أسمع وأقرا كلام لكثيرون من البشر هذه الايام الحاسمة في تأريخ الشعب الجنوبي العظيم للأسف منهم من يشجب هذا اليوم الذي شكل منعطفا عظيما من تأريخ ونضال وتضحيات ابناء الجنوب الابطال من الذين سطروا ملاحم وقدموا العظماء من الشهداء على مسيرة ثورة اكتوبر الباسلة التي انطلقت من جبال ردفان الشماء وشملت كل ارجاء الوطن الجنوبي هناك ايضا من يقللون من شان هذا الحدث الكبير الذي زعزع وهز اركان وحصون الاستعمار البريطاني البغيض وأعوانه من شياطين تلك المرحلة الغابرة الذي غادر فيها اخر جندي بريطاني من ارض الجنوب العزيز والغالي لد كان في يوم 30 نوفمبر 1967 اخر تواجد بريطاني على ارض الجنوب العربي الحر هناك ايضا من يثني على ثورة اكتوبر وقادتها الابطال من رجال الصفوف الاولى الذين حملوا على عاتقهم مقارعة الاستعمار ومن معه من اشباح العهد البائد كالفقيد المرحوم الرئيس قحطان محمد الشعبي والشهيد البطل المغدور به الاب الروحي لثورة اكتوبر المجيدة فيصل عبد اللطيف الشعبي والمناضل الشهيد رمز وكنترول الجبهة القومية علي محمد عبد العليم بانافع وكثيرون ممن دفعوا الثمن غاليا من اجل هذا اليوم الاغر لقد سجلوا مواقف بطولية حقيقية ووقفوا مستبسلين بالأيمان القوي ومتسلحين بالحس الوطني الصادق السياسي منه والعسكري لقد لقنوا المحتل دروس في اصول النضال والتضحية والشموخ والإصرار الذي حقق الاستقلال الناجز وقامت الدولة الجنوبية الحرة على كل شبر من ارض الجنوب الابي . لقد كان موقف شجاع وأكثر التزام وتماسك بمبادئ وأهداف ثورة اكتوبر العملاقة نعم انهم وقفوا وقفة رجل واحد في وجه اعتى استعمار في العالم الذي سيطر على قارة اسيا وجزء من افريقيا واحتل امريكاايرلندا واسكتلندا وبلدان كثيرة من الوطن العربي لقد خرج الاستعمار من الباب ولكنه عاد ودخل من النافذة ليس من اجل ان يسيطر او يحكم ولكنه من اجل ان ينتقم من رجال الثورة وأبطالها الاشاوس من السياسيين والفدائيين والمناضلين والمثقفين ومن كل الكفاءات والشرائح الجنوبية الرافضة للاحتلال التي شاركت في النضال السياسي او العسكر في جبهات القتال لقد سلم المحتل الاستقلال صاغرا ومضطر لكنه و للأسف الشديد زرع اشواكه و طواقم جواسيسه قبل مغادرته ارض الجنوب و اشعل نار الفتنة بين المناضلين حتى يتسنى له سحب كل قواته من القواعد العسكرية في عدن وغيرها من المناطق التي كان له فيها تواجد وحضور مستمر . ورغم ما حدث من صراع بين الجبهة القومية وجبهة التحرير الا ان الحسم الثوري لثورة اكتوبر ظل هو المتسيد على الموقف اليوم ونحن نحتفل بهذه المناسبة العظيمة والقريبة الى قلب كل وطني غيور على وطنه وثورته وشعبه تظهر لنا ابواق رجعية ومن بقايا ذيول الاستعمار تكشر عن انيابها على الثورة الاكتوبرية وثوارها ومناضليها وأبطالها ومفكريها ومن الذين خططوا ومن نفذوا الاهداف بحذافيرها وقهروا المستعمر وأعوانه وعملائه بالقول والفعل والعمل انهم شلة حاقدين ومتآمرين وهم من تعاملوا مع دوائر الخارج واخرجوا الثورة عن مسارها التحرري الطبيعي لكن وللأسف كان لهذه الحفنة الخبيثة ان تخرج من داخل صفوف الثورة لقد ظهرت ذيول العمالة التي تعاونت مع دوائر الرجعية العربية والدولية المتآمرة على الجنوب . تحركت تلك الجحافل في اتجاه الخلاص اولا من الرموز والقيادات العليا في الصفوف الاولى للجبهة القومية على ايادي ما يسمون انفسهم باليسار المتطرف وباسم الاشتراكية العلمية كخطوة اولى من مسيرة التآمر والتخابر حتى اجهضوا لمعان هذا اليوم الذي تحرر فيه الجنوب ارضا وأنسانا وكان انقلاب 22/6/1969م الاسود اخر محاولة من المؤامرة الصفراء ومن هنا فقد الجنوب كثير من المواقف التي كان يحتاجها من الاشقاء والأصدقاء وتم الارتماء الى احضان الشرق الشيوعي الذي قاد الجنوب الى هاوية سحيقة لم يشم العافية بعدها وظلت الصراعات تأكل ما تبقى من رجال الثورة ومنهم من هرب الى خارج الوطن الجنوب منهم من لقي حتفه ومنهم من ظل رهن السجون والمعتقلات . وأخيرا من تبقوا منهم سلموا الجنوب في طبق من ذهب الى على عبدالله صالح وزمرته من المشايخ والقبائل والعسكر بعد ان ضمنوا لهم مواقع في صنعاء وملاذ آمن ولكنهم ايضا دفعوا الثمن غالي وتركوا الجنوب والشمال هربا وفزعا ومنهم من وصل الى دول الجوار ومنهم اكلته اسماك البحر ومنهم من قبل الخنوع والخضوع لعلي عبدالله صالح على حساب الكرامة والشرف والجنوب وشعبة انه تاريخ يعيد نفسه اليوم والشعب الجنوبي يحتفل بهذه المناسبة نجد نفس الوجوه التي باعت الجنوب هي من تتربع المشهد وتناضل كذبا ودجلا وزورا لاستعادته وهي تعمل وفق اجندات خارجية وداخليه وهل لهذا الشعب الجنوبي ادراك ما يدور من حوله وهل ان يجعل من 30 من نوفمبر عيد استقلاله الثاني بكل فخر وإعزاز وشموخ ماذا نرد او نقول للمروجين من ابواق السلطة في هذه الايام المباركة والعظيمة من تاريخ الشعب الجنوبي البطل نقول لهم اخسئوا وكفوا عن هراكم .