شهدت جامعة صنعاء يوم الإثنين تظاهرتين منفصلتين، إحداهما تندد باغتيال أحد أكاديميي الجامعة، والأخرى تندد ببقاء المسلحين في الجامعة. وخرج المئات من طلاب جامعة صنعاء، الاثنين، في تظاهرة جديدة، للمطالبة بإخراج مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) من حرم الجامعة، والإسراع في استبدالهم بحراس نظاميين. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها "جامعتنا للتدريس مش للمتاريس"، و"جامعتنا مدنيّة مش ثكنة عسكرية". مؤكدين تصعيدهم المستمر حتى رحيل المليشيات المسلحة من الحرم الجامعي، وإنهاء التواجد المسلح، وإلغاء رسوم التعليم الموازي، وإجراء انتخابات اتحاد الطلاب. وحدد المتظاهرون بعد غد الأربعاء، يوما تصعيديا جديدا، استمرارا للحركة الطلابية المدنية، ومهلة جديدة لإخراج مسلحي جماعة الحوثي، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء التواجد المسلح. وفي تصريح ل"العربي الجديد" أكد الطالب بكلية التجارة، فكري الحبيب، أحد المشاركين في التظاهرة، ضرورة قيام رئاسة الجامعة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإخلاء الجامعة من وجود المليشيات المسلحة، والتعاقد مع حرس مدني، وإلغاء رسوم التعليم الموازي، والالتزام بمجانية التعليم، وإجراء انتخابات اتحاد الطلاب. ومنذ سيطرت جماعة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، يتواجد المسلحون في حرم جامعة صنعاء وعلى بواباتها، تحت مسمى "اللجان الطلابية الثورية"، الأمر الذي تسبب في مضايقة الطلاب وخروجهم للتظاهر من أجل إخلاء الجامعة من المليشيات المسلحة. إلى ذلك نظّم أكاديميو جامعة صنعاء وقفة احتجاجية صباح اليوم الاثنين أمام بوابة الجامعة، تنديدا بحادثة الاغتيال التي تعرض لها زميلهم المفكر والناشط السياسي وأستاذ العلوم السياسية بكلية التجارة والاقتصاد، الدكتور محمد عبدالملك المتوكل. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها "اغتيال علمائنا اغتيال لوطننا"، و"لا لاستهداف كوادرنا التعليمية"، و"سينتصر القلم على السيف وسينتصر العلم على الجهل وسينتصر التسامح على العنف". وقال رئيس جامعة صنعاء عبدالحكيم الشرجبي "إن اغتيال الشهيد المتوكل فاجعة بكل المقاييس، كونه يمثل العقل اليمني والفكر المدني والحس الديمقراطي". من جهته قال رئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس في الجامعة محمد الظاهري ل"العربي الجديد"، "إن الشهيد المتوكل جمع بين النظرية والتطبيق، وكان قدوة، وأن عملية اغتياله ضمن ظاهرة الاغتيال السياسي في وطن فقد الحكمة"، مشدداً على استكمال الأهداف المدنية للراحل المتوكل. متمنياً ألا تسجل الجريمة ضد مجهول، وأن ينال المجرمون عقابهم. وأشار بيان لنقابة أعضاء هيئة التدريس في الجامعة حصل "العربي الجديد" على نسخة منه إلى أن الحادثة البشعة تأتي ضمن جرائم استهداف خيرة الكوادر الأكاديمية في جامعة صنعاء، كمحاولة فاشلة لزعزعة واستهداف أمن الوطن واستقراره. وأدان البيان الجريمة، واصفا إياها بالعمل الإرهابي الجبان. مطالبا بسرعة التحقيق وكشف الملابسات وتعقب الجناة ومحاكمتهم والاقتصاص منهم. محملاً السلطات اليمنية كافة المسؤولية في كشف النتائج للرأي العام، وأكد أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء ما يحدث من إزهاق للأرواح الطاهرة من أكاديمييها وكوادرها الوطنية. وقتل السياسي اليمني البارز والأكاديمي في جامعة صنعاء، محمد عبد الملك المتوكل، أمس الأحد، على يد مسلحين مجهولين في العاصمة صنعاء. وكانت الرئاسة اليمنية اعتبرت في بيان نعيها مساء أمس، أن الهدف من مقتل السياسي البارز هو "إثارة الفتنة".