قلم حر ؛ هكذا أردت لقلمي أن يكون صادحاً بالحق ، منافحاً عنه ، قوياً ذو شكيمة وإباء ، لا يخضع لترهيب الخطوط الحمراء، ولا ينقاد لترغيب الوعود بالرخاء ما حاد هذا الترغيب عن الحق ..قلم حر ؛ هكذا أردت لقلمي أن يكون ، حراً طليقاً يجول في فضاء رحب من حرية الرأي ، غير مُثقل بأعباء التبعية أو إلتزامات المرجعية ..قلم حر ؛ هكذا أردت لقلمي أن يكون ، سأكتب ما أراه حقاً وإن أغاض كارهوه ، فليس المراد رضائهم بقدر ما هو مسايرة الحق وملازمته ..قلم حر ؛ هكذا أردت لقلمي أن يكون ، وقعه لطيف وضربه عنيف ، خياله خفيف وواقعه كثيف ، قلم يسوق ولا يُساق ، يصنع الفرق ولا يتصنعه ، مؤثر غير مُغرر ، حاق غير حاد ، رافع غير واضع . قلم حر ؛ هكذا أردت لقلمي أن يكون ، سيكون مرآة لتفكيري وحامل شرعي لما يجول في رأسي ، به أكتب لتقرأون ؛ سأكتب فيه ناقداً عندما يكون المتعرض للنقد في موضع يستوجب النقد تجاهه ، وسأكتب مادحاً عندما يكون المعنيّ أهلٌ للمدح والثناء ، لا أرتجي في ذلك خيراً منه ..قضية الوطن وهمومه ، هي محور إهتمام كل قلم جنوبي وكل مواطن جنوبي ، وفي هذا المضمار سيكون الحضور أكثر ، قلم للوطن والمواطن ، قلم للقضية والثورة هذا ما طمحت لأن يكون له قلمي .وفي وطن كثُر فيها الغلو بإسم الثورة ، والمزايدة بإسم القضية نحن بحاجة إلى كل قلم يكتب إرشاداً وتوعية ، يقول النصح عند حدوث الخطأ ، ويشدّ من أزر الصواب حين يكون .
سأكتب فالكتابة عندي مقامها عال ، لا يُضاهيها سوى مقام القراءة ، والتي هي زاد الكتابة ومنبع توافر أفكارها ، وشريان استمرارها ، وسأكتب فلا شيء يُضاهي متعة الكتابة سوى متعة قراءة ما يُستفاد منه .