بغض النظر عن تبادلهما لمفردات الثناء والمديح ومحاولة كل منهما وبطريقته الخاصة التغني بمخرجات الحوار الوطني الذي من غير المنطقي ان نحكم بنجاحه او فشله حتى نرى ما توصل اليه من حلول ومعالجات على ارض الواقع ،اتى اللقاء الذي جمع الرئيس هادي والعميد ناصر النوبة بمثابة اعادة تجديد وترميم لجسر الود والاخاء الجنوبي الذي ظل موصدا من قبل الجنوبيين انفسهم مع مزيج من ضغائن واحقاد كانت نتاج طبيعي ومردود سلبي لذكرى حرب صيف 1994 المشؤومة التي وضعت ابناء الجنوب في مواجهة بعضهم وبمباركة وتأييد من بعض مراكز القوى التقليدية التي اسهمت بشكل أو بآخر في تشتت وتأزم الموقف الجنوبي.. بالأمس القريب ذهب ناصر النوبة الى صنعاء والتقى هناك بالرئيس هادي ، عندها قامت الدنيا ولم تقعد اصبح الرجل خائنا وبائعا للقضية التي كان اول من اعاد تحريك مياهها بعد فترة صمت وركود طويلة قابلت الانتهاك والتهميش المتعمد للجنوبيين من قبل نظام الحكم السابق ، لأنه التقى بهادي صار النوبة خائنا في نظر الكثير من قيادات ونشطاء وانصار الحراك الجنوبي، في الوقت الذي لا اعرف بالضبط هل اصبح اللقاء بهادي خيانة لدماء الشهداء وغدرا بالقضية الجنوبية؟؟ اينبغي علينا ان ننتقي مواقفنا وآرائنا على اساس واقعي وصحيح وليس من منظور آخر باعتقادي ان العاطفة والعشوائية تلعب دورا كبيرا فيه، من الرائع ان نبقى اوفياء للقضية ومتمسكين بمبادئها، بيد انه يجب علينا ان نراعي طبيعة الموقف المعقد الذي يحيط بقضية الجنوب التي لا تحتاج الى مزيدا من الانغلاق وغض النظر عن ما يدور في رحاء العملية السياسية، بمنطق العقل والتفكير لن يلتفت احدا للقضية الجنوبية مادام ابنائها منعزلين ومنغلقين عن ميدان العمل السياسي وتلك حقيقة دامغة وواقع اثبتته التجارب السابقة في شتى بقاع العالم، يجب على الجنوبيين تفويت الفرصة على عصابات ومخلفات الجهل والظلم التابعة لبعض مراكز القوى التقليدية والتي يفيدها كثيرا عامل التشقق والتفكك في بنيان الصف الجنوبي، يجب على ابناء الجنوب ان يعوا ذلك جيدا. لا اعرف بطبيعة الحال الدوافع والنوايا الحقيقية التي دفعت العميد ناصر النوبة للذهاب الى صنعاء واللقاء بهادي ، بيد انه من غير الطبيعي ان نحلل ذلك الموقف على اساس ان الرجل ارتكب خطأً كبيراً وخان وغدر بالقضية ، ينبغي علينا ان نتريث قليلا لنتأكد ما أذا كان النوبة ذهب الى صنعاء لأجل خدمة القضية ام لأجل المصلحة الشخصية له ولمن معه وعلى غرار بعض قيادات الكلام الرنان. لازلت على ثقة وايمان كبيرين بأن اللقاء الجنوبي الجنوبي يسهم في ازالة آثار الماضي البائس واحقاد وتراكمات السياسة القبيحة التي وضعت ابناء الجنوب في مواجهة بعضهم البعض ،ناهيك عن توحيده لأفكار واتجاهات ابناء الجنوب تجاه قضيتهم العادلة، مثلما انه يعد مسمارا آخر يدق في نعش بعض قوى وعصابات صنعاء والتي لا يروق لها البتة الاندماج والتلاحم الجنوبي.. القضية الجنوبية تحتاج الى شحذ الهمم و توحيد للأهداف والافكار وليست بحاجة الى انتقاء صور جيدة لزعماء لاحول لهم ولا قوة والتفنن في اخراج خطابات باتت رديئة جدا..