بات من شبه المؤكد ان مناطق واسعة من وداي حضرموت بل مدن رئيسة كالقطن وأجزاء من سيئون وغيرها تحت سيطرة جماعات مسلحة متطرفة ومرتبطة بتنظيم ما يسمى القاعدة. كيف تمت السيطرة والظهور للعلن بتبجح ؟ قد يقول البعض ان سيطرة الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة جاء نتاج طبيعي بعد ان تم طردها من قبل الجيش من محافظتي شبوةوأبين عقب حرب خاضتها تلك الجماعات معه في وقت سابق من هذا العام . فهذه شيء طبيعي حتمته الجغرافيا بين محافظتي شبوةوحضرموت ,لكن السؤال الأهم لماذا سمح لتلك الجماعات بدخول مدن وبلدات الوادي برداً وسلاماً بكامل عتادها الحربي دون ان تتصدى لهم قوات الجيش المرابطة هناك والتي تقع تحت قيادة المنطقة العسكرية الأولى بقيادة اللواء الصوملي آنذاك بينما أغلقت إلى حد ما الوحدات العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة منفذ خروج تلك الجماعات إلى محافظة مارب معقل الجماعات المتطرفة التاريخي.؟!
لقد كان الزميل فتحي بن لزق ناشر ورئيس تحرير يومية وموقع عدن الغد الإخباري محقاً عندما حذر عشية انطلاق الهبة الشعبية ديسمبر الماضي في حضرموت عقب استشهاد الشيخ بن" حبريش " من ان المناداة بإخراج الجيش من حضرموت وهوكان احد المطالب التي رفعها حلف قبائل حضرموت قد يؤدي إلى تسليم المحافظة للجماعات المسلحة المرتبطة بمراكز النفوذ في صنعاء مثلما حدث في أبين مطلع 2011م يومها كان اللواء "الصوملي" المقرب من الجرنال علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح "إخوان مسلمين" قائد للواء 25ميكا في أبين والذي تعايش بسلام مع تلك الجماعات!! فعلا عاقبت مراكز النفوذ العسكرية والقبلية والدينية محافظة حضرموت عبر هذه الجماعات بعد ان خسرت شيء من نفوذها وسيطرتها الى حد ما ,في حضرموت عقب الهبة الشعبية ومتغيرات سياسية أخرى لعبتها عدة اطراف على راسها الحراك الجنوبي وان كان ليس كما نتمناه نحن من قص تطاول وطيش يد هذه القوى على خيرات وثروات حضرموت واهلها إلى الأبد ,ولكن بالتأكيد تلك الأيادي شلت وارتعشت. والان يحتم على كل القيادات العسكرية والشخصيات الوطنية لاسيما الجنوبية وعلى راسهم الرئيس هادي تخليص حضرموت وتطهيرها من رجس هذه الجماعات وكشف غطائها السياسي .