مضى نصف شهر ولم يصدر من صنعاء تفسير عن ما جرى في العاصمة. الحوثيون سيطروا عليها بقليل من الوقت والجهد والدماء. والأطراف صامتة إلا من عبارات غير مفهومة مررها الرئيس المغلوب على أمره. كل ما في قصة الحوثيين يحير. ميليشيا الحفاة. رجال وغلمان بملابس تقليدية وشباشب وأسلحة خفيفة نالوا في 3 أيام ما لم يستوعبوه. فقبلها عجزوا عن بلدة صغيرة اسمها دماج طوال أشهر والتهموا عاصمة في 3 أيام. وذاك موجز الحيرة. فلنسرد بعض التفاسير، وكل يفسر وفق موقفه السياسي وثقافته: السعودية والإمارات دعمت الحوثيين لضرب الإخوان. الرئيس السابق عاد لينتقم. قطر دعمت الحوثيين لمضايقة السعودية. أميركا دعمت الحوثيين لتحجيم القاعدة. السعودية دفعت الحوثيين إلى الغرق في صنعاء. السعودية تستنزف إيران بتوريطها في اليمن الشمالي. السعودية تعجل بتقسيم اليمن كحل لمشاكله: دولة فاشلة، ونواة دولة مقبولة خليجياً. الدولة العميقة باعت لمن يدفع! لا شيء من ذلك محسوم. تبقى روايات وتفاسير ينطلق أصحابها من مواقفهم السياسية تجاه الملف اليمني في الدرجة الثانية، وتجاه الدول المقحمة في تفاسيرهم في الدرجة الأولى. هناك سبعة أسماء صامتة. ينتظرها اليمن وأهله وجيرانه. فقد سمع الناس ما قاله عبد الملك الحوثي. قال كلاماً نساه الناس في اليوم التالي، لأنه أبقى على أسئلة مفتوحة، وأسرار مغلقة. يبقى سماع روايات الآتية أسماؤهم: علي عبد الله صالح، علي محسن الأحمر، حميد الأحمر، محمد ناصر أحمد، عبده حسين الترب، أحمد علي الأشول، جلال علي الرويشان. واحد من هؤلاء يحكي في المرة الأولى فيفوز بتفسير ما جرى للناس. سواء إن ما جرى كان من التفسيرات الواردة أعلاه، أو يقدم تفسيره.