صالح لم يعد صالح ، أو هكذا رآه أنصار حزبه وقياداته ، فأنفضوا من حوله تاركينه وحيداً حبيس أوهامه وأحلامه في العودة إلى سدة الحكم من بوابة السيد القادم من كهف مران الطامع في الحكم ايضاً ، أوهامه هذه هي التي جرّته للانقياد خلف أمرٍ دُبر بليل ليصنع ليل لا يعقبه نهار . لعدوانيته المُفرطة تخلى عنه كبارات حزبه قبل صغاره ، أدركوا أنه كالجرثومة يُفسد ما صلح ، وعندما وجد نفسه أنه قد بات وحيداً يُصارع الحقيقة ، أتجه شمالاً صوب سيد كهف مرّان علّه يحظى بفرصة قبول في حلف تتشارك فيه الأطماع والأحقاد تجاه صنعاء . صالح المهووس بعقدة الحكم ، مستعد أن يتحالف مع الشيطان لاستعادة ما يعتقد أنه سُلب منه ، لكن واقع الحال اليوم يقول أنه ليس بإمكانه العودة مُجدداً إلى الحكم ، فهذا أمرٌ مفروغ منه شعبياً وسياسياً ، محلياً وعربياً ودولياً ، فلا أحد يرغب في عودته مجدداً إلى الحكم ، لذا لجأ إلى ما يعتقد أنه انتقام جعل الكل فيه عدواً له ، لا يسعى في أن يشمل انتقامه فقط أعداءه الفكريين "الإخوان المسلمين" ، والعسكريين "علي محسن" والسياسيين "عبدربه منصور هادي" ، بل يود في أن يحل القتل والدمار في كل شبر من الجغرافيا المُمتدة من صعدة شمالاً إلى عدن جنوباً ، ومن البحر غرباً حتى المهرة شرقاً . هذا الرجل المعتوه يبدو أنه نذر نفسه ألا يضحك إلا حين يرى الدماء في كل مكان تسيل ، وهذا ما يُفسر عدوانيته المُفرطة تجاه تطبيع الأوضاع في صنعاء ، لا مانع لديه في أن يكون بواباً على باب سيد مرّان ، الأهم أن تُدمر البلد وتُسفك الدماء . ومثلما فعل نيرون حين أحرق روما ، يُريد هذا القادم من صفحات تاريخ (32) عاماً حالكة السواد أن يحرق صنعاء ، وكل يوم يسعى جاهداً لتنفيذ مُبتغاه، حينها سيجلس ليُشاهد بتمتع صنعاء وهي تحرق وتقتل بعضها ..! تقول الروايات الأشبه بالأسطورية أن لدى الرجل كمية حقد وانتقام كافية لتُدمر قارة بأكملها وليس بلداً فقط ، يبدو في هذا وكأنه نوع من الأسلحة الفتاكة المتخفية في هيئة إنسان ..! غايته الانتقام وفي سبيل هذا لا مانع من أن يسلك أخبث الطرق والوسائل المؤدية إلى تحقيق غايته ، المهم هو أن ينتقم ، وكأنه في ذلك يسعى ليكون أنجب طلاب المدرسة الميكيافيلية" ..!