تجاهل المتمردون الحوثيون التحذيرات التي اطلقها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وواصلوا تقدمهم صوب العاصمة صنعاء، حيث فتحوا جبهتين للقتال على بعد خمسة عشر كيلو مترا، احداهما في مديرية همدان والاخرى في مديرية بني مطر في ضواحي العاصمة، وتحدثوا عن صد حملة عسكرية ارسلت لإنهاء سيطرتهم على مدخلي العاصمة، تزامنا مع مواجهات عنيفة بين الجيش والمتمردين في عمران، التي تخضع لحصار الحوثيين. ونقلت صحيفة (البيان) الاماراتية عن مصادر قبلية قولها ان "الحوثيين فتحوا جبهة قتال في منطقة وادي ظهر (غرب صنعاء)، التي يقصدها سكان العاصمة في العطلة الاسبوعية للتنزه، وإنهم تصدوا لحملة عسكرية ارسلت الى المنطقة لاستعادتها، كما واصلوا مواجهاتهم ضد الجيش في مديرية بني مطر جنوب غرب المدينة".
وأضافت المصادر أن " مواجهات عنيفة اندلعت ايضا بين الجانبين في مديرية بني مطر، حيث أعلن الحوثيون تمكنهم من صد الحملة العسكرية وتدمير عدد من العربات المدرعة التابعة للجيش".. لكن مصادر قبلية اخرى ذكرت ان " المواجهات متواصلة بين قوات الجيش والمتمردين الحوثيين في اكثر من قرية، في مسعى لانهاء سيطرة الحوثيين على المرتفعات الجبلية والطريق الذي يربط العاصمة بمديرية شبام كوكبان، ومنها محافظة المحويت".
وفي عمران قالت الصحيفة في تقرير لمراسلها في اليمن محمد الغباري أن " تواصلت الاشتباكات بين قوات الجيش والحوثيين الذين يسعون للسيطرة على المدينة، حيث دارت مواجهات عنيفة في قرية بيت بادي وشارع الأربعين وجبلي المحشاش والجنات، وهي المداخل المؤدية الى وسط مدينة عمران التي احكم الحوثيون حصارها من كافة الاتجاهات، وقطعوا عنها الكهرباء".
ومع اطلاق السكان نداءات استغاثة لأنهاء حصار المدينة واعادة الخدمات، قال نقل مراسل البيان عن شهود عيان انهم سمعوا اصوات قذائف تتساقط على حي بيت الفقيه وسط عمران، واكدوا" استعادة قوات الجيش السيطرة على حصن بني ميمون".
وكان الرئيس اليمني وجّه أول من أمس أول تحذير للحوثيين.
وقال إن ما يجري في محافظة عمران من تحركات ومواجهات لا بد من الوقوف أمامه بحزم ولا يجوز توسيع المواجهة أو تجاوز الاتفاقات المبرمة وعلى جميع الأطراف الالتزام بها.
وفي غضون هذا التوتر، اكد خطباء المساجد اليمنية ضرورة استشعار جميع اليمنيين عظمة هذه الايام المباركة من شهر شعبان وقدوم شهر رمضان بتصفية النفوس ونبذ العنف وترك السلاح وافتعال الأزمات.
وشدد الخطباء خلال صلاة الجمعة بحسب الصحيفة على ضرورة التزام التهدئة من قبل كافة الأطراف في محافظة عمران، وأن يعمل الجميع على إنهاء التوترات ومعالجة مسبباتها، لافتين إلى أنه على الدولة بسط سلطتها وفرض هيبتها وتطبيق النظام والقانون على الجميع دون استثناء.
وأوضح الخطباء أنه يجب الوقوف بحزم أمام ما تشهده محافظة عمران من توترات، معلنين دعمهم لتصريحات هادي عدم السماح بتوسع المواجهات أو تجاوز اتفاقات التهدئة المبرمة، وأنه لا يجب السكوت عن أي تهديد أو خروق، داعين الحوثيين إلى الالتزام بمخرجات الحوار الوطني الشامل، وعدم تجاوز الخطوط الحمراء.