ايام قلائل تفصلنا عن الذكرى 47 لعيد استقلال جمهوريه اليمن الديمقراطية والتخلص من الاستعمار البريطاني بعد احتلال للجنوب العربي زهاء 138 عاما وشعب الجنوب وهو يحتفل بهذه الذكرى العزيزة لازال يرزح تحت نوع أخر من الاستعمار والاستعباد والقهر والإذلال وهذه المرة وقع فريسة لفخ نصب له بإحكام وهي الوحدة اليمنية في 22مايو 90م والتي كانت حلم كل الخيرين في بناء تجربه جديدة على طريق الوحدة العربية . هذه الوحدة التي كانت بمحض إرادة القيادات السياسية في كلا البلدين وكانت سلميه على أمل ان تكون فاتحة خير على الشعبين ولكن للأسف الشديد القيادات الجنوبية كانت لا علم لها عن طبيعة نظام صنعاء الفاسد وانه لا توجد دوله أساسا بل مراكز نفوذ قبلي وعسكري وهي التي المستحوذة على كل خيرات الشمال وأفقرت أبناءة . فبدأت تدب الخلافات بين قيادتي دولة الوحدة اعتكف معها نائب الرئيس علي البيض في عدن لمرتين في عامي 92م و93م وصولا إلى مؤتمر المصالحة في الأردن (اتفاقيه العهد والاتفاق) تحت إشراف ملك الأردن حسين الله يرحمه والجامعة العربية. والذي لم ير النور من خلال إقدام نظام صنعاء إلى شن الحرب واجتياح الجنوب في صيف 94م .
ويتذكر العالم اجمع المواقف التي وقفتها دول الإقليم والمجتمع الدولي من قضيه حرب صيف عام 94م((مجلس الأمن الدولي) الذي اصدر قرارين رقم 924 و931 ولم يحرك ساكنا تجاه نظام صنعاء الذي مارس ضد أبناء الجنوب مختلف صنوف القهر والإذلال فقد استبعد كل القيادات الجنوبية من عسكريين ومدنيين ودبلوماسيين وجرى نهب الجنوب بشكل كامل من ثروات نفطية ومعدنية واسماك وأراضي. الجنوب اليوم وهو يقوم بثورته السلمية منذ يوليو 2007م والذي طور من نضاله من خلال الزخم الجماهيري الغير المسبوق وذلك عبر الاعتصامين في كل من عدن والمكلا منذ 13 أكتوبر وتتزايد الإعداد يوميا ويعبر المعتصمون عن مواصلتهم للاعتصامات لإعطاء العالم صورة عن قضيته العادلة وإعادة فتح ملف حرب صيف عام 94م والشروع إلى إجراء مفاوضات شماليه وجنوبيه والعمل على العودة إلى الوضعية ما قبل مايو 90م.
الجنوب يتسع لكل أبناءة بمختلف ألوان طيفهم السياسي….. لو توحد الكل تحت سقف هدف واحد استعادة دوله الجنوب من المهرة إلى باب المندب أرضا وإنسانا وثروات في البر والبحر . العالم كله سيقف مع شعب الجنوب لبناء دولته الاتحادية الديمقراطية.. العالم اليوم ينظر إلى سلميه ثورة الجنوب بإعجاب كبير جدا ويتعاطف معه . فحافظوا على سلميه ثورتكم يا أبناء الجنوب وخاطبوا العالم بلغة حضاريه يفهمها في هذا العصر….. عاش شعب الجنوب الأبي الحر الرافض للاستعباد والقهر والإذلال التواق للحرية والديمقراطية.
باختيارنا وتمسكنا بمبدأ حق تقرير المصير لشعبنا الجنوبي سوف يجبر الأممالمتحدة على التعامل معنا في البحث عن حل لقضيتنا حتى وان واجهنا صدا في البداية بحجة وجود قرار دولي تحت الفصل السابع وفي تقديرنا ان ذلك الصد سينتهي إذا توحدنا واخترنا قيادة موحدة تطلع بمهام القضية الجنوبية داخليا وخارجيا… وعلى الرغم من ان صدور القرار الدولي رقم 2140 تحت الفصل السابع بإجماع يشير إلى وجود توافق دولي بشأن الأوضاع في اليمن ومنها القضية الجنوبية إلا هذا التوافق مرهون بقبول شعب الجنوب بالحل الذي صدر عن ما يسمى بالحوار الوطني ومخرجاته لان ذلك لن يحصل… فمجلس الأمن معني بالبحث عن بدائل أخرى إلى جانب التوافق الدولي ربما لن يستمر إلى ما لا نهاية .
ولقد اختار الحراك الجنوبي فك الارتباط السلمي لاستعادة دولته من خلال حقه في تقرير مصيره المنصوص عليها في مبادئ ميثاق الأممالمتحدة وقراراتها المختلفة بهذا الشأن وبنفس الصورة التي عرضت قضيته قبل حوالي نصف قرن والذي نتج عنها أضافه إلى نضاله المسلح إرغام بريطانيا على التسليم باستقلال الجنوب العربي في 30 نوفمبر عام 1967م.. في الظروف التي تمر بها قضيتنا وازدياد التآمر المحلي والإقليمي والدولي عليها فإننا نرى ان تتمسك مكونات الحراك والقوى السياسية بعد ان تتوحد بمبدأ حق تقرير المصير . طالما ونضال شعب الجنوب سلمي يتوافق مع التوجه الدولي ويرفض العنف لتحقيق المطالب السياسية العادلة على ان ذلك لا يمنع إي شعب من حقه في الدفاع عن نفسه إذا تعرض للعنف الممنهج اثناء نضاله السلمي ولا يمنع ذلك إي شعب من اللجوء إلى وسيله أخرى باسترداد حقه إذا رفضت الأممالمتحدة والمجتمع الدولي مساندته بعد ان تمسك بمبدأ حق تقرير مصيره.
ان على قيادات الجنوب الاتفاق بشكل سريع على تشكيل لجنه من سفراء الجنوب ورجال القانون الدولي من أبناء الجنوب لإعداد وثيقة دبلوماسيه سياسيه قانونيه تتناول القضية الجنوبية منذ الاستقلال في 30 نوفمبر 67م وقيام دولة جنوباليمن على أنقاض حكومة اتحاد الجنوب العربي بإشراف الاستعمار البريطاني…….. وصولا إلى وحدة الشؤون وحرب صيف 94م والممارسات الظالمة التي ألحقت بشعب الجنوب…… وتناول موقف القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة والتشريعات الدولية بإعطاء حق الشعوب المضطهدة حق تقرير المصير…… في الوقت كانت لنا دوله معترف بها دوليا وتوحدنا مع الجمهورية العربية اليمنية وبشكل سلمي ويفترض احترام هذا الاتفاق دون ان يجر الشعبين والبلدين إلى حروب نحن في غنى عنها.