ليس غريباً أن تخترق لفظة «ميسي» جدران اللسانيات الأكاديمية الإنجليزية، إذ عمدت القواميس إلى إضافة اشتقاقات من مفردة «ميسي» من خلال «إنميسيونونت» التي ابتدعتها شركة مشروبات أمريكية، وتعني «الطريقة المتكاملة الإبداع في مداعبة الكرة، والقدرة غير المحدودة على الارتقاء بالأداء إلى الأفضل». علمًا أن ميسي في أدبيات الكنيسة تعني «المخلص»، غير أنه يختلف عن المسيح عليه السلام في أنه لا يتجاوز دوره تخليص برشلونة ومنتخب «التانجو». ولعل أغرب ما قرأه عشاق ميسي هو ما أعلنه نجم الريال إيسكو الذي قال: «إنني أملك أفضل كلب في العالم.. وبحث له عن اسم مناسب، فلم أجد أحسن من ميسي»، ولعل الذي جعل ميسي يمتنع عن الرد هو كون إيسكو يقول إنني من عشاق برشلونة، أما الريال فهو أرعن ولا يستحق الاحترام.. ومع ذلك فهو يلعب للقلعة الملكية، ويداعب «ميسيهُ» بيديه. ودخلت كلمة زلاتان أيضًا أدبيات الشارع الفرنسي، حيث تم ابتدعتها «كنال بلوس» الفرنسية بصيغة الفعل تعبيرًا عن «القوة والتفوق»، إلا أن نقاش أهل اللغة والمعجميين ترددوا في إضافة الكلمة لقواميس 2014، على رغم أن الكلمة عرفت انتشاراً حتى بين أهل السياسة والفن. لكن الغريب، الذي قرأته هذا الأسبوع، هو إقدام لاعبة باريس سان جيرمان ومنتخب فرنسا لورا بولو على إطلاق اسم زلاتان على كلبها الصغير المدلل، وأعلنت ذلك عبر حسابها في تويتر، معتقدة أنها تعبر عن إعجابها الكبير بإبراهيموفيتش الذي لم يصدر عنه موقفٌ مما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي التي راحت تقارن بين كلب لورا ونجم باريس التاريخي. ولا أعتقد أن الأمر سيمر كنكتة مضحكة. وأذكر أن رئيس فرنسا السابق جيسكار ديستان أطلق اسم يوغورطا على كلبه، مما أثار حفيظة الإخوة الأمازيغ، الذين اعتبروا ذلك إهانة لتاريخهم، وتجريحاً في رموزهم.. وكان أكثر من تصدى لديستان هو المفكر الجزائري مولود قاسم، إذ فتح أبواب جهنم على الرئيس الفرنسي، الأمر الذي دفع بكثير من الجزائريين إلى إطلاق اسم ديسكار أو ديستان على كل حيواناتهم. وفي سياق مختلف، استغرب جمهور الألعاب الآسيوية الجارية في إنشيون الكورية إقدام المنظمين على رفض مشاركة منتخب نساء قطر لكرة السلة في مباراة منغوليا بسبب ارتدائهن الحجاب، وكأنهن من سلالة داعشية. وهو تصرف غريب، لأن مسألة الحجاب تم تجاوزها في هيئات كثيرة، أهمها كرة القدم، بينما لم يراجع المجلس الأولمبي الآسيوي قراراته، لأن اتحاد كرة السلة الدولي لم يغير رأيه من الحجاب، وربما هو يعيش حالة الإسلاموفوبيا.. وأعتقد أن أحمد الفهد الأحمد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، كان قادراً على تكرار موقف والده الراحل الشيخ فهد، حين نزل إلى أرضية ميدان الملعب، وأوقف المباراة سبع دقائق كاملة، ونجح في منع الحكم الروسي ميروسلاف ستوبا من احتساب هدف جيريس الفرنسي في مرمى الطرابلسي الكويتي أمام دهشة العالم.. وكانت حادثة تاريخية غير مسبوقة. تمنيتُ لو أن الشيخ أحمد الفهد اتخذ قراراً بلعب مباراة قطر ومنغوليا، ليضع الاتحاد الدولي لكرة السلة في موقف حرج، ويدفعه إلى التفكير جيداً في مسألة الحق في الحفاظ على الهوية دون الإضرار بقواعد اللعبة. *نقلا عن الحياة اللندنية