"كرة القدم تعود لوطنها".. هكذا أشارت ديلما روسيف رئيسة البرازيل إلى بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. والحقيقة أن البرازيل، على مدار النصف قرن الأخير، اصبحت رمزا لكرة القدم اللعبة ذات الشعبية الأولى عالميا بفضل الألقاب الخمسة التي أحرزها المنتخب البرازيلي في بطولات كأس العالم وطريقة اللعب الجمالي التي قدمها الفريق ونجومه مثل بيليه وجارينشيا وروماريو ورونالدو واشتهرت باسم "جوجو بونيتو". وقال وزير الرياضة البرازيلي ألدو ريبيلو إن البرازيل هي "أرض كرة القدم" لأنها حولت اللعبة إلى "مزيج من عمليات حضارية مختلفة"، وأوضح ريبيلو أنه لولا المساهمة البرازيلية "لربما كانت كرة القدم رياضة أنجلو ساكسونية مثل الرجبي وكرة القدم الأمريكية". ويظهر السبب والمبرر لهذا الحماس الرسمي تجاه كرة القدم كل أربع سنوات عندما يشارك المنتخب البرازيلي في بطولة كأس العالم ويجذب اهتمام 200 مليون مواطن برازيلي هم جميعا من المشجعين المتحمسين كما يجذب اهتمام الخبراء والنقاد الذين ينتقدون بقسوة مدرب الفريق في هذا الوقت. وبالنسبة لهذه المجموعة المتعصبة ذات الحماس المفرط يكون حصول المنتخب البرازيلي على المركز الثاني بمثابة هزيمة مهينة. وقال جوزيه فيريرا نيتو أحد الهدافين التاريخين لفريق كورينثيانز البرازيلي، "المنتخب الألماني احتل المركز الثالث وكانت جماهيره بانتظاره في المطار هذا لا يحدث هنا، إذا أنهى الفريق البطولة في المركز الثاني، فإن الجماهير قد تقتل اللاعبين، وهو خطأ كبير". وأوضح نيتو أن هذا ما حدث بالنسبة لأعضاء في المنتخب البرازيلي الذي شارك في مونديال 1950 حيث كانوا هدفا لازدراء واحتقار شعبي بعد الهزيمة أمام أوروجواي في المباراة الختامية الحاسمة على لقب البطولة وهذا باستاد "ماراكانا" في ريو دي جانيرو والتي اشتهرت تاريخيا بلقب "ماراكانازو"، وقال نيتو "ذلك الفريق كان من أفضل الفرق في التاريخ. العديد من لاعبيه كانوا من النجوم الرائعين الذين خسروا اللقب لسوء الحظ". وعندما ناقش هذه القضية، أوضح ماركوس دي أزامبوجا نائب وزير الخارجية البرازيلي سابقا أن كرة القدم كانت "النشاط الوحيد الذي يتخطى طبقات المجتمع ومستويات التعليم ولون الجلد والأمور الإقليمية.. عندما يدخل المنتخب الوطني إلى الملعب ، يكون الوطن هو المحرك للأقدام". وأوضح الدبلوماسي السابق أن كرة القدم لم تصبح ذات أهمية الآن بالنسبة للبرازيليين مثلما كانت في 1950، وأضاف "هناك حماس وطني رائع تجاه كرة القدم خاصة عندما يلعب المنتخب البرازيلي بشكل جيد ويقدم كرة جميلة. ورغم هذا ، يبدو وكأن كرة القدم تغلفت داخل الملعب : السعادة هناك والحماس هناك ولكن تم احتوائها داخل حيز الاستاد". وأوضح المعلق والناقد الرياضي الشهير جوكا كفوري وهو أيضا عالم اجتماع، "كرة القدم هي المجال الوحيد الذي يشعر فيه البرازيليون بأنهم مواطنون من العالم الأول"، ورغم هذا يعتقد كفوري أن مقولة إن البرازيل هي "أرض كرة القدم" ليست حقيقية، وأوضح "الأرجنتينيون يقدرون كرة القدم أكثر من البرازيليين، ففي أي استطلاع للرأي يجرى في البرازيل على مجموعة من مشجعي كرة القدم سيظهر أن الكتلة الأكبر، وتبلغ نحو 28 بالمئة، يقولون إنهم لا يبالون بكرة القدم ثم يأتي مشجعو فلامنجو ومشجعو كورينثيانز وبعدهم مشجعو ساو باولو"، وقال كفوري "نفس استطلاع الرأي في الأرجنتين سيظهر أن الكتلة الأكبر تكون لمشجعي بوكا جونيورز ثم يليها مشجعو ريفر بليت ثم تأتي في المرتبة الثالثة نسبة هؤلاء الذين لا يبالون بكرة القدم". وعلى أي حال ، أصبحت بطولات كأس العالم عاطفة هائلة بالنسبة للبرازيليين مع فوز المنتخب البرازيلي بلقب كأس العالم خمس مرات. وسيكون هذا حقيقيا بشكل خاص فيما يتعلق بكأس العالم 2014 لاسيما إذا فاز المنتخب البرازيلي بلقبه العالمي السادس عندما يخوض البطولة على أرضه، وقال دي أزامبوجا "إذا فاز المنتخب البرازيلي ، لن يكون العرض هو البطولة نفسها ولكن سيكون نهاية البطولة. لأن العالم لن يرى انفجارا من السعادة مثل الانفجار الذي سيرونه في هذه الحالة.. سيكون هناك 200 مليون شخص يشعرون بالفرحة وفي حالة من السعادة التامة". عناوين الصور أصبحت البرازيل على مدار النصف قرن الأخير رمزا لكرة القدم اللعبة ذات الشعبية الأولى عالميا بفضل الألقاب الخمسة التي أحرزها المنتخب البرازيلي في بطولات كأس العالم. ربما لا تجد كاس العالم مكانا أفضل من البرازيل بكل ما فيها من حياة تتسم بكرة القدم وشواطئ شهيرة في ريو دي جانيرو مثل كوباكابانا وإيبانيما وتعامل رائع للبرازيليين مع كرة القدم ومثل هذه البطولات.
