العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. جرف وهدم عشرات المنازل في صنعاء    التعاون الدولي والنمو والطاقة.. انطلاق فعاليات منتدى دافوس في السعودية    ميسي يصعب مهمة رونالدو في اللحاق به    الهلال يستعيد مالكوم قبل مواجهة الاتحاد    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    18 محافظة على موعد مع الأمطار خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد والإنذار المبكر    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    ما الذي يتذكره الجنوبيون عن تاريخ المجرم الهالك "حميد القشيبي"    تجاوز قضية الجنوب لن يغرق الإنتقالي لوحده.. بل سيغرق اليمن والإقليم    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إثارة الحقد والكراهية .. محاولات خبيثة

الغاية تبرر الوسيلة» هذا هو قانونهم المعتمد في محاولاتهم البائسة لتحقيق أهدافهم الدنيئة متربصين سوءًا بهذا الوطن وبأبناء المجتمع المتماسك والمتعاضد.. إنهم المصابون بأمراض الحقد والكراهية والبغضاء ذوو القلوب السوداء فاقدو البصر والبصيرة الذين يحاولون أن يبثوا سمومهم وينشروا أمراضهم بإثارة الحقد والمناطقية والتعبئة السلبية.. تساندهم في ذلك صحف ووسائل إعلامية تحاول نشر هذه الأمراض.
وفي هذا الاستطلاع نطرح بعض الآراء التي شخصت لنا جوانب من أمراض الحقد والكراهية والعصبية وأبواق دعواتها الجاهلية والهادفة المساس بأمن وسلامة واستقرار المجتمع.
أنياب مكشرة
في البداية يشخص لنا الدكتور محمد عبدالجبار سلام عميد كلية الإعلام جامعة صنعاء مشكلة أولئك الحاقدين من زاوية إعلامية كون بعض الصحف والوسائل تعمل كأبواق لترويج أمراضهم:
قبل قيام الوحدة اليمنية وفي ظل التشطير كانت كل المؤسسات الإعلامية والثقافية والفكرية ذات توجه موحد في كلا الشطرين في سبيل تحقيق وحدة الوطن.. وعندما قامت الجمهورية اليمنية وتحققت الوحدة التي وحدت نظامين سياسيين لكن وحدة الشعب كانت موجودة وقائمة من قبل ذلك بكثير.. وفي ظل هذه النعمة العظيمة لم يروق لبعض النفوس المريضة أن يتعمق هذا التوجه كشرت عن أنيابها لتحقق مكاسب شخصية وذاتية من خلال دعوات مريضة مملوءة بالحقد والبغض والكراهية وهي دعوات قضى عليها الزمن، وفشلت فشلاً ذريعاً في محاولاتها إثارة المناطقية في الماضي بين أبناء مناطق الامارات والسلطنات التي أوجدها النظام الاستعماري، لكن تلك المحاولات فشلت وتلك الدعوات اندثرت مع المعطيات الجديدة التي أوجدتها الثورة اليمنية ثم عززتها الوحدة.. والآن نرى محاولات لإعادة تلك المحاولات وهي ليست سوى مجرد أصوات ناعقة تسعى إلى تحقيق مكاسب شخصية أنانية سواء على مستوى الداخل أوالخارج.
وهذه الأصوات الناعقة والمروجة للحقد والبغض والكراهية وإثارة المناطقية والقبلية ليس لها هدف سوى إعادة اليمن إلى العهود المظلمة وإلى القرون الوسطى.
ومن يوغرون صدور الناس والترويج لمسميات جغرافية مناطقية أؤكد أنهم لايهمهم شيء سوى إعادة عهد السلطنات والامارات وهم مدفوعون من قبل الحاقدين على الوطن.. لكن ذلك لن يتأتى لهم لأن أهدافهم وأفكارهم مندثرة وبالية مع المعطيات الجديدة للقرن الواحد والعشرين الذي أصبح فيه العالم بمثابة شاشة صغيرة.. وفي ظل هذه المعطيات دأبوا يبحثون عن منطق وشعار قد قضى عليه الزمن محاولين تحقيق مكاسب آنية..
ولو حللنا اتجاهات من يروجون لثقافة الحقد والبغض والكراهية والعصبية فسنجد أن مرضهم واحد واتجاهاتهم وأهدافهم مشتتة، فهناك من يثير الفتن متجهاً نحو إعادة إحياء الفكر الإمامي المظلم وهناك من يحاول أن يثيرها لإعادة التقسيم السلاطيني.
وللأسف وجد هؤلاء الموتورون أبواقاً إعلامية تروج لأمراضهم وأحقادهم ووجدوا لهم صحفاً صفراء لا هم لها سوى الترويج للأصوات النشاز.
صحف صفراء
أضاف الدكتور سلام:
هذه الصحف الصفراء المروجة للحقد والكراهية لم يعد أحد يقرأها أو يصدقها.. وللأسف الشديد أن هؤلاء الحاقدين يعزفون على مشاكل الناس واستغلالها في تحقيق أهدافقذرة.. ونحن نعلم أن الظروف التي تعاني منها البلد لم تستثن منطقة دون أخرى ولم تستثن أحداً دون آخر، لكن أولئك يلبسونها شعارات وأهدافاً لايؤمن بها الشعب اليمني.
وبمعنى آخر أن للناس العاديين احتياجات مرتبطة بحياتهم اليومية وهذه الاحتياجات ليست مرتبطة بالإمامة أو التشطير أو السلطنة..
نظرات ضيقة
أما الدكتور/وجيه الوجيه مدير عام غرفة تجارة الحديدة فيعرض لنا الموضوع من زاوية أخرى تتعلق باستغلال البعض للتطورات الديمقراطية إذ يقول:
أولاً للأسف أن بعض الناس استخدموا بعض المصطلحات والمفاهيم الديمقراطية في غير محلها ليثيروا الحقد والكراهية والمناطقية والعصبية.. فمثلاً البعض استخدموا واستغلوا حرية الرأي والتعبير عن الرأي ليبثوا سموماً حاقدة وهذا مانجده في الزوابع التي يحاول البعض إثارتها.. والمثال الآخر والأكثر خطورة يتمثل في صورة لم تظهر إلى الآن بشكل واضح.. ويتمثل ذلك في الحكم المحلي والمجالس المحلية فعندما جاءت فكرة السلطة المحلية استبشرنا فيها باليمن خيراً واعتقدنا أنها ستساهم - كما ساهمت في العديد من الدول- في رفع مستوى المجتمع اقتصادياً وثقافياً.. إلخ إلا أن بعض العقول المنغلقة أو بعض القلوب المريضة فهمتها بشكل سلبي وبدأت- تثير فعلاً- النظرة المناطقية من خلال الدعوة باسم المجالس المحلية أو السلطة المحلية وبدأت تفكر في الانغلاق على نفسها، فمن النظرة الأشمل للوطن إلى النظرة الأضيق على مستوى المحافظة ثم أصبحت النظرة أضيق على مستوى المديرية وربما بعد ذلك مستوى العزلة وعلى مستوى القرية.. وهذ لاشك قد يعود إلى عقدة النقص عند بعض الناس الذين يشعرون أنهم كلما انغلقوا أكثر استطاعوا أن يظهروا لأن الإنسان الضعيف لايستطيع- في الغالب- أن ينافس على المستوى الأكبر والأهم والأشمل. وهذا بكل تأكيد له آثاره السلبية ويبدأ يشعر الناس أن هناك فوارق فيما بينهم قد تكون في بعض الأوقات نظرة مناطقية وكل هذه النظرات مهما تعددت أسماؤها أو تعددت ألوانها وأشكالها فإنها في الأخير تصب في تهديم وفت المجتمعات والأوطان.
انعكاس سلبي
ويضيف الوجيه حول تأثيرات تلك الأمراض على التنمية الاقتصادية:
وعندما يلتهي الناس بمثل هذه الأمور فإنها تنعكس أول ماتنعكس عليهم في الجوانب الاقتصادية، لأنهم بدلاً من أن يتفرغوا للعمل والاستثمار وللبناء بشكل أقوى وبشكل ينظر فيه كل إنسان إلى أنه مكمل للطرف الآخر وأنه يعتبر ترساً في إطار الآلة التي تعمل في بناء المجتمع..فإن الأمر يتحول إلى عكس ذلك مع وجود مثل هذه الأمراض، إذ تتحول نظرة المرء إلى نفسه على أنه في مجتمع ضيق ولا ينظر إلا إلى أقرانه على المستوى الأضيق وبالتالي تتهدم كل القيم في المجتمع وبالتالي تتعرقل عملية الاستثمار وعملية النشاط الاقتصادي وبكل مايتعلق بمقومات الاستثمار.
ممارسات شائنة
من جانبه يعلق الأخ/فؤاد محمد عبده نائب مدير العلاقات العامة والإعلام بتعز ويدلي برأيه في هذا الموضوع قائلاً:
للأسف الشديد أن نجد بعض الأشخاص يستغلون النهج الديمقراطي وما أرسته الديمقراطية من حرية للتعبير عن الرأي في إثارة الحقد والكراهية والتعصب.
ولو تأملنا في ذلك لوجدنا أن أولئك الأشخاص الحاقدين يحاولون أن يصدروا ويبثوا أمراضهم النفسية والعقلية في المجتمع محاولين إثارة النظرات المناطقية والقروية.
وللأسف الشديد أنهم يجدون من يساعدهم ويعينهم في ترويج أفكارهم وأطروحاتهم المريضة المملوءة بالحقد والكراهية في بعض الصحف ووسائل الإعلام إن أولئك الحاقدين ليسوا سوى مرضى نفسانيين وليس لهم هدف سوى التربص بالسوء لهذا الوطن وعرقلة مسيرته التنموية مستغلين ما حققته الوحدة الوطنية لبلادنا من ديمقراطية وحرية سياسية وحرية تعبير.
ولاشك أن من يروجون للحقد والكراهية وإثارة المناطقية والعصبية يندفعون إلى هذه الممارسات الشائنة انتقاماً من المجتمع وانتقاماً من الوطن بعد أن فقدوا مصالحهم وضل سعيهم فهم يتخبطون هنا وهناك باحثين عمن يساندهم في تحقيق أهدافهم المشبوهة والمشوشة، والتي يحاولون فرضها على حساب المصلحة الوطنية وعلى حساب أمن واستقرار الوطن وعلى حساب السلام والتعاضد الاجتماعي بين أبناء الشعب.
ولأن أهدافهم خبيثة فإن أساليبهم في محاولة تحقيقها أخبث، إذ يستغلون أحداثاً وقضايا أو حوادث تحصل في أي مكان وفي أي مجتمع، ويحاولون من خلالها إثارة الحقد ونشر الكراهية بين أبناء المجتمع غير مكترثين لعواقبها الوخيمة مستندين في ذلك إلى القانون الميكافلي«الغاية تبرر الوسيلة».. ولذا يجب أن ينتبه الجميع لهؤلاء ويجب أن يحرص الكل على الوقوف صفاً واحداً في وجه دعاواهم الباطلة.
العمى عن الخير
أما الأستاذ/عبدالقاهر أحمد علي مدير عام التسجيل والقبول بجامعة صنعاء فيعلق حول أمراض الحقد والكراهية وآثارها الكارثية على المجتمع أولاً وعلى حياة الفرد ثانياً مؤكداً أن الحاقد لايرى الخير ولايرجى منه الخير إذ يقول:
الآثار المترتبة على الحقد والكراهية في المجتمع كثيرة جداً منها عدم الثقة بين الناس وبالتالي تخريب المصالح التي جعل الله الناس فيها متكاملين، كما أن مسيرة حياة الناس ومصالحهم لايمكن أن تتأتى في ظل وجود الحقد والكراهية، كما أن تحقيق الدين لايكون واقعاً معاشاً في حياتهم طالما وجدت مثل هذه الأمراض والصفات التي يبغضها الله، ويفترض أن يبغضها المؤمن كذلك.. وماأحبها شخص أو سعى وراء ترويجها إلا وهو لم يحب الله حق حبه ولم يقبل ماأتى به الله.
إضافة إلى ذلك فإن الحاقد والمبغض يأخذ عقوبته قبل أن يطفئ نار حقده.. لأنه لايحقد ولايبغض إلا إذا كان في قلبه شيء من الحرقة التي تسبب له العناء النفسي.. وهذه الحرقة هي عقوبة مرافقته لمرض الحقد.. أضف إلى ذلك أن الحاقد لايرى خيراً عند الآخرين وبالتالي لايمكن أن يعطي للآخرين خيراً مهما كانت صفاته ومهما قال أو برر سلوكه الحاقد.. ومن ثم فإننا نؤكد أن وجود حاقدين يبثون سموم حقدهم وكراهيتهم ويروجونها فإنهم مهما يبررونها بإظهار حرصهم أو تطوعهم للدفاع عن حقوق الناس أو الحرص على مصالح الناس فإنما يكذبون على أنفسهم أولاً ثم على الآخرين ثانياً.. كونهم لايرون الخير وبعيدين عنه، والأعمى عن الخير، لايزداد إلا عمى، ولايزيده الله إلا عمى ومرضاً «كما قال الله في المنافقين" في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً".. وفاقد الشيء لايعطيه.
وعندما يصبح الإنسان مذموماً عند الآخرين أو الناس ينظرون إليه بريبة أو هو ينظر إليهم بريبة فإنه لن يستفيد منهم ولن يستفيدوا .
والمؤمن لايمكن أن تكون هذه صفاته.. وإن وجد شيء من هذه الصفات فالواجب عليه أن ينقيها ويصفيها.
حرمان الدنيا والآخرة
ويؤكد الأستاذ عبدالقاهر خطورة هذه الأمراض على سلامة وصحة الإيمان وثمرته مضيفاً:
إن الدين الإسلامي دين التراحم والمحبة، لادين الحقد والكراهية والمحبة لايمكن أن تأتي إلا إذا امتلأ الإنسان رضى بما قسمه الله وإذا اقتنع بما شرعه الله ورسوله«ص»، كما أن الدين الحقيقي أتى من أجل مصلحة الناس في الدنيا وتحقيق الثمرة لهم في الآخرة والجزاء وإذا لم يتحقق من الدين ثمرة في الدنيا فإن الثمرة في الآخرة غير مؤكدة لكن تحقق جوهر الدين في حياة الناس هو الثمرة العاجلة لهم والجزاء والثمرة في الآخرة يكون مضموناً. والحقد والبغض ليس من جوهر الدين بل إنه خلق مذموم والحاقد لايتصور هذه الأشياء في نفسه لايتصور أنه لايحصل على ثمرة الدين في الدنيا فما بالك بالآخرة.
دعوات جاهلية
من جانبه يعرض لنا الشيخ /سعيد باعشير داعية من حضرموت الموضوع من وجهة نظر الدين قائلاً:
الحقد والكراهية والبغضاء من أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان وتؤدي إلى العديد من الفتن التي تفتك بالمجتمع وتفت من تماسكه وتعاضده.
وإثارة الحقد والكراهية في المجتمع ومحاولة إشاعتها تعد إثارة للفتنة وارتكاب الإثم قبيح يستوجب لعنة الله وغضبه لقول الرسول «ص» "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها" .. إذ إن أي مجتمع لايخلو من وجود الفتن ولكن أغلبها نائمة، وإيقاظها سواء بإثارة الحقد والكراهية أوالعصبية عمل يخالف الشريعة الإسلامية وتعاليمه السمحة، وهو عمل لايقدم عليه سوى المنافقون الذين يحملون الأمراض والأحقاد في قلوبهم أو كما قال الله عنهم" في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً".
ولاعجب أن نجد مثل هذه الأعمال وهذه الممارسات من منافقي هذا العصر الذين نتوقع منهم ماهو أسوأ من ذلك، ولاعجب أن نجد البعض ممن فقدوا مصالحهم وأحبطوا بسوء أعمالهم يسعون لإثارة الفتن هنا وهناك تارة بترويج الحقد والكراهية وتارة بإثارة العصبية المناطقية، وتارة بمحاولة إحياء العقائد البالية ورفع الشعارات التي عفى عليها الزمن ومانراه اليوم منهم عانى من مثله رسول الله«ص» وأصحابه الكرام ووجدوه من منافقي عصر النبوة.. ولنا أمثال كثيرة في ذلك..وأقرب مثال لذلك ماأقدم عليه زعيم المنافقين وقائد لوائهم إلى النار عبدالله بن أبي حينما حاول أكثر من مرة إثارة العصبية بين المهاجرين والأنصار، وحينما حاول الترويج لأحقاده وحاول تأليب الأنصار ضد المهاجرين في غزوة من الغزوات.. ولكن الله أحبط عمله وأفشل أهدافه الدنيئة .. واستطاع رسول الله«ص» إبعاد المجتمع الإسلامي الناشئ آنذاك عن سمومه الحاقدة وعن دعواته الجاهلية إذ خاطبهم رسول الله«ص»"أبدعوى الجاهلية وأنا بينكم" ومانسمعه اليوم لايختلف عما جرى آنذاك.. فما ينادي به البعض ويروج له من أحقاد ليس سوى دعوات جاهلية يجب أن يقف الجميع في وجهها.
وضمن التحرك السياسي والتغييرات في أي من دول العالم الثالث تكتنف تلك المتغيرات كثير من الظواهر التي تتكيف وفق الثقافة السياسية لمختلف أفراد المجتمع وبلادنا ورثت حزمة من الايدلوجيات المتوائمة والمتنافرة مماجعل الشتات السياسي يتمزق وابتعدوا عن الفكر الموجه لنظام السلطة وللجماهير، ولو عدنا للماضي كانت المحافظات الجنوبية من الوطن تقاد مجازاً باسم الاشتراكية والمحافظات الشمالية تقاد بمختلف الآراء السياسية والاتجاهات، ثم جاءت الوحدة المباركة التي غربلت كثيراً من الأمور وعدلت الأحداث أيضاً بعض الرؤى والأفكار وظهرت أيضاً آراء مختلفة مع الواقع خاصة لمن وجد نفسه مغرداً خارج السرب أو فقد مصالح ذاتية مريضة وأزاح نفسه من موقع المسئولية بل وحب واحترام الوطن، بلادنا بعد الوحدة ورثت تركة ثقيلة على المستوى الاقتصادي والسياسي، واتجهت القيادة السياسية لاعادة بناء الوطن سياسياً واقتصادياً ممازاد من حدة المعترضين والذين انتجوا سياسة إفشال النهج السياسي الصائب فأثر ذلك على الاقتصاد حيث تصرف الدول أموالاً كبيرة مقابل ردع تلك الهوجاء والمراهقة السياسية، فكان حتماً من ظهور ظاهرة لغة الحقد والكراهية، اسلوباً رخيصاً وادعاء باطل من خلال مغازلة الشعب بأنهم يريدون مصلحته وهم عنه بعيدون، والافظع ان تكون اللغة لغة سماحة ومحبة لأن الوطن يتسع للجميع ومن يحكم اليوم فقد لايكون بكرة متواجداً لكن يظل الوطن هو الأغلى وعلينا المحافظة عليه وتنوعت لغة الكراهية والحقد إلى تشجيع بعض الخارجين على القانون والنظام إما بالاختطافات أو التفجيرات على أفواج السياحة وهي لغة حاقدة بعيدة عن العادات والمبادئ الاسلامية اليمنية.
ينبغي أن نؤكد أولاً ان الإنسان ولد مسالماً مسلماً بالفطرة كماجاء في الحديث الشريف وماثقافة الكراهية إذا جاز التعبير إلا سلوك مكتسب وضعوا ماشئتم من أقواس بداية ونهاية الكلمة.
فالفرد غير السوي يكون الأكثر قبولاً لماهو عكس المنطق والمقبول الذي يتقبله العقل.. وإلا فبماذا نفسر «قناعات» مريضة جنونية تزعم بلقاء الجنة على طريق معبدة بالأشلاء والدماء !!
ولانبالغ إذا ماقلنا إن التفسير المتواضع لمايحدث واختزاله في «ثقافة» الكراهية نقص وتقصير.. والأحرى ان نقول «ثقافة العدوانية».. فهو عداء له سمة «ثقافية» موجهة ضداً على شعبنا.
ملامح الكراهية
حسن عبد الوارث رئيس تحرير صحيفة الوحدة قال:
شهدت المجتمعات، منذ حقبة زمنية بعيدة الأمد، نشوء وتطور صنف من الثقافة عرف بثقافة الكراهية، وهو شهد جملة من ملامح السلوك التي عكست جوهر هذه الثقافة في مختلف تجلياتها التي اختلفت بهذا القدر أو ذاك في هذا المجتمع أو ذاك، من ناحية اتسام هذا السلوك بظاهرة العنف..
وقد مورست هذه الثقافة على صعيد السلوك أساساً لأسباب طبقية أو ايديولوجية أو دينية أو عرقية أو سواها.. وظلت هذه الأسباب تنمي الجذور الفكرية لهذه الثقافة، بحسب تطور هذه الأسباب في هذا المجتمع أو ذاك، وبحسب اختلاف أنواعها أيضاً..
فالكراهية الممارسة ضد العرق الأسود في جنوب أفريقيا قبل عشرين سنة، مثالاً - تطورت كثقافة وممارسة سياسية واجتماعية عرفت بالتفرقة العنصرية أو الأبارثيد أو تلك التي تمارسها بعض الشعوب ضد الفئة الاجتماعية المعروفة باسم «الغجر » أو «الأخدام».. وهي اختلفت ولو شكلاً ومعياراً عن تلك كراهية التي استخدمها الألمان تحت طائلة الثقافة الآرية ضد منتسبي الديانة اليهودية، مثالاً.. أو تلك التي يستخدمها المسلمون في بعض البلاد ضد معتنقي المذهب البهائي، على سبيل المثال.
غير أن الأخطر حين تتعاظم تجليات هذه الثقافة فإذا بها تتجاوز الاختلاف في العرق أو الدين أو الايديولوجيا أو الطبقة الاجتماعية، إلى سيادة الكراهية في قبيلة ضد جارتها الأخرى، كماحدث بين قبيلتي «التوتسي» و «الهوتو» في بعض نواحي القارة الأفريقية !!
وفي مقابل هذه الثقافة وسلوكها، انبرت هناك ثقافة معارضة - عرفت بثقافة التسامح التي تهدف إلى إحلال مشاعر التسامح والتعايش، بل والتكافل والتعاون محل مشاعر الكراهية.. أكان على صعيد الطبقات أو الأديان أو الأجناس أو الايدلوجيات أو سواها من الظواهر والحالات التي تشهد الفوارق والاختلافات، مهما بلغت حدتها أو خفت ملامحها.
وقد بدأت ملامح هذه الثقافة وسلوكها تنتشر بعد أن كانت منحصرة على الأوساط الخاصة أو النخبوية.. وهي ، اليوم، من أبرز مشاهد النشاط الإنساني العابر للقارات والمجتمعات التي تنشأ من أجلها منظمات واتحادات وجماعات تتجاوز الحدود الاقليمية إلى تخوم العولمة.
تشخيص وعلاج
حافظ مصطفى مثقف وباحث قال: ثقافة الكراهية عندما تسود في أي مجتمع كان تتخطى مستوى السلوك الطبيعي إلى المرضي ويصبح لزاماً على المتخصصين في الأغراض الاجتماعية الوقوف أمام هذه الحالة لوضع التشخيص والعلاج.
وهذا العبء ملقى بالدرجة الأولى على المتخصصين في علوم الاجتماع، الذين يدرسون السلوك الاجتماعي من المتغير السوسيولوجي دراسة تميط اللثام عن الدوافع والغايات وراء هذه الثقافة لوضع الحلول الجذرية.
فالثقافة في حد ذاتها معنى أصيل للتراث الفكري الاجتماعي الذي تتكئ عليه البنية التحتية الأساسية في أي مجتمع كان.
فعندما تطفو إلى السطح ثقافة معينة فإن تعديل هذه الثقافة أو تكريسها يتطلب قراءة علمية بعيدة عن العواطف، قراءة تعتمد على المعطيات الحقيقية لهذه الثقافة السائدة أو التي في طريقها لأن تسود، فالسياسي بمنهجة النظري في إدارة الأزمات الاجتماعية قد تغلب عليه النظرة التقريرية في اتخاذ القرار بمالايتناسب مع وضع الحلول السليمة، إلا أن الاجتماعي تغلب عليه النظرة الشاملة والعميقة للازمة الاجتماعية ومهما كانت الحلول التي يقترحها صعبة التنفيذ فإنها في الأخير سيكون لها ثمار حسنة في تصحيح الأخطاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.