تهل علينا الذكرى ال51 لثورة ال 14 من أكتوبر المجيدة وهي الذكرى التي يتحين قدومها ابناء الجنوب وآملين في استقلال آخر من ذكرى استقلال سابق، ومنذ انفجار الصمت الشعبي الجنوبي وثوران البركان في 2007 الا ويعد ابناء الجنوب ما يستطيعون للحضور والمشاركة في فعالية غاليه كهذه ، وفي هذه المناسبة الحالية ايضا سيتم الزحف من كل حدب وصوب الى العاصمة عدن في مليونية تجسد وتعبر عن الإرادة الصلبة والتصميم على مواصلة طريق التحرير واستقلال واستعادة الدولة. وما يميز هذه الذكرى إنهاء تأتي في ظل طفرة قد لا تتكرر وهي الأحداث الكبيرة التي ادت الى تصدع النظام اليمني وملامح التغيرات في المواقف السياسية العربية والدولية للداخل الجنوبي . وعند النظر لأهداف المليونية الأكتوبرية يوم الثلاثاء نجد ان ابرز اهدافها بعث الرسائل للعالم العربي والإقليمي والدولي مفادها ان شعب الجنوب ثابت في مواقفه وبكل إصرار وعنفوان لا يقبل التراجع ولن يساوم عن هدفه الحق في التحرير مطالباً العالم بالوقوف مع إرادة الشعب الجنوبي ، والرفض التام لمخرجات مؤتمر الحوار وعدم الاعتراف بأي حوار لا يقوم على اساس دولتين شمال وجنوب وبأشراف دولي ،،، كان بالإمكان ان تصل الأمور إلى ابعد بكثير من مجرد تعبير - شعارات - رسائل - ومناشدات لدول الجوار من خلال استغلال هذا الحدث العظيم لاسيما ان الإحداث الساخنة والتي لا تخفى على احد تعد فرصة جنوبية سانحة وتساندها توجهات الدول العربية على وجه الخصوص التي طرأت مؤخراً بالانجذاب نحو الشأن الجنوبي ، أي امكانية الخروج بنتائج أكثر واقعية على الأرض . ايضا كان بإمكان المكونات الجنوبية ان تلعب الدور المناط بها بطريقة اقوى سياسيا ومن واقع المسئولية الملقاة عليها بتسخير الارادة الشعبية الجنوبية كواقع على الارض، وأكثر من مجرد الاعتماد على الحشود السلمية ، والذي يعتبر دور المكونات مكمل ومنفذ للإرادة الشعبية الجنوبية ومترجم لمطالب هذه الحشود التي تهز العالم ببحت حناجرها والتكفل بالحماية والسيطرة الميدانية إن أعدت لهذه الخطوة منذ زمن أو فترة كافية على اقل تقدير عبر التنظيم والعمل المؤسسي الصحيح الذي تفتقد إليه حاليا وبالتالي ترسيخ المجالس الجنوبية لشعور الثقة والنجاح فيها لدى ابناء الجنوب ، ولا ينكر احد الجهود الكبيرة التي تقوم بها ، لكنها لا توازي بعد هذه الحشود المليونية ولم تفتح الأبواب المغلقة عليها ، وهو المعيب سياسيا في كل مليونية جنوبية . مجلس إنقاذ وآخر انتقالي وعسكري قادم، جهود حثيثة تبذل لكنها لم تكمل الشهر بعد وفي الإطار التكويني الأولي والكثير من العمل الجاد بالانتظار .. وان كانت ستتواصل هذه الجهود الحثيثة والحقيقية سيقف معها الكثير من أبناء الجنوب وان مضت في التشبه بمن سبقها من مسميات شكلية هلامية ستلقي نفس مصير ما قبلها من المكونات الراكدة . الخارطة السياسية تغيرت بشكل كبير وفي صالح الجنوب بدرجة كبيرة وعلى الفكر السياسي ان يحسن التعامل مع هذا الحدث أو الطفرة التي قد لا تتكرر، لا سيما ان الجنوب اصبح اليوم محل اهتمام عربي ودولي . نتمنى ان تجسد ذكرى الرابع عشر من أكتوبر اقوى وأروع الرسائل وان تلقى القراءة الأمعن لدى الأشقاء العرب .