تبدو صنعاء مهيأة اكثر من اي وقت مضى للولوج في عتمات حرب اهلية اذا ما استمر التصعيد الحوثي المتسم باندفاع واصرار غريبين للأنصار الذين يستمدون جل اندفاعهم وحماسهم من خطاب زعيمهم الذي يمتلك خبرة كبيرة في اخراج خطاباته مكتسية برداء ثوري زائف وبطموحات سلطوية اكثر منها شعبية، بالمقابل وفي الجهة الاخرى تقابل الحشد الحوثي قوات جيش وامن تبدو مستعدة وجاهزة لمواجهة عناد وتعنت الحوثيين وزعيمهم الذي لايزال مصرا على تنفيذ مخططاته واجندته التي يصر على انها مطالب شعبية لا اكثر، في الوقت التي تؤكد الشروط والمقترحات التي يتقدم بها مرارا وتكرارا ان الرجل بدأ يكشف عن نوايا مبيتة للانقضاض على صنعاء خفيا والتحجج بالقضاء على الفساد واسقاط حكومة باسندوة ظاهرا، نحن اذن امام عوامل تبدو مساعدة جدا لإشعال وتيرة الصراع في صنعاء الا اذا ابتعد الحوثيين عن العناد والتشبث الغير منطقي بأهداف وطموحات باعتقادي انها ليست حقائق ثورية بقدر ماهي صناعة ثورية جاهزة ومعدة مسبقا. تنفيذ مخرجات الحوار الوطني واقالة حكومة باسندوة وتخفيض اسعار المشتقات النفطية، اعتقد ان تلك المطالب الثلاث في طريقها الى التنفيذ ،تحديدا الثانية والثالثة بينما الاولى تحتاج الى عمل جماعي من كافة القوى والاحزاب والتجمعات السياسية والحوثي احداها، في الواقع تلك المطالب الآنفة الذكر هي مطالب شعبية للجميع في الاساس وليست حكرا للحوثيين، لأنني على ثقة ان لا احد يود بقاء حكومة باسندوة الفاشلة بالفعل ،كالعادة الحوثيين استغلوا فشل حكومة باسندوة للتلويح بالتصعيد والاحتجاج والبدء في تنفيذ اجندة مشتركة لها مع بعض قوى الداخل بالتزامن مع دعم مادي ومعنوي واعلامي هائل من ايران.