أبرم وفد عراقي أمني زار صنعاء مؤخرا اتفاقية أمنية مع السلطات اليمنية تتضمن تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب وتعقب عناصر القاعدة فضلا عن تبادل السجناء. وقال مدير العلاقات الخارجية بوزارة الداخلية العراقية، اللواء إحسان الموسوي، إن "الاتفاقية تعد الأولى من نوعها بين البلدين في مجال الحرب على الإرهاب"، مشيرا إلى أن "لجانا مشتركة من كلا البلدين ستتولى تنفيذ الاتفاقية الأمنية خلال الأيام القليلة القادمة".
وأضاف أن الاتفاقية تشتمل على إقامة اتصال مباشر بين الداخلية العراقية ونظيرتها اليمنية لتبادل المعلومات بصورة عاجلة لمواجهة أي أخطار محتملة.
وهذه الاتفاقية هي الرابعة من نوعها هذا العام التي يبرمها العراق مع دول عربية جاءت تتويجا لمقررات القمة العربية حيث كان قد وقع قبلها اتفاقيات مشابهة مع كل من السعودية والأردن والحكومة الجديدة المؤقتة في ليبيا.
جبهة موحدة ضد الإرهاب
وقال مسؤولون عراقيون إن جهود العراق لتوحيد جبهة إقليمية ودولية من أجل التصدي للإرهاب قد تكللت بالنجاح خلال عام 2012.
وقال الموسوي "رؤساء الحكومات العربية اتفقوا على أن تكون جبهة العمل الموحد على مكافحة الإرهاب بداية لإنشاء مركز دولي إقليمي تحت مظلة الأممالمتحدة لمكافحة القاعدة وجميع الأفكار المتطرفة التي تبيح قتل الآخر وتدميره".
وأشار إلى أن الاتفاقية مع اليمن مهمة جدا لتشابه فرعي القاعدة في اليمن والعراق من حيث طريقة تنفيذ العمليات الإرهابية ووجود قيادات مهمة للتنظيم مطلوبة للقضاء العراقي وأيضا اليمني، كالإرهابي أبو معاذ المعاني الذي قاد هجمات إرهابية في العراق واليمن عام 2006.
من جانبه، قال مستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض، "إن العراق فاتح معظم الدول العربية والإقليمية بشأن إيجاد أرضية تعاون مشترك للقضاء على الإرهاب ونفوذ القاعدة، ومنها ما تُوج بتوقيع اتفاقيات أمنية ومنها ما يجري دراسته ونحن متفائلون في التوصل إلى صيغة تفاهم وتعاون مشتركة مع تلك الدول بخصوص القاعدة".
وأوضح الفياض أن العراق لديه اتفاقيات مع دول أوروبية وغربية مختلفة لمساعدته على محاربة الإرهاب، من خلال دعم قوات الأمن العراقية بالمعلومات والتجهيزات والخبرات، إضافة إلى إقامة دورات تدريبية لهم.
وأكد أن الاتفاقية الأمنية مع صنعاء تنص على تبادل أي معلومات أمنية تتعلق بوجود تهديدات للقاعدة في كلا البلدين وتنسيق الجهود في ما بينهما في هذا الإطار، ومنها عمليات متابعة تحركات القاعدة.
وعن الاتفاقيات الأخرى التي وقعها العراق مع ليبيا والسعودية والأردن، قال الفياض "بهذا، نحن نكون قد حققنا نجاحا كبيرا خلال هذا العام في مجال حشد جبهة دولية إقليمية للحرب على الإرهاب".
تأثير الاتفاقية على الإرهاب
أما الباحث المتخصص في تنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية، نبيل البكيري، فقال بدوره إن الاتفاقية الأمنية بين اليمن والعراق ستعزز من أداء البلدين في التنسيق المعلوماتي وتبادل الخبرات، مما سيؤدي إلى مكافحة ناجعة للقاعدة والإرهاب عموما، على حد قوله.
وتطرق البكيري في حديثه للشرفة إلى مصادر السلاح لفرعي القاعدة في العراق وجزيرة العرب، وقال "لا أحد يستطيع أن يجزم أن تكون مصادر الأسلحة واحدة، ولكن اختلاف البيئة الاجتماعية والقبلية والسياسية بين اليمن والعراق قد تشير إلى اختلاف هذه المصادر، إلا أن تبادل الخبرات بين الجانبين سيؤدي بلا شك إلى نتائج إيجابية في هذا الجانب أيضا".
من جانب آخر، تطرق مسؤولون آخرون إلى وجود حاجة لمكافحة الفكر المتطرف عبر وسائل تتجاوز المحاور الأمنية.
وطالب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، حسن السنيد، بضرورة أن تكون الاتفاقيات التي يبرمها العراق مع الدول الأخرى في مجال مكافحة الإرهاب مبنية على أساس إنساني بحت، لا على أساس سياسي.
وأوضح السنيد قائلا "إن مسألة الحرب على الإرهاب تعدّت في أهدافها الأمن والقضاء على القاعدة، وباتت تعتبر قضية إنسانية تهمّ العالم أجمع كما هي باقي الأمراض والأوبئة التي تنتشر في العالم".
* بواسطة : محمد القيسي في بغداد وفيصل دارم في صنعاء لموقع موطني