عبدالقوي الشامي ال (تيكي تاكا) تعني: خذ وهات، وهي طريقة أداء جماعية في لعبة كرة القدم، أبتدعها المدرب الهولندي (رينوس ميتشليز)سبعينات القرن الماضي، وأشتهر في تطبيقها المدرب الأسباني ( خوسيب جوارديلا) مع فريقيه: السابق (برشلونه) الأسباني والحالي (بايرن ميونخ) الألماني، وتعتمد الأستحواذ على الكره، بغرض إستنزاف قدرات ومعنويات الخصم لإقتناص فرصه الأختراق لصفوفه. هناك الصفوف وهنا الجيوب، فبعد عشرة أيام، من الأنتظار عُدتُ الى إدارة الإصدار وكلي آمل في إستلام بطاقة الرقم القومي بعد عناء المتابعة، إلا إن الأمور مضت عكسياً وكان الجواب: "الصورة مهزوزة".. رٌّحْ إتصور مره إخرى، وتعال بعد ثلاثة إيام". بعد الأيام الثلاثة، الكهرباء (طافي): أنتظر، أو تعال بكره.. أنتظرت الى أن جاء بكره (اليوم الثاني عشر) ولم تجيء البطاقة.. وفي مناورة مكشوفة، كان التبرير: الملف محجوز!..تساءلت بتعجب.. ليش؟.. وكان السئوال مُسّتهجن.. فالموظف تعود ألاّ يُسَّئل بعد هكذا تبرير! وإن سُئل فلا جواب.. بما أن الصدمة لم تحدث ولا هاجس أو رجاء بدر مني. لذا تدارك الأمر بأكل مبرر الحجز وقال: "الملف مفقود".. تزاحمت تسائلاتي: كيف؟..أين؟.. ومتى؟ فقبل لحظات كان محجوز!.. لا جواب، وبعد وساطات وتدخلات من قبل فاعلي ال(خير) وهم كُثْرٌ، تقابلهم منذ تطأ قدميك بوابة الإصدار. كانت النتيجة.. تعال بكره وبانعمل معك معروف.. ساعتها تمتمت في سري: كان الله في عون من ينتظر من مثلكم معروف. وفي اليوم الثالث عشر، ومنذ صباح الدوام، ليس الرسمي وإنما الألي.. أُذِنَّ لي بالدخول، بعد التيقن من أن لا(تيكي) الحجز نفع ولا (تاكا) ضياع، أحدث الإختراق المطلوب، أُذِنَّ لي بالدخول للمساعده في البحث بين العشرات من الملفات المكدسة والمُسجَّاه، على الطاولات وفي الأدراج. وأثناء البحث لم يتبين لي: مَن مِنها مهزوز ومن محجوز أو مفقود.. أستمر البحثُ روحةً وجيئة، بين أكوام الملفات ولكن كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا، كما يقول المثل. فالنتيجة كانت: نصيحة من صاحب المعروف: أفضل لك تشتري ملف وتعيد (الكَرَّه) من جديد!.. واردف فاعل (خير) آخر: يمكن الصوره طلعت أيضاً مهزوزة هذه المرة! إنفَجَرتُ متوعداً بما أقوم به الآن.. لم يمضِ سوى بضعٍ من الوقت، حتى إنفرجت أسارير الرجل, وهو يَدعُونيّ لا فض فوه، يدعوني للتأكد من الملف المفروش على الطاوله، الى يسار أحدى الأخوات وهي تُبَاشِّرطباعة البطاقه. من لهفتيّْ بعودة (الأبن الضَّال)، أقصدُ الملف الضّال، سألت الطباعة: هل أستطيع الاستلام اليوم؟.. أجابت بالنفي. فالرقم القومي، يُصدَر من صنعاء.. آه نسيت إني في عدن!!. وبتندر أيضاً سألتُ الرجل: هل كمبيوتركم مبرمج على (التيكي تاكا)؟ حتى يعرض على المواطن صورته سليمة، عند التبصيم. ومن ثم يعرضكم علينا مهزوزين. نظر اليّ بيأس، وذهب باحثاً عن مباراة (تيكي تاكا) جديدة. شيخ.. شيخ.. يالله باقي نفر .. من معنا.. يالله شيخ باقي نفر.. كان سائق ال(تاكسي) ينادي بأعلى صوته عند بوابة الإصدار الرئيسيه. جاء النفر ممسكاً بقبضة يمناه على شيء وهو يتصبب عرقاً بفعل الحر القائظ، وقال كمن يهذِ توهمناه من شدةِ الحَرَّ، ولكنه كان يهذِ من شدة المعاناة، قال: "شَّطبوا" عليّ الأفندية إصحاب (الكرفتات)، ولم يتبقى لي سوى (هذولَ) وفتح كفه على 30 ريال.. وبرجاء فاقد الحيلة وجهه سئواله للسائق: هل تأخذهم أجره؟.. أم أكمل عذاب مشوار الإصدار، سير الى (الشيخ عثمان)؟