ما زال البعض يطيب له الحديث عن نزوات قياداتنا وخزعبلاتهم .. تلك الرغبات التي أخذت حقها بالقدر الكافي الممجوج والبعض مارس وجرب القدر الكافي في جانب من جوانب تلك التجارب السياسية .. تلك المحاولات والأفكار السياسية الكثيرة والكثيرة العقيمة والمملة التي مورست وطبقت على أرض الواقع ثم كانت وبالا على الشعب وقضيته وبالتالي مثلت الخيبة تلو الخيبة لأن الأذهان في وهم تجتهد في العناوين ولا تجتهد في الأفعال وتظن التقدم والرقي بالأقوال والتصريحات وليس بالتخطيط والممارسات الجادة في أرض الواقع ولأن البعض يتمسك متطرفا برأيه ولا يحيد عنه فهو كالأعمى الذي أسند إلى العصية بل البعض منهم مثل الحمار يحمل أسفارا.
يتمسك بالفكر أو الرأي بغباء شديد حتى الممات وحتى هذه اللحظات يحتكر البعض المجالس والزغاطيط لينادي بتلك الحلول العقيمة وتلك الأفكار البالية التي أكل عليها الدهر وشرب وأثبتت فشلها وأصبح البعض يمثل أبواقا تردد نغمات ممجوجة كالاسطوانة المشروخة والعاقلون من حولنا في العالم يقيمون التجارب السياسية من وقت لآخر ثم يعدلونها إذا كانت بعيوب أو يتركونها إذا اتضحت أنها لا تصلح كليا في هدوء دون عجاج أو طحن فأصحاب المطالب الشرعية من نضرائنا تقدموا من حولنا بمراحل كبيرة لأنهم تخلصوا من ركامات العقول المتحجرة المتعجرفة المتحكمة وبدأوا يتخطون في مشاوير البناء والتقدم بخطوات مدروسة مخطوطة ثابتة بعقليات كبيرة تلك العقول لا تهدر أوقاتها في الجدل البيزنطي كما يحدث الآن ..
"هل الدجاجة من البيض أم البيض من الدجاجة ؟!!" أما هنا في الجنوب فالتحرك السياسي هو تلك ساحات التكتلات والتراشقات .. والإنتاج هو مقدار القتل والدمار من قبل عصابات الإجرام والعبرة والمحصلة هي عدم المقدرة في إركاع الخصوم السياسية حروب في الفارغة وأوقات مهدورة فيما لا تنفع الشعب فقط عن طريق التعبئة العنصرية وفتح اثار جروح الماضي الاليمة وتعبئة المواطنيين الغلابا في الهامش ليس بالأمر الصعب لان اي مواطن في هذه الرقعة لديه قصة في جعبته ما حدث في شبوة مؤخراً مثال للاعتباطية الذي نعاني منها بصرف النظر عن مستقبل الثورة ..
ولكي يسكت المغفلون العنصريون نقول بان الوعاء الجنوبي كيان للمضطهدين والمستعبدين والمهضوم حقوقهم في جميع ربوع الجنوب لذلك يجب ترميمه لمواجهة نظام الاستبداد ولمعالجة الاشكالات التي اقعدت بالألق الثوري عن الوثوب الى افاق التقدم والازدهار وهذه الاشكالات المكدسة جعلت الكل في الجنوب كسيحا وفاشلا..
والسبب في ذلك يرجع الى ان الدولة الجنوبية ظلت تعيش في حاله شبه استعمار من اخر بعد خروج المستعمر الخارجي عبر الاستقلال الفج الذي كانت عبارة عن تسليم وتسلم من وإلى !!وبالتالي اصبحت كل الانظمة التي تعاقبت على الحكم ما هي الا عبارة عن ورثة تركة بحيث انها حكومات بلا اهداف ولا برنامج ولا رؤى واضحة لحكم بلد متعدد الثقافات والأنماط وليس الاعراق والاديان لقد سارت هذه الحكومات كلها على نهج الاقصائي لاسلافهم الذين كانوا ايضا على نهج (الاستعمار الخارجي) ونتيجة لهذه الحكومات الفاشلة ثارت اجزاء واسعة من الوطن وانتهى بآخر المطاف الى هرولة الوحدة الارتجالية التي أرست أيضاً التمييز العنصري وزعزعة استقرار الطرف المنعتق بتذكية التناحر . ولقد استبشرنا خيرا بميلاد الحراك السلمي وهو قوة ثورية ظل يناضل لسنوات ضد الظلم والتعسف ومن اجل الحرية والانتصار وفي اخر الامر تلاحقت هذه القوى واتفقت على ان المشروع النبيل لن يحل الازمة التاريخية بل تسكنها لفترة ومن ثم يعود الالام مرة اخرى.
وبالتالي الحديث عن ان الخيانة بصفتها المتلازمة بالنعت المكبوت فهذه أسطوانة مشروخة ومعطيات الواقع ولن تنطلي على الحادبين على مصلحة الوطن الكبير وعكس ذلك نجد ان الساحة الجنوبية تحمل افكار وبرنامج طموح لقيادة البلد الى بر الأمان بعد أن ظلت تعيش ردحا من الزمن البالي في ثوبا من الكوارث وتم تعميق هذه الكوراث بشدة بعد الإطاحة بالمشروع الوحدوي الحداثي ووصول جماعة مصدري الفتاوى وعلماء السلطة والإمساك بزمام القهر والاذلال وذلك بتمرير القضايا الحقوقية مناطقيا وهي الخطة التي تصدى لها شعبنا بكل جدارة واقتدار وصبر وثبات وانكشفت عورة النظام الفاشي ولم يجد ما يغطي به هذه العورة سوى جلباب العنصرية بعد ان صبغها بلون الثورة على أساس انها كيان عنصري وجناح مسلح يريد تدمير الدين والوطن حد تعبيرهم القميئ