منذ انطلاق الحراك الجنوبي كان ولايزال يعاني من أزمتين متلازمتين لا يفترقان الا وهما ازمة قياده وازمة ثقه بين المكونات ،واذا ما قرأنا في التاريخ سنجد مبرر لأزمة الثقة باعتبارها ظاهره صحيه في مثل هكذا مراحل ولكن لن نجد تفسير لازمة القيادة وهذا وبلا شك اثر وبشكل سلبي علي مسيرة الثورة الجنوبية بل افقدها في بعض المراحل بريقها وعدالتها. واليوم يمر الحراك بمرحله خطيره ومعقده جدا واذا لم يتدارك الامر ويعمل المخلصون علي تفادي ما يحصل فأنه ليس من المستبعد وأد الثورة وطمسها بشكل شبه كلي ،وهنا يجب ان يتم قراءة المعطيات بإدراك ووعي والغوص بعمق في ما بين السطور ووضع كل الاحتمالات بعين الاعتبار وعدم الاصرار علي تجارب اثبتت المراحل السابقة فشلها. من السهل جدا التغني بالشعارات ومن الاسهل المزايدة علي الوطن في ظل هذه الظروف ولكن ليس الي مالا نهاية فمهما عملنا واجتهدنا يجب ان لا نتجاهل ان هناك قوي سياسيه اخري تقف في الجهة المقابلة هي أيضا تعمل وتجتهد وتتقدم بسرعه وهذا ما اثبتته الاحداث في الاسبوعين المنصرمين من انتقال بعض قادة الحراك الي صنعاء بطريقه منفرده وكان ذلك نتيجة طبيعية بعد فشل الجميع في ايجاد حل للخلاف الجنوبي الجنوبي بين القادة. لست ضد النوبة او غيره ممن تبعوا قناعاتهم ورؤيتهم لحلول قضيتنا من بوابه اخري ولكنني أيضا لست معهم بالضبط فيما فعلوا ،فمن حق النوبة او غيره ان يفعل ما يريد كحق شخصي وفردي ولكن الحراك خلق كمنظومه ويجب ان تمثل هكذا وليس بطريقه فرديه يجعل من السهولة بمكان تفتيتها وزرع الفتنه والشقاق بين ابناء الجنوب دون ادراك لذلك. الان نحن بحاجه ماسه الي قراءه صحيحه للواقع من حولنا والتعامل باحتراف وعمق مع الواقع والنظر بدقه لكل مسارات الخروج او الحلول ولا عيب من العمل علي خيارات متعددة في نفس الوقت بعد التنسيق المسبق وتوزيع الادوار والمهام علي من يمتلك الكفاءة لتمثيل قضيتنا. اثبت قطعا وبما لا يدع مجال للشك ان قوي النفوذ في صنعاء ترفض مخرجات الحوار وترفض بشده مشروع الاقاليم وترفض كل الحلول للقضية الجنوبية حتي وان تشدقوا بغير ذلك، وهذا مدخل مناسب للتعامل مع هذا الملف من خلال التعامل مع الواقع بإيجابيه وتجيير كل ما نستطيع تجييره لصالح قضيتنا ،فليس كل من ذهب لصنعاء خائن وليس كل من لم يذهب وطني وشريف ،فالعمل علي مسارين مختلفين يجعل نسبة النجاح اكثر فلو كلف الحراك فئه من قادته للتعامل مع هذا الجانب والحصول علي اكبر نسبه من المناصب والوظائف كحق مكتسب وليس منه من احد وبقاء المد الثوري يعمل أيضا دون توقف سنحقق اكبر مكاسب لقضيتنا ،لان البديل عن المشاركة في الواقع المفروض سيخلق قوي اخري لها تحالفاتها وتمثل امتداد لقوي اخري تعادي الجنوب وهم جنوبيون وسيسيطرون علي كل المناصب والوظائف وهنا ستكون مشكلتنا مركبه واكثر تعقيدا ،ولن يحصل ذلك الا بتنسيق وتفاهم وليس بشكل فردي كما حصل مع النوبة والمفلحي وغيرهم. العمل على عدة خيارات يجعل الامل اكبر في الحصول على ما نريد وكما قال المثل الشمالي(اقرأ ياسين والصميل بيدك). يجب العمل سريعا على لم الشمل الجنوبي والاسراع في التنسيق على من يمثل القضية في الداخل وتوزيع الادوار بمنطق وادراك وتحمل للمسؤولية والترفع عن مبدأ التخوين وتوزيع التهم الجزاف والبعد عن التفكير المناطقي الضيق والقبلي العقيم. نحن لا نحتاج الا قراءه منطقيه للواقع والتعامل المناسب مع المعطيات والفصل بين المراحل بإعطاء كل مرحله حقها الكامل واخذ عبره ودروس من الماضي واخذ بعين الاعتبار موقف المجتمع الدولي ودول الجوار من قضيتنا في ظل عدم وجود متغيرات على الارض بسبب تفرقنا وتشرذمنا.