التدخل الأمريكي في الحرب ضد إيران وقصف منشآتها النووية والدعم اللا محدود العسكري والمادي والسياسي الذي تقدمه أمريكا وعدد من الدول الغربية، وكذلك العربية لإسرائيل يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن إسرائيل قد هزمت، وأنها أصبحت غير قادرة على مواصلة الحرب بمفردها، ويثبت هذا التدخل في نفس الوقت عظمة إيران، وعظمة قادتها الحكماء والشجعان، وما تمتلكه إيران من قدرات عسكرية مصنعة محليا قادرة بها أن تدافع عن نفسها، وعن برنامجها النووي رغم ما تعرضت له من ضربة مفاجئة ومؤلمة قامت بها إسرائيل فجر الجمعة الموافق 13 يونيو 2025م اغتيل على إثرها عدد من قادتها العسكريين البارزين وعلمائها النوويين، وحدوث دمار كبير في عدد المنشآت العسكرية والمدنية وهو الأمر الذي جعل كل العالم يتوقع بأن إيران قد انهارت لأن المخطط كان رهيبا، وكان يهدف إلى إسقاط النظام الإسلامي الثوري في إيران عبر عملاء من الداخل تم تجنيدهم وإعدادهم لهذا الغرض منذ عدة سنوات، ولكن لم تكد تمضي عدة ساعات على هذه الضربة المؤلمة حتى سارع المرشد السيد علي خامئني بحكم صلاحياته الدستورية إلى تعيين بدلاء لمن استشهدوا من القادة في الضربة الصهيونية ليتم الرد عليها بقوة في نفس اليوم حيث تعرضت المدن الصهيونية بما فيها يافا المسماة إسرائيليا تل أبيب إلى ضربات مكثفة بمختلف أنواع الصواريخ أحدثت دمارا هائلا في مختلف المدن الصهيونية، وأدخلت ما يعرف بالشعب الإسرائيلي كله إلى الملاجئ، ثم توالى القصف الصاروخي التدريجي بشكل يومي ليجعل الكيان الصهيوني معزولا تماما حيث ألحقت الضربات الصاروخية الإيرانية عن بعد أضرارا وخرابا ودمارا لاسيما في الأهداف الحساسة خلال اسبوع واحد فقط أشد مما حققه الجيش الصهيوني عن قرب من خراب ودمار في قطاع غزة خلال أكثر من عشرين شهرا ليتم العقاب بقدرة الله تعالى على أيدي أبناء فارس الذين قال عنهم النبي محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام في حديث شريف لو الإيمان في الثريا لناله أهل فارس أو كما قال. من هنا يتضح إن التقليل من قدرات إيران العسكرية، وتهويل قدرات إسرائيل التي جعل العرب منها دولة عظمى بتخاذلهم وخوفهم منها، واصفين جيشها بأنه الجيش الذي لا يقهر قياسا بهزائم جيوشهم التي كانت تمنى بها من قبله أثناء حروبهم معه كان تقديرا خاطئا، وكانوا يعتقدون بأن إيران لن تستطيع أن تمتص الضربة الأولى، وستسلم بسهولة كما فعلت الدول العربية الثلاث مصر وسورية والأردن في حرب 5 يونيو عام 1967م عندما قضى الجيش الصهيوني على قدرات جيوشها العسكرية خلال عدة ساعات، واحتل بقية فلسطين وشبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان وأراض أردنية في ستة أيام. لقد شكل الرد الإيراني مفاجأة للعالم كله، ولم يكن حتى المحبون لإيران يتوقعون ما حدث ويحدث، وهو ما جعل أمريكا تزبد وترعد وتهدد بالدخول في الحرب إلى جانب إسرائيل، ويطالب رئيسها المعتوه ترمب باستسلام إيراني غير مشروط، والتخلي عن برنامج إيران النووي فضلا عن تواصله مع عدد من القادة عربا وغير عرب للتوسط لدى إيران لإيقاف ردها على العدوان الصهيوني والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع إن العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا حدث، والمفاوضات جارية بين إيرانوأمريكا بخصوص برنامجها النووي السلمي، وجعلوا من هذا البرنامج ذريعة للقيام بالعدوان عليها بحجة حرمانها من امتلاك سلاح نووي، وهي لم تسع لامتلاكه أصلا. من المعلوم إن السعودية ودول الخليج التي دفعت ترليونات الدولارات للمعتوه ترمب أثناء زيارته لها كانت هي الثمن المدفوع مقدما للعدوان على إيران، وفي نفس الوقت اختبارا لقدرات إيران العسكرية، وكيف سيكون رد فعلها حيث كانت التقديرات لدى أمريكا وإسرائيل والسعودية ودول الخليج المحرضة على إيران تختلف تماما عما كشفه الرد الإيراني من قوة ردع نقل المعركة بعد ساعات فقط من العدوان الإسرائيلي على إيران إلى عمق الكيان الصهيوني وهذا يحدث لأول مرة لإسرائيل منذ تأسيس كيانها الصهيوني حيث كان جيشها يحارب الجيوش العربية وجبهتها الداخلية مطمئنة تعيش فرحة على أنغام الموسيقى والرقص، بينما الرد الإيراني أدخل شعب إسرائيل كله إلى الملاجئ، وشل الحياة فيه تماما، وأجبر عشرات الألاف على مغادرة إسرائيل تهريبا عبر زوارق صغيرة إلى قبرص وغيرها من الدول المجاورة للكيان، وخوفا من أن يهجر سكان الكيان المدن الصهيونية مدنه فقد منعت وزارة الأمن القومي مغادرة السكان. ونتيجة لاستباحة إيران للفضاء الصهيوني حيث أفشلت كل منظومات الدفاع الجوي أمام وصول الصواريخ الإيرانية إلى أهدافها سارعت السعودية ودول الخليج المحرضة على إيران بالتواصل مع القيادة الإيرانية متوددة ومعلنة أنها تستنكر العدوان الصهيوني على إيران، وتطلب من إيران ضبط النفس، وصولا إلى إحلال سلام في المنطقة، وقد ردت إيران على هذه المساعي بأنها لن توقف ردها على الكيان الصهيوني حتى يتم معاقبته على عدوانه، وأن أي دولة تسمح للإدارة الأمريكية بالاعتداء على إيران من القواعد الأمريكية المتواجدة على أراضيها سيتم استهدافها، وقد نشرالحرس الثوري الإيراني خريطة وضح فيها أسماء الدول ومواقع القواعد الأمريكية المتواجدة على أراضيها، فأصبحت السعودية ودول الخليج المحرضة تعيش بين نارين، نار تهور المعتوه ترمب ونار تهديد الإيراني بالرد، وبترليوناتهم المدفوعة مسبقا لترمب لا طالوا بلح الشام ولا عنب اليمن أي بما معناه لا حافظوا على علاقات طيبة مع إيران تسودها الثقة المتبادلة، ولاهم واثقون في الإدارة الأمريكية بأنها ستحميهم وتدافع عنهم من خلال قواعدها الموجودة في أراضيهم التي أصبحت تشكل بالنسبة لهم تهديدا مباشرا جعلهم يعيشون في قلق وخوف، وإن كان مثل هذا الوضع المزري يعتبرطبيعيا لمن رضي لنفسه أن يكون تابعاً للغير وذليلا.