قلت ما يجب أن يقال    الرشيد يطيح بأهلي تعز ويبلغ نهائي بطولة بيسان    الرشيد يصل نهائي بيسان ، بعد الفوز على الاهلي بهدف نظيف، وسط زخم جماهيري وحضور شعبي الاول من نوعة منذ انطلاق البطولة    حزب الله يدعو السعودية لفتح صفحة جديدة ويؤكد التزامه باجراء انتخابات آيار 2026    الفريق السامعي يدين اغتيال مدير صندوق النظافة بتعز افتهان المشهري    شرطة تعز تعلن القبض على متهم بقتل مدير صندوق النظافة والتحسين    مسيرات حاشدة بمأرب نصرة لغزة وتنديدا باستمرار جرائم الإبادة    القسام توقع آليات لقوة صهيونية في كمين نوعي شمال غزة    إصلاح المتون والزاهر والمطمة بالجوف يحتفل بالذكرى ال35 للتأسيس    تعز.. اعتصام واحتجاجات نسائية للمطالبة بضبط قتلة المشهري وتقديمهم للعدالة    الرئيس المشاط يعزي في وفاة الشيخ عبد الله أحمد القاضي    بن حبريش: نصف أمّي يحصل على بكلاريوس شريعة وقانون    المركز الثقافي بالقاهرة يشهد توقيع " التعايش الإنساني ..الواقع والمأمون"    رئيس الاتحاد الأفريقي للكرة الطائرة تكرم محمد صالح الشكشاكي خلال بطولة أفريقيا للشباب بالقاهرة    الرشيد يتأهل إلى نهائي بطولة "بيسان الكروية 2025"    العليمي أصدر مئات القرارات في الظلام.. حان الوقت لفتح الملفات    متفوقاً على ميسي.. هالاند يكتب التاريخ في دوري الأبطال    طوفان بشري بصنعاء يؤكد ثباته مع غزة ويرفض الخذلان رغم الجرائم    نتنياهو يطرد أردوغان من سوريا    أين ذهبت السيولة إذا لم تصل الى الشعب    مانشستر سيتي يتفوق على نابولي وبرشلونة يقتنص الفوز من نيوكاسل    الربيزي يُعزي في وفاة المناضل أديب العيسي    محافظة الجوف: نهضة زراعية غير مسبوقة بفضل ثورة ال 21 من سبتمبر    الأرصاد يخفض الإنذار إلى تحذير وخبير في الطقس يؤكد تلاشي المنخفض الجوي.. التوقعات تشير إلى استمرار الهطول    الكوليرا تفتك ب2500 شخصًا في السودان    جائزة الكرة الذهبية.. موعد الحفل والمرشحون    البوندسليجا حصرياً على أثير عدنية FM بالشراكة مع دويتشه فيله    لماذا تراجع "اليدومي" عن اعترافه بعلاقة حزبه بالإخوان المسلمين    جنوبيا.. بيان الرئاسي مخيب للآمال    صندوق النظافة بتعز يعلن الاضراب الشامل حتى ضبط قتلة المشهري    الصمت شراكة في إثم الدم    الفرار من الحرية الى الحرية    ثورة 26 سبتمبر: ملاذٌ للهوية وهُويةٌ للملاذ..!!    مسيّرة تصيب فندقا في فلسطين المحتلة والجيش الاسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ ومسيّرة ثانية    الهيئة العامة للآثار تنشر القائمة (28) بالآثار اليمنية المنهوبة    إشهار جائزة التميز التجاري والصناعي بصنعاء    البنك المركزي يوجه بتجميد حسابات منظمات المجتمع المدني وإيقاف فتح حسابات جديدة    الوفد الحكومي برئاسة لملس يطلع على تجربة المدرسة الحزبية لبلدية شنغهاي الصينية    نائب وزير الإعلام يطّلع على أنشطة مكتبي السياحة والثقافة بالعاصمة عدن    بتمويل إماراتي.. افتتاح مدرسة الحنك للبنات بمديرية نصاب    تعز.. احتجاجات لعمال النظافة للمطالبة بسرعة ضبط قاتل مديرة الصندوق    موت يا حمار    أمين عام الإصلاح يعزي الشيخ العيسي بوفاة نجل شقيقه ويشيد بدور الراحل في المقاومة    رئيس هيئة النقل البري يعزي الزميل محمد أديب العيسي بوفاة والده    حكومة صنعاء تعمم بشأن حالات التعاقد في الوظائف الدائمة    الامم المتحدة: تضرر آلاف اليمنيين جراء الفيضانات منذ أغسطس الماضي    استنفاد الخطاب وتكرار المطالب    التضخم في بريطانيا يسجل 3.8% في أغسطس الماضي    لملس يزور ميناء يانغشان في شنغهاي.. أول ميناء رقمي في العالم    وادي الملوك وصخرة السلاطين نواتي يافع    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    100 دجاجة لن تأكل بسه: قمة الدوحة بين الأمل بالنجاة أو فريسة لإسرائيل    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    6 نصائح للنوم سريعاً ومقاومة الأرق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر تترقب نتيجة انتخابات الرئاسة مع وصولها الى خط النهاية
نشر في عدن الغد يوم 18 - 06 - 2012

يواجه المصريون الذين ينتخبون رئيسهم بحرية لأول مرة يوم الأحد مُهمة صعبة للاختيار بين رجل ينتمي للحرس القديم للنظام السابق ومرشح إسلامي يقول انه يخوض الانتخابات لتطبيق الشريعة.
وتملكت مشاعر الحيرة والخوف من المستقبل كثير من الناخبين حتى ان ملايين الناخبين أحجموا عن الادلاء بأصواتهم خلافا لما حدث في الجولة الأولى التي أُجريت الشهر الماضي.

ومن المفترض ان تنهي الانتخابات التي يتنافس فيها أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك مع محمد مرسي مرشح جماعة الاخوان المسلمين فترة انتقالية بدأت بالاطاحة بمبارك قبل 16 شهرا.

لكن القلق من رد فعل الخاسر دفع وزارة الداخلية إلى وضع قواتها في حالة استنفار في أنحاء البلاد استعدادا لانتهاء التصويت في الساعة العاشرة مساء (2000 بتوقيت جرينتش).

وقال عمرو عمر لدى ادلائه بصوته في القاهرة "يجب ان نصوت لأن هذه الانتخابات تاريخية." واشار الى انه من نشطاء شباب الثورة. وقال "اعطيت صوتي لمرسي... حتى لو كان يعني انتخاب الاسلاميين المنافقين. يجب ان نكسر الدائرة المفرغة للدولة البوليسية لمبارك."

لكن مصريين كثيرين اخرين من الذين يخشون من الاضطراب السياسي والازمة الاقتصادية التي ترتبت عليه يعتقدون ان شفيق يملك تأييد "الدولة العميقة" - ذات المصالح المتشعبة من الجيش إلى قطاعات الأعمال الكبيرة - ويعتقدون انه قادر على تحقيق الرخاء.

ويقول مسؤولون من الجانبين - دون اعلان - ان شفيق متفوق حتى الان. وبعد يوم شديد الحرارة فضل كثيرون الادلاء بأصواتهم بعد غروب الشمس.

وتأتي الانتخابات وسط أزمة دستورية وأزمة بين المجلس العسكري الحاكم والاخوان التي خرجت من عقود من القمع تحت حكم مبارك ومن سبقه من الحكام العسكريين لتكتسح الانتخابات البرلمانية.

لكن هذه المكاسب انحسرت الاسبوع الماضي عندما قضت المحكمة الدستورية العليا ببطلان الانتخابات البرلمانية وحل مجلس الشعب وهي خطوة لم تثر رد فعل يذكر من الكثيرين الذين يعتقدون ان الاخوان ركزوا بشكل اكثر مما يجب خلال الاشهر الماضية على تحقيق مصلحة جماعتهم الخاصة.

ولم تتضح حتى سلطات الرئيس القادم لكن تقارير تقول ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة سيحدد له هذه السلطات من خلال اعلان دستوري سيصدر هذا الاسبوع بمجرد معرفة الفائز بالمنصب.

واحتشد المصريون بالملايين ضد مبارك في يناير كانون الثاني من العام الماضي بأمل ان تؤدي الاطاحة به إلى القضاء على الفقر والفساد والاضطراب الاجتماعي.

وقال العنوان الرئيسي لصحيفة الوطن المستقلة يوم الاحد "مصر تكتب نهاية الربيع العربي". وقالت الصحيفة ان الانتخابات تطرح اختيارا بين رجل عسكري اجهض الثورة واخواني أضاعها.

ووجدت الاغلبية التي لم تصوت لمرسي او شفيق في الجولة الاولى للانتخابات الرئاسية الشهر الماضي ما يعتبرونه صراعا بين المؤسسة العسكرية والاخوان خصمها القديم مما يخنق أي أمل في التغيير للأفضل.

وربما نأى كثير من المصريين بأنفسهم عن هذا الصراع. لكن عينة من تعليقات أدلى بها ناخبون لرويترز بالقرب من مراكز الاقتراع تشير إلى ان كثيرين نحوا جانبا شكوكهم تجاه شفيق الذي اكتسبت حملته مؤخرا قوة منذ ان دخل السباق.

ويقول وليد محمد (35 عاما) الذي أدلى بصوته في القاهرة انه أعطى صوته لشفيق بينما أعطت زوجته المنتقبة هند عادل صوتها لمرسي.

وقالت "هذه هي الديمقراطية. لكل واحد رأيه... لا احد يعرف من سيفوز. الله أعلم."

وقال مراقبون انهم لم يروا سوى مخالفات بسيطة ومتفرقة لقواعد الانتخابات صباح يوم الاحد لكنه ليس تزويرا منهجيا من النوع الذي كان يصم الانتخابات التي جرت في حكم مبارك.

وقال مراقبون ومسؤولون انتخابيون ان نسبة الاقبال بدت اقل يومي السبت والاحد عن نسبة الاقبال خلال الجولة الاولى. وينتهي التصويت في الساعة العاشرة مساء (2000 بتوقيت جرينتش) بعد ان تم مد وقت التصويت في اللحظات الاخيرة لمواجهة توقعات التصويت المتأخر.

ويقول شفيق (70 عاما) انه تعلم دروس الثورة ويتعهد باستعادة الامن والازدهار ونشر التسامح الديني. وقد يؤدي فوزه الى احتجاجات في الشوارع من قبل الشبان المحبطين الذين جعلوا ميدان التحرير بالقاهرة ساحة معركتهم العام الماضي.

ويحظى مرسي بتأييد جماعة الاخوان المسلمين ومصريين يعطونه أصواتهم خشية عودة النظام القديم. ويعتبر كثيرون شفيق واجهة لمؤسسة غامضة تريد الحفاظ على السلطة التي سيطرت عليها لستة عقود.

وقال عمرو رضا استاذ القانون الدولي الذي أعطى صوته يوم الأحد في القاهرة لمرسي "حكم العسكر يمثله بشار الاسد في سوريا ويمثله في مصر احمد شفيق."

وفشل مرسي في حشد الكثير من الدعم من المرشحين الذين خسروا في الجولة الاولى. وبالنسبة لمنتقدي الاخوان فان ذلك يؤكد ان الحركة الاسلامية اقل مرونة من ان تمثل المصريين كافة.

وقالت ماريان ملاك (29 عاما) وهي ناخبة من الاسكندرية "سأعطي صوتي لشفيق لانني لا اريد ان يفرض علي اي شخص نمط حياة لا اقبله. لا اريد ان يحكم احد الدولة باسم الدين."

وحظي شفيق بتأييد قوي من الاقلية المسيحية التي يبلغ حجمها نحو عشرة في المئة من السكان خوفا من القمع الديني في حالة وصول مرسي إلى الحكم.

وفي حالة فوز مرسي فإنه قد يواجه صعوبة في آداء مهام منصبه نتيجة عدم تعاون المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي تعهد بتسليم السلطة في الاول من يوليو تموز.

وقال مسؤول يوم السبت ان المجلس العسكري امر بحل البرلمان تنفيذا لحكم المحكمة الدستورية العليا الصادر الاسبوع الماضي. واثار القرار غضب الاخوان المسلمين الذين قالوا ان البرلمان لا يمكن حله الا باستفتاء عام.

وقال حزب الحرية والعدالة الذي اسسه الاخوان على صفحته على فيسبوك ان حل المجلس يمثل انقلابا على العملية الديمقراطية برمتها.

وقال موقع صحيفة الاهرام التي تديرها الدولة يوم الاحد ان الجيش سيصدر إعلانا دستوريا في غضون 48 ساعة يحدد سلطات رئيس الجمهورية ومن بينها تعيين المسؤولين والدعوة إلى الانتخابات البرلمانية ووضع قواعد جديدة لتعيين الجمعية التأسيسية التي ستضع دستورا جديدا للبلاد.

وقال محمود غزلان المسؤول في جماعة الاخوان المسلمين متحدثا إلى موقع الاهرام على الانترنت ان المجلس العسكري لا يملك حق اصدار الاعلان الدستوري أو وضع معايير لتشكيل الجمعية التأسيسية.

وتأخر الاخوان المسلمون عن الانضمام إلى الانتفاضة في أيامها الاولى وسعوا إلى التعاون مع الجيش في التحول التدريجي إلى الحكم المدني.

لكن الازمة التي تتفاقم بين الاخوان والجيش تزيد من قلق المصريين والحلفاء الغربيين والمستثمرين الاجانب بسبب حالة عدم اليقين مع تدهور الاقتصاد واندلاع العنف من وقت لآخر.

وتسبب اشتباك بالأسلحة النارية وقع ليلا في مقتل شخصين واصابة 15 آخرين في القاهرة بعد نزاع بين اثنين من الباعة الجائلين حسب تصريحات مصدر أمني ولم تكن هناك فيما يبدو علاقة بين الحادث والانتخابات.

ويؤكد أنصار شفيق انه سيعمل بشكل متناغم مع المجلس العسكري الذي تولى السلطة بعد مبارك لاستعادة الثقة خاصة بالنسبة لقطاع السياحة الحيوي. اما بالنسبة لمرسي فيقولون انه سيجد صعوبة في ذلك.

وقال حسن نافعة استاذ العلوم السياسية إنه لا شك أن الدولة بكل مؤسساتها من قضاء وجيش وداخلية وخارجية ومالية تدعم شفيق للرئاسة وتعمل من اجل هذا الغرض.

وأضاف أن من الصعب جدا اجتثاث روح مبارك هذه.

وتابع قائلا إنه اذا تخلص الليبراليون من مخاوفهم وصوتوا لمرسي لمنع شفيق من الفوز فإن هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن أن يتراجع فيها الجيش. لكنه عبر عن تشككه في ان يحدث هذا.

(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

من مروة عوض وتوم فايفر
يواجه المصريون الذين ينتخبون رئيسهم بحرية لأول مرة يوم الأحد مُهمة صعبة للاختيار بين رجل ينتمي للحرس القديم للنظام السابق ومرشح إسلامي يقول انه يخوض الانتخابات لتطبيق الشريعة.
وتملكت مشاعر الحيرة والخوف من المستقبل كثير من الناخبين حتى ان ملايين الناخبين أحجموا عن الادلاء بأصواتهم خلافا لما حدث في الجولة الأولى التي أُجريت الشهر الماضي.

ومن المفترض ان تنهي الانتخابات التي يتنافس فيها أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك مع محمد مرسي مرشح جماعة الاخوان المسلمين فترة انتقالية بدأت بالاطاحة بمبارك قبل 16 شهرا.

لكن القلق من رد فعل الخاسر دفع وزارة الداخلية إلى وضع قواتها في حالة استنفار في أنحاء البلاد استعدادا لانتهاء التصويت في الساعة العاشرة مساء (2000 بتوقيت جرينتش).

وقال عمرو عمر لدى ادلائه بصوته في القاهرة "يجب ان نصوت لأن هذه الانتخابات تاريخية." واشار الى انه من نشطاء شباب الثورة. وقال "اعطيت صوتي لمرسي... حتى لو كان يعني انتخاب الاسلاميين المنافقين. يجب ان نكسر الدائرة المفرغة للدولة البوليسية لمبارك."

لكن مصريين كثيرين اخرين من الذين يخشون من الاضطراب السياسي والازمة الاقتصادية التي ترتبت عليه يعتقدون ان شفيق يملك تأييد "الدولة العميقة" - ذات المصالح المتشعبة من الجيش إلى قطاعات الأعمال الكبيرة - ويعتقدون انه قادر على تحقيق الرخاء.

ويقول مسؤولون من الجانبين - دون اعلان - ان شفيق متفوق حتى الان. وبعد يوم شديد الحرارة فضل كثيرون الادلاء بأصواتهم بعد غروب الشمس.

وتأتي الانتخابات وسط أزمة دستورية وأزمة بين المجلس العسكري الحاكم والاخوان التي خرجت من عقود من القمع تحت حكم مبارك ومن سبقه من الحكام العسكريين لتكتسح الانتخابات البرلمانية.

لكن هذه المكاسب انحسرت الاسبوع الماضي عندما قضت المحكمة الدستورية العليا ببطلان الانتخابات البرلمانية وحل مجلس الشعب وهي خطوة لم تثر رد فعل يذكر من الكثيرين الذين يعتقدون ان الاخوان ركزوا بشكل اكثر مما يجب خلال الاشهر الماضية على تحقيق مصلحة جماعتهم الخاصة.

ولم تتضح حتى سلطات الرئيس القادم لكن تقارير تقول ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة سيحدد له هذه السلطات من خلال اعلان دستوري سيصدر هذا الاسبوع بمجرد معرفة الفائز بالمنصب.

واحتشد المصريون بالملايين ضد مبارك في يناير كانون الثاني من العام الماضي بأمل ان تؤدي الاطاحة به إلى القضاء على الفقر والفساد والاضطراب الاجتماعي.

وقال العنوان الرئيسي لصحيفة الوطن المستقلة يوم الاحد "مصر تكتب نهاية الربيع العربي". وقالت الصحيفة ان الانتخابات تطرح اختيارا بين رجل عسكري اجهض الثورة واخواني أضاعها.

ووجدت الاغلبية التي لم تصوت لمرسي او شفيق في الجولة الاولى للانتخابات الرئاسية الشهر الماضي ما يعتبرونه صراعا بين المؤسسة العسكرية والاخوان خصمها القديم مما يخنق أي أمل في التغيير للأفضل.

وربما نأى كثير من المصريين بأنفسهم عن هذا الصراع. لكن عينة من تعليقات أدلى بها ناخبون لرويترز بالقرب من مراكز الاقتراع تشير إلى ان كثيرين نحوا جانبا شكوكهم تجاه شفيق الذي اكتسبت حملته مؤخرا قوة منذ ان دخل السباق.

ويقول وليد محمد (35 عاما) الذي أدلى بصوته في القاهرة انه أعطى صوته لشفيق بينما أعطت زوجته المنتقبة هند عادل صوتها لمرسي.

وقالت "هذه هي الديمقراطية. لكل واحد رأيه... لا احد يعرف من سيفوز. الله أعلم."

وقال مراقبون انهم لم يروا سوى مخالفات بسيطة ومتفرقة لقواعد الانتخابات صباح يوم الاحد لكنه ليس تزويرا منهجيا من النوع الذي كان يصم الانتخابات التي جرت في حكم مبارك.

وقال مراقبون ومسؤولون انتخابيون ان نسبة الاقبال بدت اقل يومي السبت والاحد عن نسبة الاقبال خلال الجولة الاولى. وينتهي التصويت في الساعة العاشرة مساء (2000 بتوقيت جرينتش) بعد ان تم مد وقت التصويت في اللحظات الاخيرة لمواجهة توقعات التصويت المتأخر.

ويقول شفيق (70 عاما) انه تعلم دروس الثورة ويتعهد باستعادة الامن والازدهار ونشر التسامح الديني. وقد يؤدي فوزه الى احتجاجات في الشوارع من قبل الشبان المحبطين الذين جعلوا ميدان التحرير بالقاهرة ساحة معركتهم العام الماضي.

ويحظى مرسي بتأييد جماعة الاخوان المسلمين ومصريين يعطونه أصواتهم خشية عودة النظام القديم. ويعتبر كثيرون شفيق واجهة لمؤسسة غامضة تريد الحفاظ على السلطة التي سيطرت عليها لستة عقود.

وقال عمرو رضا استاذ القانون الدولي الذي أعطى صوته يوم الأحد في القاهرة لمرسي "حكم العسكر يمثله بشار الاسد في سوريا ويمثله في مصر احمد شفيق."

وفشل مرسي في حشد الكثير من الدعم من المرشحين الذين خسروا في الجولة الاولى. وبالنسبة لمنتقدي الاخوان فان ذلك يؤكد ان الحركة الاسلامية اقل مرونة من ان تمثل المصريين كافة.

وقالت ماريان ملاك (29 عاما) وهي ناخبة من الاسكندرية "سأعطي صوتي لشفيق لانني لا اريد ان يفرض علي اي شخص نمط حياة لا اقبله. لا اريد ان يحكم احد الدولة باسم الدين."

وحظي شفيق بتأييد قوي من الاقلية المسيحية التي يبلغ حجمها نحو عشرة في المئة من السكان خوفا من القمع الديني في حالة وصول مرسي إلى الحكم.

وفي حالة فوز مرسي فإنه قد يواجه صعوبة في آداء مهام منصبه نتيجة عدم تعاون المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي تعهد بتسليم السلطة في الاول من يوليو تموز.

وقال مسؤول يوم السبت ان المجلس العسكري امر بحل البرلمان تنفيذا لحكم المحكمة الدستورية العليا الصادر الاسبوع الماضي. واثار القرار غضب الاخوان المسلمين الذين قالوا ان البرلمان لا يمكن حله الا باستفتاء عام.

وقال حزب الحرية والعدالة الذي اسسه الاخوان على صفحته على فيسبوك ان حل المجلس يمثل انقلابا على العملية الديمقراطية برمتها.

وقال موقع صحيفة الاهرام التي تديرها الدولة يوم الاحد ان الجيش سيصدر إعلانا دستوريا في غضون 48 ساعة يحدد سلطات رئيس الجمهورية ومن بينها تعيين المسؤولين والدعوة إلى الانتخابات البرلمانية ووضع قواعد جديدة لتعيين الجمعية التأسيسية التي ستضع دستورا جديدا للبلاد.

وقال محمود غزلان المسؤول في جماعة الاخوان المسلمين متحدثا إلى موقع الاهرام على الانترنت ان المجلس العسكري لا يملك حق اصدار الاعلان الدستوري أو وضع معايير لتشكيل الجمعية التأسيسية.

وتأخر الاخوان المسلمون عن الانضمام إلى الانتفاضة في أيامها الاولى وسعوا إلى التعاون مع الجيش في التحول التدريجي إلى الحكم المدني.

لكن الازمة التي تتفاقم بين الاخوان والجيش تزيد من قلق المصريين والحلفاء الغربيين والمستثمرين الاجانب بسبب حالة عدم اليقين مع تدهور الاقتصاد واندلاع العنف من وقت لآخر.

وتسبب اشتباك بالأسلحة النارية وقع ليلا في مقتل شخصين واصابة 15 آخرين في القاهرة بعد نزاع بين اثنين من الباعة الجائلين حسب تصريحات مصدر أمني ولم تكن هناك فيما يبدو علاقة بين الحادث والانتخابات.

ويؤكد أنصار شفيق انه سيعمل بشكل متناغم مع المجلس العسكري الذي تولى السلطة بعد مبارك لاستعادة الثقة خاصة بالنسبة لقطاع السياحة الحيوي. اما بالنسبة لمرسي فيقولون انه سيجد صعوبة في ذلك.

وقال حسن نافعة استاذ العلوم السياسية إنه لا شك أن الدولة بكل مؤسساتها من قضاء وجيش وداخلية وخارجية ومالية تدعم شفيق للرئاسة وتعمل من اجل هذا الغرض.

وأضاف أن من الصعب جدا اجتثاث روح مبارك هذه.

وتابع قائلا إنه اذا تخلص الليبراليون من مخاوفهم وصوتوا لمرسي لمنع شفيق من الفوز فإن هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن أن يتراجع فيها الجيش. لكنه عبر عن تشككه في ان يحدث هذا.


من مروة عوض وتوم فايفر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.