبخر الحلم البرازيلي المرشح الاقوى لنيل البطولة وسميت هذه الهزيمة الماراكاناسو نسبة لاسم الملعب وقد انتحر ستة مشجعين برازيليين حيث القوا بأنفسهم من على مدرجات الملعب ومنذ ذلك التاريخ يعرف المشجعون البرازيليون بقوة حماسهم وتشجيعهم المفرط لمنتخبهم والذي حاز خمسة مرات بطولة كأس العالم لكرة القدم وهل تكون هذه الذهبية السادسة؟
بطولة كأس العالم عام 2014 تعتبر المرة الثانية التي تنظمها البرازيل على ارضها وامام جمهورها المتحمس جدا فهل تتكرر مأساة ذلك اليوم الأسود في تاريخ الكرة البرازيلية؟
لابد من مراجعة كل العوامل المذكرة مسبقا وهي حجز الزاوية في ايجاد فريق او منتخب متماسك قادر على تحقيق الانجازات والكرة هي جهد جماعي وعمل الفريق الواحد تبرز فيها المهارات الفردية والابداع المتميز لبعض اللاعبين وهي نتاج طبيعي لروح التعاون بين الجميع.