أكملت تسعة عشر منظمة مجتمع مدني من كافة أنحاء اليمن أكبر عملية إشراك مجتمعية إلى حد الآن لتوعيتهم بمخرجات بناء الدولة والحصول على التغذية الراجعة من قرابة 10000 مواطن يمني حول أبرز مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل المتصل بعمل فريق بناء الدولة. حيث شارك أكثر من 1200 مواطن في 40 منتدى مجتمعي حواري استمر كل منتدى لمدة يومين في 20 محافظة يمنية مختلفة ؛ وشارك ايضاً حوالي 8174 مواطن من جميع أنحاء اليمن في عرض آرائهم حول أبرز توصيات مؤتمر الحوار الوطني عبر تعبئتهم لاستبيان أعد من قبل المشروع. وعبر المواطنون في هذه المحافظات من خلال هذه المنتديات الحوارية والاستبيانات عن تطلعهم لمعرفة مخرجات الحوار الوطني وأن يكون لهم دور في رسم اليمن الجديد.
وبشكل عام فقد أيد المواطنون أبرز المخرجات وكان هناك دعم واسع للمبادئ السياسية والاقتصادية والاجتماعية منها المتبناة بواسطة فريق بناء الدولة والتي تمثل حجر الأساس لليمن الجديد.
وكان هناك أيضاً دعم واسع لمبدأ المساواة بين كل المواطنين أمام القانون؛ حيث وقد أعتبر المواطنين تأسيس محكمة دستورية مهم جداً وصوتوا لذلك بنسبة 83% عبر الاستبيان. حيث وقد رفض 9 أشخاص بين كل 10 أن يكون هناك حصانة للمسؤولين الذين يخالفون اللوائح والقوانين؛ حيث وقد كان أكثر المواضيع سخونة هو الشريعة الإسلامية حيث صوت أغلبية المشاركين في المنتديات الحوارية بأنها يجب أن تكون المصدر الوحيد للتشريع.
وبالرغم من وجود أسئلة غير مجابة إلا أن الغالبية أيدت الانتقال إلى دولة فدرالية ونصت إجابتهم على التأييد بشدة بنسبة 50% و20% أيدوا إلى حد ما، بينما طالب الكثير من الجنوبيين بدولة من إقليمين أما البقية فكانوا متوجسون من التحول إلى النظام الفدرالي وإمكانية ترجمته إلى أرض الواقع.
وقد أيد ثلثي المواطنين الذين قاموا بتعبئة الاستبيان التحول إلى نظام القائمة النسبية الانتخابي؛ وكان الاختلاف فقط حول القوائم المفتوحة والمغلقة للنظام. حيث وظهرت أيضاً معارضة واضحة على التوصية التي تنص على وجوب إحضار 5000 مواطن للمصادقة على أهلية المرشح المستقل للخوض في الانتخابات. ومن ناحية أخرى بينت نتائج الاستبيان على ضرورة حمل المرشح درجة الماجستير على الأقل ليكون مؤهلاً للخوض في أي انتخابات لأي منصب تمثيلي. حيث وكان هناك توجس طفيف حول سن الترشح لمجلس النواب والذي حدد ب 25 كونه – بحسب آرائهم – يعتبر أقل من السن الذي ينبغي أن يكون فيه صاحب المنصب.
حيث أيد ثلثي المجيبين في الاستبيان والمشاركين في المنتديات الحوارية توصيات تبني كوتا انتخابية للنساء والشباب وتحديد حصة (كوتا) بنسبة 30% للنساء و20% للشباب. وفي نفس الإطار أيد غالبيتهم توصيات الانتقال إلى نظام برلماني والتخلي عن النظام الرئاسي المختلط المتبع حالياً في البلاد.
وعبر المشاركون عبر المنتديات الحوارية والاستبيان عن قلقهم حول نية وإمكانية اليمن لتبني التوصيات وغيرها من التغييرات التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني حيث طرحوا قضايا أثارت اهتمامهم كالفساد المنظم وتصدي الأحزاب السياسية للتغيير والموارد المحدودة وقدرات الحكومة على المستوى الوطني والمحلي وتساءلوا ما إن سيتم تنفيذ هذه المخرجات التي تحظى بدعم شعبي أم لا. وكانت أحد القضايا التي طرحها المشاركون هي الثقة – فقد نظروا أن العلاقة مع الجنوب حرجة وبين أكثر من 83% من المجيبون أن حل القضية الجنوبية يعتبر مهم جداً أو مهم إلى حد ما من أجل إعادة الثقة.
حيث وسيسلم التقرير المفصل عن آراء المواطنين إلى الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني الشامة ومنها إلى لجنة صياغة الدستور ورئيس فريق عمل بناء الدولة. هذا وقد سلمت نسخة من التقرير بشكل رسمي في مرحلة الاستشارة المجتمعية بلجنة صياغة الدستور.
وكخطوات قادمة ستعقد 8 منتديات حوارية مجتمعية لهذا المشروع المتميز في كل إقليم من الأقاليم المقترحة، وسيجرى استبيان ومجموعات بؤرية لمعرفة فهم وآراء المواطنين حول النظام الفدرالي المقترح للبلاد.
يذكر أن هذا المشروع مول من قبل السفارة الهولندية باليمن ودعم من قبل المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية.