الاهداء : لرواد التصالح و التسامح الجنوبي الفقيد هشام باشراحيل و الشهيد أحمد القمع . القران كتاب الله انزله على نبيه محمد " صلى الله عليه و على آله و سلم " و تعهده بحفظة ، ما بين ايدينا اليوم من تراث مع التقادم و عصور التخلف تكون عليه ( ركام ) تحاول القوى الظلامية تحويله لنص مقدس ثاني ، ذلك ( الركام ) لا علاقة صميميه تربطه بالإسلام وهو الذي انتج ثقافة الكراهية و العنف السائدة باسم الاسلام ، اثبات ذلك تحسمه الرواية المتفق عليها حول ما تعرض له الرسول " صلى الله عليه و على آله وسلم " عندما ذهب يدعو ثقيف للإسلام ، لم يقل اللهم احصدهم بددا .. جزوا الرقاب .. اطبق عليهم الاخشبين .. بتسامح عظيم سأل ربه ان يخرج من اصلابهم من فيه خير للإسلام . انتصار فتح مكة زاد من ثقل مسؤولية الدعوة للتصالح و التسامح فقال :- اذهبوا فانتم الطلقاء .. ، هكذا علمنا الاسلام بناء الدول و تعزيز مداميك الوحدة الوطنية عبر التصالح و التسامح ، فجاءت انطلاقه هذه الحركة في الجنوب عام 2006 م لاستنهاضه ، ليس كما يصوروها اعلام نظام صنعاء بأنها دعوة لوحدة الجنوبيين لمواجهه الشماليين ، مع ما في ذلك القول من شيء من الصحة لكنه ليس السبب الرئيسي وراء حاجة الجنوبيين للتصالح و التسامح ، الوعي الجمعي الجنوبي استوعب حقيقة هزائم الجنوب بسبب التشققات بجدار وحدته الوطنية ، عودة الوعي و الاستشعار بأهمية الوحدة الوطنية اطلقت حركة التصالح و التسامح الجنوبية – الجنوبية ، ما بعد تأصلها كثقافة و تحولها الى سلوك انطلق منها الحراك الجنوبي السلمي في 7 / 7 / 2007 م من عدن . ان ما تشهده هذه الايام العاصمة اليمنية / صنعاء من ماراثون دعوات التصالح بين المتصارعين بباب اليمن امر يثير الريبة ، حيث بعدما تأكد لأحزاب المؤتمر الشعبي و الاشتراكي و الاصلاح جدية التحول نحو الدولة المدينة الاتحادية استذكرت ماضيها الدموي ، لاشك التصالح و التسامح قيمة انسانيه و اسلاميه وأخلاقية لا احد يعترض عليه عندما يكون حقيقيا ، الإشكالية في عقد القوى التقليدية الحزبية التي تريد طبخة بما يبعد عنها فقط شبح المسائلة التاريخية عن ماضيها الاسود ، مع ذلك نوايا الاعتراف بالأخطاء و مغادرة مربع الماضي تظل خطوة محمودة مرحب بها ، مصداقية كل تلك الدعوات تصبح اكثر جديه و عمليه اذا استظلت تحت رعاية الرئيس هادي ، كونه محايدا و على مسافة واحدة من الجميع فهو المؤهل لدعوة فرقاء العمل السياسي دون استثناء للتصالح و التسامح .