لاسبيل للذين يحاولون العبث بالاستحقاق الديمقراطي ويسعون لافتعال الأزمات ووضع العراقيل أمام ذلك الاستحقاق الشعبي من أجل الوصول إلى تأجيل جديد, ولا وسيلة لأولئك الطامحين غير الديمقراطية وصناديق الاقتراع للوصول إلى السلطة, ما دون ذلك يعد عبثاً واستخفافاً بالإرادة الناخبة واستهانة بالإرادة الكلية للشعب وحرثاً في البحر. وعلى الذين يحلمون بالوصول إلى السلطة عبر الوسائل غير الديمقراطية والانتخابات الحرة والنزيهة إنما يمثلون العقول المتحجرة والمتخلفة التي تدّعي امتلاك الحق وغيرها ليس لهم غير الإذعان لذلك الفكر المتعفن الذي لايقبل التعايش مع غيره, ولايؤمن بحق الآخرين بالمشاركة في الحياة السياسية، لأنهم من وجهة نظرهم مجرد عبيد لايمكن أن يسمح للشعب بمنافسة أصحاب تلك الدعوات العنصرية, ظناً منهم بأن الشعب مازال صغيراً وجاهلاً, ولم يدرك أولئك أن الشعب قد ثار على أفكار التخلف والاستعباد ونال حريته مع قيام الثورة اليمنية(سبتمبر وأكتوبر) وجذر هذه الحرية بإعادة اللحمة في 22 مايو 1990م, وبذلك استطاع اليمنيون الأحرار القضاء على مخلفات الإمامة والاستعمار والتشطير. إن الإصرار على الأفكار المتخلفة والقائمة على الوهم والعنصرية سيظل يقود التخلف والعنصرية, وقد أدرك الشعب اليمني الحر أن أمثال تلك العناصر الحاقدة لايمكن أن تمتلك مشروعاً وطنياً إنسانياً ولايمكن أن تقدم للبلاد والعباد غير الدمار, ولذلك كله تنبه الشعب لمثل تلك العناصر وواجهها بإرادة وطنية موحدة تتوق إلى الحرية والتعايش السلمي والرخاء الاقتصادي والتقدم العلمي, ومثل هذه الرؤى الوطنية الإنسانية المستنيرة لايمكن أن يجدها الشعب لدى هذه العناصر التي تحولت إلى كتل ملتهبة من الحقد والكراهية لكل ماهو إنساني. ولئن كانت تلك العناصر تحاول أن تتستر بالدين فإن ديننا الحنيف بريء منها ومن أفكارها وممارساتها, بل إن الإسلام عقيدة وشريعة يدين أولئك العنصريين وأولئك المخربين الذين أضروا بالدين والوطن ويوجب مواجهتهم وردعهم بكل الوسائل, فهل يدرك المغرر بهم بأنهم يسيرون في طريق الشيطان؟.. نأمل ذلك بإذن الله.