لايختلف اثنان ان أنصار الله ( الحوثيين ) أصبحوا قوة لايستهان بها وان تلك القوة لم تنشئ لان طرف سياسي اراد لها ذلك بل لأنهم خاضوا معارك شرسة قدموا فيها الغالي والنفيس مع سيل من الدماء والدموع والتضحيات الجسام في الميدان وعبر معارك طاحنة كانوا دائماً مايخرجون منها منتصرين. ولن نتكلم هنا عن أسباب انتصاراتهم الميدانية فهي كثيرة يأتي على رأسها مظلوميتهم وصدقهم وحسن إدارتهم لتلك المعارك , لكن في المقابل في ساحة السياسة كان لهم عدة إخفاقات كان بدايتها من أول مؤتمر صحفي لهم في ساحة التغيير صنعاء عندما تحدث ممثلهم عن التحالف والشراكة مع أحزاب اللقاء المشترك وصولاً إلى الاستدراج لمؤتمر الحوار المؤسس على المبادرة الخليجية ( رغم الوعود الشفوية التي قدمت لهم بعدم ربط الحوار بالمبادرة كاستدراج ) الذي خرج بنتيجة واحدة فعلية تم تنفيذها بمجرد الإعلان عن قبولهم للحوار وهي إعطاء المشروعية لمن ثار عليهم الشعب كأطراف سياسية وجزء من الحل السياسي للازمات في اليمن ناهيكم عن إطفاء جذوة الثورة بذلكم الاستدراج والتي يصعب إشعالها من جديد , ولم ينتهي الإخفاق والاستدراج عند ذلك الحد بل استمر إلى وعود باقتسام السلطة معهم دون حصول ذلك فعلياً وان حصل وقبل به أنصار الله فسيكون ربما ضربة قاضية لن تنهي الحركة ولكن ستحرفها عن ماهيتها الثورية القائمة على مبدأ المقاومة للظلم وستدخلها نادي الفاسدين بنفس نمطية من سبقهم من أحزاب المعارضة الكرتونية العاجزة عن إنتاج إي شي غير الفساد بنفس الطريقة التقليدية السائدة منذ عقود . منذ الحرب الأولى لم أتردد في مناصرة مظلومية صعده ولم أبالي حتى أمام القيادات العسكرية التي خاضت الحروب الستة وسعيت لنصرتهم وانتصارهم والكل يعرف ذلك بكل مانستطيع سواء عندما كنت في الوطن أو في الغربة حتى انبت ذلك الفسيل وكبر واشتد عوده وأصبح لأحبتنا أنصار الله قوة فتية لايستهان بها لم تنقطع صلتنا بهم أو ودنا لهم رغم اختلافنا معهم في مسيرتهم السياسية من بعد ثورة فبراير 2011 إلا ان ذلك لايفسد للود قضية ولن يمنعنا ان نطرح رأينا لهم وفقاً لقناعاتنا القائمة على أساس الولاء لله والوطن وبتجرد من إي مصلحة ذاتية أو فئوية أو حزبية أو إي شي أخر . الجرعة : ---------- لقد راقبنا موقف أنصار الله من الجرعة وقد كان كما توسمنا فيهم موقف رافض لها يجب ترجمته عملياً من خلال فعل على الأرض لا ان يقتصر على البيانات إلا انه وفي المقابل نحذرهم من الوقوع في المحظور وهو الفعل على الأرض بنمطية استعراضية كالتي تمارسها بعض الأطراف كاستعراض للقوة أو العدد فقط وبطريقة مناسباتية لاتنتج تغيير حقيقي فمثل ذلك العمل مع الإخفاقات السياسية السابقة قد يكون ضربة قاسمة سياسية لأنصار الله لن تفقدهم انتصاراتهم الميدانية السابقة لكنها ستفقدهم تطلع الجماهير الشعبية في عموم اليمن لهم كبديل سياسي لمنظومة الفساد الحاكم . الأحبة انصارالله ان ممارسة العمل السياسي له أخلاقيات ويجب ان يقوم على أساس مبادئ كتلك التي تتعاملون فيها في حروبكم لا ان تمارسون السياسة بنفس الطريقة النمطية المتجردة من الأخلاق كالتي تمارسها الأحزاب المتقاسمة للوطن من خلال حكومة النفاق التي تستمد قوتها من الخارج والتي تنظر للوطن والمواطن على أساس انه غرض يقضون به حاجتهم دون اعتبارات دينه أو وطنية أو حتى انسانية . ولذلك نطلب من السيد عبدالملك الحوثي ومجلسكم السياسي اما ان يدعون لتظاهر والعصيان والمقاومة الحقيقية لمنظومة الحكم الظالم حتى يتراجع في الحد الادنى عن الجرعة والفساد والتبعية للاجنبي , واما تجنبوا العمل السياسي واستمروا في العمل الميداني خطوة خطوة حتى يقضي الله امره , اما الفعاليات الدعائية الاستعراضية واللعب السياسي بالجماهير في مسالة كمسالة الجرعة تخص قوتهم وكرامتهم فستسقطكم في مستنقع من سبقكم من الاحزاب وستفقدون النظرة لكم كبديل حقيقي ومختلف عن منظومة الفساد الحاكم . والله المستعان