أكد قيادي في المعارضة اليمنية، أمس، انتهاء الحوار غير المباشر مع السلطة، عبر علماء الدين من دون نتيجة، مشيرا إلى أن لا خيار امام المعارضة الآن سوى الشارع، حتى تنحي الرئيس علي عبدالله صالح، فيما قتل أربعة عناصر من الحرس الجمهوري اليمني علي يد عناصر يعتقد أنها من تنظيم «القاعدة». وأعلن القيادي في المعارضة المنضوية تحت لواء اللقاء المشترك محمد الصبري، لوكالة «فرانس برس» «نهاية مرحلة من الحوار غير المباشر عبر العلماء».
ويأتي ذلك بعد أن اكد الرئيس اليمني، عبر مصدر في الرئاسة، تمسكه بالسلطة حتى ،2013 ورفضه اقتراح المعارضة التنحي قبل نهاية العام الجاري، بشكل سلس. وقال الصبري «ما أعلن عنه باسم مصدر في الرئاسة يؤكد أن الرئيس أصبح ميتاً سياسياً، وإن خيارنا الوحيد هو الشارع».
وأضاف «وجهنا دعوة إلى كل الشعب، لتوسيع دائرة الاعتصامات والتظاهرات، وتصعيد النضال السلمي في الشارع في كل المناطق، حتى لا يبقى أمامه (صالح) إلا خيار واحد، الرحيل».
وكان علماء برئاسة رئيس هيئة علماء اليمن عبدالمجيد الزنداني، قاموا بوساطة بين المعارضة والرئيس، للتوصل إلى صيغة سلمية لانتقال السلطة في اليمن، وقد اقترحت المعارضة، من خلال الوساطة، انتقالا سلميا للسلطة قبل نهاية السنة. ورفض الرئيس اليمني هذا المطلب، معتبرا أنه يمثل «عملية انقلابية على الشرعية». بحسب وكالة الأنباء اليمنية. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في الرئاسة قوله إن المقترحات التي قدمتها المعارضة إلى العلماء يشوبها «الغموض»، و«الالتباس».
وقال المصدر إن الرئيس يرفض خصوصا بندا ينص على «وضع برنامج زمني (...) لا يتعدى نهاية هذا العام»، لانتقال السلطة على أن يعلن الرئيس ذلك للشعب الذي له ان يرفض أو يوافق».
وقال المصدر إن «تلك التفسيرات المتعسفة تمثل عملية انقلابية مكشوفة على الديمقراطية والشرعية الدستورية»، محذرا من أن أي «محاولة للخروج عن الدستور (...) تنطوي على مجازفة خطيرة تهدد أمن وسلامة الوطن». وجدد المصدر المسؤول التأكيد على «عدم ترشيح الرئيس نفسه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2013 وعدم التوريث».
وعلى صعيد آخر، قتل أربعة جنود من الحرس الجمهوري اليمني صباح أمس في مأرب شرق صنعاء برصاص مجهولين، يعتقد أنهم من تنظيم «القاعدة»، فيما قتل عقيد في ابين (جنوب)، برصاص مسلحين كانا يركبان دراجة نارية، حسب ما أفاد مصدر محلي وآخر أمني لوكالة «فرانس برس».
وقامت القوات اليمنية بحملة عسكرية، مستخدمة المروحيات والمركبات العسكرية، لتعقب عناصر التنظيم في مأرب، حسب ما أفاد مصدر أمني.
وأكد المصدر المحلي أن «أربعة جنود من الحرس الجمهوري قتلوا صباح اليوم الأحد (أمس)، على يد مسلحين مجهولين يعتقد أنهم من (القاعدة)». وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن الهجوم «استهدف سيارة تغذية تابعة للحرس الجمهوري، وكان على متنها أربعة جنود قتلوا جميعا». وذكر المصدر أن الهجوم «يشبه هجمات سابقة نفذتها (القاعدة)»، ووقع في منطقة قريبة من وسط مدينة مأرب، حيث المركز الإداري للمحافظة، ومن وادي عبيدة الذي يعد معقلاً للتنظيم، على حد قوله. من جانبه، قال مصدر أمني محلي لوكالة «فرانس برس» إن حملة عسكرية أطلقت على الفور، لتعقب منفذي الهجوم. وذكر المصدر أن «مروحية قامت بضرب مركبتين ل(القاعدة) خلف منطقة عروق الشبوان شرق مأرب»، في وادي عبيدة، دون أن يتضح إذا ما كان ذلك أسفر عن إصابات في صفوف المسلحين. وأشار المصدر إلى أنه تم تحريك قوات من الحرس الجمهوري، لتعقب عناصر التنظيم في المنطقة. إلى ذلك، أعلن مسؤول أمني لوكالة «فرانس برس»، أن عقيدا في المخابرات يدعى عبدالحميد الشرعبي «قتل على يد عنصرين من (القاعدة)»، في زنجبار عاصمة محافظة أبينالجنوبية.
وقال المسؤول إن «الشرعبي كان يمر في السوق العام للتسوق، وهاجمه شخصان على دراجة نارية، وأطلق أحدهما النار عليه، فقتل على الفور، فيما لاذا هما بالفرار». وكان ثلاثة عسكريين ومدنيان قتلوا في 22 فبراير الماضي، في اشتباكات بين قوات الأمن اليمنية وتنظيم القاعدة في مأرب. وأسفرت هذه المواجهات، حينها، عن اعتقال «قيادي»، في التنظيم هو محمد عبدالله معوضة، حسب ما أفاد موقع وزارة الدفاع اليمنية.