يأتي شهر الخير - رمضان - فينادي منادٍ كما قال الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - : ( يا باغي الخير اقبل ، ويا باغي الشر أقصر ) ، فهو شهر للتوبة ولفعل الخير ولأداء العبادات من ( صلاة وصوم وقيام وزكاة ...) ، وفرصة يتجرع فيها الإنسان – المسلم – جرعة إيمانية تقربه إلى الله ، وهو أيضا " عملية انقلابية " - إن صح القول - ينقلب فيها المسلم من حال إلى حال وينقلب على الشيطان ووساوسه وأعماله ومكائده وعلى الشهوات بأنواعها وكل شر وسوء ومكروه . " أوله رحمه ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار " ، ويمطر الله فيه مطر الرحمة والغفران وتتضاعف فيه الحسنا ت ؛ حتى أن عمرة فيه تعدل بحجة ! ، وفيه يوم حير من ألف شهر، فيجب علينا استغلال أيامه أيما استغلال لنكون فيه من الفائزين المقبولين .
" رمضان ... صلة للأرحام " فنجد الجار يدعوا جاره وأقاربه وأصدقائه وأحبائه للإفطار في بيته راجيا بذلك رضوان الله والأجر الجزيل ، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من فطر صائما كان له مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره ) .
" تصفد فيه الشياطين " ، ولكن تظهر شياطين الإنس ؛ فنرى القنوات الفضائية قد امتلأت في هذا الشهر بالمسلسلات المخلة الهادمة للقيم والأخلاق - وللأسف في هذا الشهر الفضيل - ، والصيام ليس امتناع عن الطعام والشراب ؛ بل أيضا تجنب عن الخوض في المحرمات والمنكرات فقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال : ( من لم يدع قول الزور والمنكرات والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ، وقوله أيضا عن امرأتين ( إن هاتين صامتا عما احل الله ، وأفطرتا على ما حرم الله ) .
" مفاهيم خاطئة " تتولد في هذا الشهر مفاهيم خاطئة عند كثير من الناس - إلا من رحم ربي - ؛ فكأن شهر رمضان شهر للسهر وللعب وإضاعة الأوقات ، فنجد كثيرا منهم يتسكعون في الطرقات والأسواق والملاعب إلى ساعة متأخرة من الليل بل إلى أذان الفجر الأول ، وأكثر ما يؤلم أن نرى الأطفال كذلك مما يجعلهم عرضة للذئاب البشرية والانحرافات السلوكية والأخلاقية .
عزيزي القارئ : إن رمضان من أحب الشهور إلى الله وأعظمها ، فلنقابله بالأعمال الصالحة حتى نفوز بحبه ومغفرته وعفوه لنا .