العقيد / فهمي عمر بللكديش نائب مدير مصلحة الهجرة والجوازات بحضرموت، شخص ناجح ومثالي ومحبوباً في بيئة عمله فتجده يحب عمله جداً ويتعاون مع الجميع بدون تحيز لأحد في المعاملة ويبدى على ملامحه الرضاء عن العمل ". حين تدخل ذلك الباب الحديدي وتشاهد الزحام متواصل فتحاول جاهداً الوصول إلى أحد موظفي المرفق فيستصعب عليك ذلك لتعود إلى الخارج وأنت تجر أهوال الهزيمة في محادثة أحد الموظفين " ذلك معروف في اليمن ونعيشه وأقع ولكني شاهدت عكس ذلك عندما زرت إدارة الجوازات في حضرموت لأخذ جواز سفر عمتي المتزوجة هناك فقد أرسلتني لجلبه" وعند زيارتي شاهدت رجل طويل ذو بشرة سمراء يتحدث مع المواطنين بكل انسيابية وهدوء وبشاشة تظهر عن روح راقية" .
يحمل ملفات وأوراق في يده اليمنى ويتنقل من هنا لهناك " ماكنت أدري من هو هذا الشخص الطيب والذي يساعد الناس ويسهل لهم معاملاتهم " تنقلت في غرف الإدارة وبعد اكتمال جولتي خرجت إلى أمام البوابة أتحدث بالهاتف وهنا شاهدت ذلك الرجل ثانية يتحدث إلى امرأة عجوز قائلاً (لا تهتمي يا أمي معاملتك ستجهز وسأكون تحت أمرك وسأخبر الموظفين بتذليل الصعوبات أمام أوراقك لا تنشغلي بذلك يا أمي) .
تبسمت وقلت في داخلي إن هذا الرجل مهتم بعملة ويعمل بروح عالية ويخاف الله ومخلص ويؤدي واجباته على الوجه المطلوب " مثل هذا الرجل ليس هناك الكثير في بلد يطلب الرشوة فيه وكأنها رشفة ماء تطلبها من صاحب بئر في مزرعة وفي بلد فيتامين (و) واسطة يجعل من وصولك إلى أي معاملة بلمح البصر , وفي بلد قد لا تجد من يخافون الله في الناس خاصة في إدارات الدولة ومرافقها الحيوية ".
أخد هذا الرجل ملف المرأة ودخل ليعطيه موظف آخر وقال له جهز معاملة هذه المرأة كي تعود إلى منزلها فهي كبيرة في السن ولا تتحمل هذا الإرهاق والتعب خاصة في هذه الأجواء الحارة "، هنا تسألت من يكون هذا الرجل الطيب وتقدمت نحو الموظف الأخر وسألته من هذا الذي كان عندك الآن ...!؟ قال هذا العقيد عمر بللكديش نائب مدير جوازات حضرموت (ماتعرفو)..! فقلت للموظف وهل يعمل العقيد يومياً هكذا مع الناس .؟ قال نعم منذ عرفته لم يتغير ويعمل مع كل موظف في المرفق ويساعد الجميع من موظفين ومواطنين بلا ملل أو كلل " صعقت في اللحظة فهل حقاً نائب مدير جوازات محافظة كبيرة كحضرموت يعمل بهذه الطريقة وكأنه موظف عادي ..!! ليس لديه مكتب فاخر ولا جهاز كمبيوتر حديث ويبتسم دائماً ..!!
لقد نال إعجابي بشدة هذا الشخص النادر في زمن كثرت فيه المحسوبية والانتمائية " لو أن في كل مرفق حكومي موظفين كهذا لما تعرقلت أمور الناس ومعاملاتهم " لو أن العقيد عمر بللكديش مستنسخ منه في كل مرفق لكان حال معاملات الناس في خير وما تزاحم الجميع في طوابير الوساطة والمحسوبية .
خرجت من المرفق وأنا أبتسم ولم أستطع مصافحة العقيد عمر أو تعريفه بنفسي أو إخباره أنني سأكتب عنه مقال , خرجت وذهبت في طريقي وأنا الآن أتسأل هل سيقرأ كلماتي هذه أو سيعلم أن شاب شاهد تفانيه في العمل فتأثر بذلك فخط حروف بسيطة ...لست أعلم ، ولأكني سأكتفي بكلماتي على موقع (عدن الغد) لعلمي أن العقيد سيقرأها كونها لسان الجميع ومحبوبة الجميع والعقيد يظهر أنه يتابع ما تقوله وتنقله معشوقة الجنوب (عدن الغد).