بدعم من منظمة العون الانساني والتنمية – برنامج اليمن رحلة صحفية لاستشفاف الخدمات الانسانية لملائكة الرحمة في رحاب مستوصف الشعب الخيري بعدن. استطلاع وحوار : صقر العقربي تصوير: قيصر ياسين
لم تعد رعاية الطب الاجتماعي باشكاله العديدة وفروعه المتعددة قاصرة على الدولة واجهزتها الرسمية بل تعددة الى الهيئات العالمية الصحية والاجتماعية اذ تعمل منظمات الصحة العالمية ومن بينها منظمة العون الانساني والتنمية برنامج اليمن الذي يدعم مستوصف الشعب الخيري بمحافظة عدن اذ تقوم مثل هذه المنظمات الانسانية بتنظيم وتطوير الامكانيات الطبية في شتى البلدان في سبيل تنمية رعاية وعناية الدولة للمصابين بالامراض العامة كأمراض الطفولة والامومة وامراض النساء كأمراض سرطان الثدي ومكافحة سرطان الرحم. ولا تقف العناية عند هذا الحد بل تفرض اصلاً تهيئة حملات التلقيح ضد شلل الاطفال كما اصبحت الدولة مسؤولة عن اجراء حملات تلقيح منظمة في حالات مرضية عديدة منها تلقيح الاطفال ضد الجدري على ان يكون التلقيح عاماً اذا ما ثبت ظهور المرض في احدى المناطق وحديثاً التلقيح ضد شلل الاطفال وخاصة لدى صغار السن الى جانب امراض الاسنان وطب الاحداث وطب الاطفال هو اهم ما تعمل لاجله الدولة ممثلة بمكتب الصحة في عدن والمنظمات الصحية الانسانية كمنظمة العون الانساني والتنمية وبرنامج اليمن عبر مستوصف الشعب الخيري في عدن اذ ينفذ هذا المستوصف الخيري مع الجهات الحكومية الصحية في عدن طب الاطفال ومعالجة امراض الامومة ومكافحة الامراض الخطرة في المجتمع وفي سبيل رفع الوعي الاجتماعي لدى فئات الاطفال والشباب الذين فاجأهم القدر بحوادث مفجعة فباتوا ضحايا مؤذية نتقاذفهم عناصر السوء في المجتمع لكثير من الغلظة وعدم الادراك ولو اتيح لهؤلاء الاطفال حياة اجتماعية طبيعية لعادوا الى حظيرة المجتمع كعنصر خير ووفاء والحكومة والسلطة المحلية في المحافظة والمديرية ومكتب الصحة في عدن من خلال اقامتها مؤسسات اجتماعية تربوية خاصة بالاحداث والاطفال تخفف كثيراً من اذاهم وتعمل على تأمين عناصر صالحة ومفيدة للمجتمع والمجتمع المسؤول عن انطلاق الاطفال او الاحداث في شرهم وهو بالتالي مسؤول ايضاً عن العناية بهم لاعادتهم الى حظيرة الخير ليعيدوه ويستفيدون منه.
شراكة حقيقية ناجحة وتتجسد الشراكة بين الحكومة والسلطة المحلية في المحافظة والمديرية ومكتب الصحة بعدن ومنظمة العون الانساني وبرنامج اليمن هو نموذج مستوصف الشعب الخيري في عدن الذي يعد الثمرة اليانعة التي انضجتها هذه الشراكة اذ يهدف هذا المستوصف الى رعاية الطفولة والامومة ومهمته تأمين حمل طبيعي لدى الامهات ويضمن وضعاً سليماً ويقدم اطفالاً يرعاهم هذا المستوصف بعنايته الطيبة المنظمة في السنين الاولى من العمر وينظم التغذية ويقدم لهم اللقاحات ويمنع عنهم الامراض وبمثل هذه الرعاية الانسانية المتتابعة يضمن المجتمع في عدن لنفسه جيلاً سليماً. اما العناية بالحوامل كما رأينا في زيارة ميدانية استطلاعية لاستشفاف هذه الخدمات الانسانية التي يقدمها المستوصف على الواقع فان المستوصف كما يبدو لنا انه يتابع رعاية الحمل بأدواره الكاملة وعلى الاخص في الاشهر الاخيرة منه يراقب الاجهزة الغريزية للحامل ويتابع فحص القلب وجهاز الدوران ويلاحظ تطور نمو الجنين في البطن من خلال فحوص منتظمة متتابعة مرة كل ثلاثة اشهر ثم مرة كل شهر ثم مرة كل اسبوع حتى اذا ما وضعت الحامل راقب المستوصف وزن الطفل وتغذيته خلال السنة الاولى.
تخفيف نسبة الوفيات ان مثل هذه المراقبة القريبة تذهب باخطار الحمل لدى النساء وتخفف كثيراً نسبة الوفيات لدى الاطفال وهذا ما يحفظ للمجتمع جيلاً سليماً قوياً يتمتع بكافة مفاهيم الصحة العامة.
مشاهد انسانية تلفت النظر!! ويمكن القول قبل انهائنا لهذه الاستطلاع ان المستوصف قد طبق مفاهيم العدالة الاجتماعية بتقديم الخدمات المجانية للفقراء التي امكانياتهم المادية لا تسمح لهم ان يتحملوا ما تتطلبه الامراض الصعبة من نفقات واشراف صحي وطبي بالاضافة الى ان رعاية الحامل والعطف على الاطفال يخفف عنهم عناءً اجتماعياً ويحفظ لهم عوائلهم ويؤمن لهم العيش في مجتمع سعيد.
ضغط ملحوظ على المستوصف بل ما لفت نظرنا هو الضغط البشري للمرضى على المستوصف التي مساحته لا تستوعب المرضى خصوصاً بعد عبء المرضى الذين كانوا يترددون على مستشفى عدن الى هذا المستوصف فالحمل يثقل والمساحة صغيرة والامكانيات والادوات الطبية وشحة الكادر الطبي قد لا يمكن للمستوصف من الايفاء بمهامه لولاء الضمير الانساني لمدير المستوصف والاطباء الذين يبذلون كا ما في وسعهم بان يقدمون خدماتهم لجميع المرضى بالرغم هذا الضغط البشري من المرضى في مساحة صغيرة وغرف ضيقة لا بامكانها استيعاب المئات من المرضى بمختلف اعمارهم بالرغم من كل ذلك لا نلمس أي ضيق او نفور من هذا المشهد المحرج الا ان مدير المستوصف احمد صالح احمد قد رحب بناء بالرغم من زيارتنا المفاجئة له دون ترتيب موعد واستهل بالقول اهلاً بالصحافة المرآة التي تعكس حقائق الخدمات الطيبة بكل شفافية من الواقع الميداني لتلمس هموم الأطباء وجهودهم والصعوبات التي يواجهونها لكنهم راضون وضمائرهم مرتاحة تجاه المرضى الذين يحتاجون الى ايديهم الرحيمة لعلهم يمضون بالاستشفاء على ايدي هؤلاء الاطباء الطيبون الذين لا همهم سوى ابتسامة طفل مريض او بهجة مسن او فرحة مريض بمرض خطير يخففون عليه معاناة المرض وحتى يكون المواطن والقارئ الكريم على قرب من خدمات هذا المستوصف اجرينا لقاء ميدانياً مع الدكتور احمد صالح احمد ، وفيما يلي نص اللقاء:
س) هل لكم ان تعطونا نبذة عن مشروع مستوصف الشعب الخيري بعدن؟ ج) قام هذا المشروع على اساس الشراكة بين منظمة العون الانساني والتنمية والجمعية الشعبية الخيرية ويقدم خدماته للمواطنين باسعار رمزية الغرض منها التخفيف من أعباء وتكاليف الحياة المعيشية لأبناء المنطقة، فقد تم افتتاح هذا المشروع في 23 مايو 2005م كمرحلة اولى تتكون من عيادات خارجية ومختبر وجهاز فحص بالموجات فوق صوتية، ومنظمة العون الانسانية والتنمية (هاد) منظمة طوعية غير حكومية تأسست عام 1999م استجابة للنداء الداعي للتدخل لتقديم العون والمساعدة حيث تقدم دعمها بلا تأثيرات حكومية او سياسية. وتسعى لإحداث التنمية مستهدفة الانسان بصفه العنصر الأهم في عملية التنمية متخذة من السودان مقراً رئيسياً لها ودخلت الى اليمن لتقدم خدماتها الانسانية فيه. ومستوصف الشعب الخيري هو احد المشاريع الصحية التي تقوم بها المنظمة في اليمن اضافة الى مشاريع اخرى صحية واجتماعية في مناطق اخرى من الجمهورية وحيث يعتبر الخطوة الاولى التي من خلالها سوف توسع المنظمة نشاطها في محافظة عدن سواء في الجانب الصحي او الاجتماعي.
س) ماذا يمثل هذا المشروع؟ ج) يعتبر مشروع مستوصف الشعب الخيري اول مشروع تقوم به المنظمة في محافظة عدن ولقد اكتسب سمعة طيبة بين اوساط المواطنين وذلك لحسن المعاملة ونظافة المكان وهذا المشروع خيري غير ربحي مبالغ رمزية مساهمة المجتمع يقوم بخدمات جليلة في مجالات عديدة منها: 1- عيادتي نساء 2- عيادة الاطفال. 3- عيادتي اسنان. 4- جهازي موجات فوق صوتية. 5- جهاز التنظير المهبلي. 6- تطعيم الاطفال والنساء في سن الانجاب (مجاناً). 7- مركز الكشف المبكر عن اعاقة الاطفال بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية. 8- المشورة وتنظيم الاسرة (مجانا). 9- مختبر. 10- مركز الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم. 11- مركز الفحص الذاتي للثدي. 12- التدريب والتأهيل والتثقيف والتوعية. 13- كفالة 260 يتيما صحياً. 14- مساعدة الاسر الفقيرة في العلاج. 15- تم توفير 35 فرصة عمل حيث بلغ عدد الموظفين 35 من طبيبات وممرضات.
اهداف المشروع س) ماذا عن اهداف المشروع؟ ج) تشمل اهداف المشروع التالي: 1- مساعدة مواطني محافظة عدن في الجانب الصحي. 2- زيادة رقعة المستفيدين من الخدمات الصحية في المنطقة. 3- زيادة نسبة المستفيدين من خدمات الامومة والطفولة في المنطقة. 4- تقليل نسبة الاصابة بامراض سوء التغذية والاجهاض بين النساء الحوامل. 5- انتهاج التخصصية في العمل الصحي. 6- التركيز على قطاع الرعاية الصحية الاولية. 7- التقليل من نسبة الوفيات بين الحوامل. 8- الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم. 9- الكشف المبكر عن سرطان الثدي. 10- الكشف المبكر عن اعاقة الاطفال. 11- توفير فرص عمل.
س) ماذا عن التعاون الداخلي والخارجي؟ ج) هناك عدة مشاريع نقوم بها مع عدة جمعيات محلية وكذا منظمات دولية اخرى الغرض منها تكاتف الجهود من اجل القيام بمشاريع ذات جدوى لخمة المواطنين. كما ان هناك تعاون جاد وثنائي مثمر مع مكتب الصحة والسكان في محافظة عدن وتتمثل في شخص الاخ الدكتور الخضر لصور مدير عام مكتب الصحة الذي دائماً ما يقف بجانبنا ويقوم بتذليل كافة الصعاب التي نواجهها ويقوم بالتشجيع المستمر لمشاريعنا في المحافظة وهذه فرصة لنا كي نقدم له جزيل الشكر والعرفان لمساعيه الخيرية معنا منذ افتتاح هذا المشروع ونتمنى له كل التوفيق والنجاح في عمله. كما ان لنا تعاونا مع جمعيات محلية في الفحص الدوري للايتام ونسعى دائماً الى تجويد خدماتنا والى فتح افاق جديدة لخدمة هذا المجتمع.
س) هل يمكن لكم ان تحدثونا عن اجمالي المرضى المترددين والخدمات المقدمة في مستوصف الشعب الخيري خلال عام 2013م؟ ج) بلغ الاجمالي للمرضى المترددين على المستوصف خلال العام 2013م 70719 وتبدأ المناوبة من الساعة 8 صباحاً حتى 12 ظهراً والنوبة الثانية من الساعة الرابعة والنصف عصراً حتى الثامنة والنصف ليلاً ما عداء يوم الخميس التي تبدأ بنوبة واحدة من الثامنة والنصف صباحاً حتى الثانية عشر والنصف ظهراً فقط.
س) ماهي الكوادر المتخصصة لدى المستوصف؟ ج) لدينا كوادر متخصصة ذات خبرة عالية في تخصصات نساء وتوليد واسنان وكشف بالموجات فوق الصوتية والكشف المبكر عن الاعاقة للاطفال ومكافحة سرطان الرحم ومساحة عنق الرحم ومكافحة سرطان الثدي والتنظير المهبلي.
س) ماهي الصعوبات التي تواجهونها؟ ج) صغر مساحة المستوصف وصغر الغرفه وهذا الامر يسبب لنا ضغطاً خصوصاً واننا نستقبل من كانوا من المرضى يترددون على مستشفى عدن الذي لازال مغلقاً حالياً وسبب لنا ضغط مكثفاً خصوصاً ان المرضى الذين نستقبلهم اصبح بالمئات. نتمنى ان يتواصل التطور الصحي في البلد الرسمي والاهلي وان يزداد دعم المنظمات الطبية الانسانية تجاه اليمنوعدن على وجه الخصوص وان يتطور البلد ويعيش امناً ومستقراً مسكوناً بالتنمية الشاملة والرفاه لجميع ابناء الوطن.
