من المعروف ان الهدف من انشاء او تأسيس الحركات النقابية هو من اجل الدفاع عن مصالح وحقوق العمال في اي بلد, وفي البلدان التي تقع تحت الاحتلالات فنشاط الحركات العمالية لا ينحصر فقط في حماية حقوق العمال بل يأخذ طابع سياسي ايضا يتلاءم مع الوضع السياسي القائم اي ان سياسة الحركة النقابية تعكس ما يدور من حراك ثوري عام وهي في الأساس تعتبر جزء رئيسي وفعال في هذه الثورة وتقوم بمهام وطنية ثورية هامه تعكس معاناة هذا الشعب الذي انتفض من خلال ثورته السلمية. فتأثير الحركة النقابية يعتبر مفصلي وحاسم في تاريخ الثورة لما له من نتائج كبيره ترتبط ارتباطا وثيقا في التفاعل السلبي لمؤسسات الدولة الاقتصادية وذلك من خلال القيام بالأضراب الثوري العام في مختلف مرافق ومؤسسات الدولة خاصة الانتاجية منها مثل المصانع والموانئ وشركات النفط ووسائل النقل العام المختلفة وغيرها من مرافق الدولة الذي يؤدي هذا الأضراب في نهاية المطاف الى شلل تام لنشاط هذه المؤسسات ومن ثم يؤدي بالبلاد الى منزلق في اتجاه انهيار كامل للاقتصاد ان لم يتبني نظام الاحتلال هذه المطالب المشروعة. عادة ما تكون الحركات النقابية في اي ثورة تحرريه هي العامل الرئيسي في التمهيد والتهيئة للثورة من خلال الاعتصامات والإضرابات التي تؤدي الى تعطيل عمل مؤسسات الدولة, فعلى سبيل المثال لعبت الحركة النقابية الجنوبية آبان الاحتلال الانجليزي دورا مهما في اشعال الثورة عند تأسيسها في بداية خمسينات القرن الماضي بالرغم انها لم تكن عند تأسيسها تأخذ شكلا تنظيميا لكنها قامت بمهام وطنية من خلال المظاهرات والنشاطات الوطنية بالتنسيق مع الثوار مما اثرت ايجابا ومهدت وهيئّة الظروف لاندلاع الثورة فيما بعد. لقد استبشر شعبنا خيرا عندما اعلنت النقابات العمالية الجنوبية انضمامها الى الثورة واعلنت موقف واضح وصريح بأنها مع شعبها وانها جزء منه ولا يمكن بأن تكون بعيده او منعزلة عنه وما يعانيه وانها مع اهداف ثورته المتمثلة بالتحرير والاستقلال والتحامها مع الجماهير في ساحات الشرف بالعاصمة عدن والمكلا, كما انضم الى الثورة والجماهير معظم موظفي الدولة في الجنوب, وهنا نستطيع القول بأن الثورة الجنوبية التحررية السلمية قد اكتملت اركانها, لكن في نفس الوقت على النقابات العمالية بأن لا تكتفي في موقفها فقط بالانضمام للثورة ومشاركة الجماهير في الاعتصامات في الساحات بل يترتب عليها مهام وطنيه وثورية جسيمه وهامة من خلال القيام بوضع برامج لعملها في الفترة ما بعد التحامها بالشعب, هذه المهام التي تقوم به اي نقابات عمالية في اي بلد يقع تحت الاحتلال المتمثلة في القيام بالأضراب العام الذي يؤدي الى شل وزعزعة نشاط وعمل مؤسسات الدولة وبالتالي ستؤدي هذه العملية الى التفات العالم الجاد والتعاطي مع قضيتنا ومطالب شعبنا عندما يشعر بتهديد وخطر مصالحه في المنطقة. ان اعلان الاضراب الذي اتخذته النقابات العمالية في العاصمة عدن ساعتين كل يوم خميس هو قرار في الاتجاه الصحيح ونتمنى بأن يكون بداية لوضع برنامج اضراب عام في الجنوب وتوسيعه في كل مرافق الدولة على مستوى الجنوب والعمل على زيادة ايام الأضراب حتى يأتي بنتائج ايجابية تصب لمصلحة الثورة, كما ينبغي على الحركات النقابية التحالف مع قطاعات مختلفة من الأكاديميين والمثقفين والمهنيين والطلاب والمكونات الجنوبية ومختلف الشرائح الاجتماعية شرط ان لا تنتمي لأي مكون من المكونات الجنوبية, كل هذا سيكسبها وزنا سياسيا يتلاءم مع مهمتها ودورها ومع حجم القضية التي تناضل من اجلها.