قال الطالب كين شونغ (20 عامًا) الملثم الوجه، لفرانس برس، "علينا أن نستريح الآن، لأننا سنبقى هنا طوال الليل في انتظار أن تهاجم الشرطة. ستكون معركة طويلة". ويتجمع المتظاهرون في طريق سريعة داخلية في جوار مكاتب رئيس السلطة التنفيذية المحلية، الذي كان طالبهم بفتح الطرق للسماح لثلاثة آلاف موظف باستئناف عملهم، بعد أسبوع من التظاهرات، وعطلة استمرت يومين. واستراح المتظاهرون ضمن مجموعات صغيرة، وهم يطلعون على آخر المعلومات، مستخدمين هواتفهم النقالة، فيما رفع في وسط الطريق تمثال من خشب يمثل رجلًا حاملًا مظلة هو شعار الحركة المطالبة بالديموقراطية. في المقابل، كان عناصر من الشرطة يضربون طوقًا أمنيًا مانعين الوصول إلى مقر الحكومة.
فتحت الطرقات.. لم تفتح وكان تحالف "أوكيوباي سنترال"، المطالب بالديموقراطية، أعلن في وقت سابق قرار الطلاب بفتح طريق تقود إلى مقر عمل الموظفين، لكن المنظمات الطالبية نفت هذا الأمر لاحقًا. وأكد رئيس السلطة التنفيذية المحلية لونغ شون يينغ، الذي يطالب المحتجون باستقالته، ويتهمونه بأنه "دمية" بيد بكين، تصميم السلطات على "اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإعادة النظام العام".
وقال لونغ عبر التلفزيون إنه يجب أن يسمح لسبعة ملايين نسمة "باستئناف حياة ونشاط طبيعيين"، من دون أن يهدد علنًا المتظاهرين بتفريقهم إذا لم ينصاعوا. وفي وقت مبكر الاثنين، أبدى متظاهرون قلائل خشيتهم من تدخل وشيك لقوات الأمن، وخصوصًا أن عدد رجال الشرطة في شارع أدميرالتي لم يكن كبيرًا. وقالت كارن كوونغ "سمعت شائعات تفيد بأن الشرطة ستتدخل هذه الليلة. لكننا نسمع هذا كل يوم".
كذلك، أعلنت "أوكيوباي" أن الطلاب قرروا مغادرة حي مونغ كوك التجاري في الشطر الجنوبي من هونغ كونغ، بعدما تعرّضوا لهجمات من سكان مستائين من التحرك ومجموعات صغيرة يشتبه في ارتباطها بالمافيا الصينية. لكن الطلاب نفوا أيضًا نيتهم مغادرة الحي، وشوهد مئات منهم مساء الأحد يتولون حماية موقعهم.
باقون هنا في هذا السياق، قال بوسكو لونغ، وهو طالب في الحادية والعشرين من العمر، في مونغ كوك، لوكالة فرانس برس، "أنا باق هنا". وتساءلت صوفيا كوونغ (21 عامًا) "البعض يقول إن علينا مغادرة مونغ كوك، والانكفاء عن أدميرالتي، لكن قد يكون ذلك لدفعنا إلى الرحيل ليس إلا". وهونغ كونغ المستعمرة البريطانية السابقة تمر في أخطر أزمة سياسية منذ إلحاقها بالصين في 1997.
وعلى الرغم من أن الصين قبلت اعتماد الاقتراع المباشر أثناء الانتخاب المقبل لرئيس السلطة التنفيذية في 2017، إلا أنها تعتزم المحافظة على مراقبة الترشيحات، وهو اقتراح لا يوافق عليه المتظاهرون، الذين نزلوا إلى الشوارع بعشرات الآلاف منذ 28 أيلول/سبتمبر. وبكين التي تخشى انتقال العدوى الديموقراطية، جددت وصفها الحركة الاحتجاجية في هونغ كونغ بأنها "غير قانونية" وتشيع "مناخًا معاديًا".
وكان قادة الطلاب رفضوا الحوار مع الحكومة بسبب المناخ المتوتر. ثم أعلنوا أن محادثات قد تجري شرط بدء تحقيق حول أعمال العنف التي وقعت في الأيام الأخيرة. لكنهم يرفضون في المقابل أي حوار مع رئيس السلطة التنفيذية.