"لو انكم ذهبتم الى صعدة قبل اجتياح صنعاء لقلنا انكم اصحاب حوار ومحترفي سياسة اما الآن فأنتم مجرد عبيد للقوة الغاشمة، عن قيادات حزب الإصلاح أتحدث" هكذا علقت الناشطة اليمنية البارزة توكل كرمان على اللقاء الذي جمع قيادات من حزب الاخوان بزعيم حركة الحوثي المسلحة المناوئة للحركة الاخوانية اليمينة , يوم الجمعة في صعدة. واثارت زيارة قامت بها قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح (اخوان اليمن) الى محافظة صعدة معقل زعيم حركة انصال الله الحوثيين ردود افعال واسعة في اليمن , وتم انتقادها بشكل كبير من قبل قيادات واعضاء حزب الاخوان المسلمين الذي , وصفوا الاتفاق بأنه تنازل عن دماء من وصفوهم بالشهداء والجرحى والمخفيين , وعلى رأسهم الشهيد اللواء حمود القشيبي الذي قال ناشطون اخوان انه تم تصفيته عقب اسره من قبل جماعة الحوثي اثناء اجتياحها لمدينة عمران يوم ال7 من يوليو الماضي.
وعقدت قيادات الاخوان لقاء مطول مع الزعيم الحوثي ,من أجل الاتفاق على وقفت الاقتتال والتناحر بين الفصيلين اليمنيين الممتد منذ العام 2004م. وذكرت وسائل اعلام يمنية واخرى عربية يوم الجمعة أن " حزب التجمع اليمني الوطني للإصلاح (إخوان اليمن) توصلوا إلى اتفاق تهدئة مع الحوثيين خصومهم التاريخيين، يقضي بوقف المعارك والمواجهات المستمرة بينهم، في خطوة غير مسبوقة وصفتها المصادر بالأولى بينهما.
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن مصادر قالت انها من داخل حزب الإصلاح، إن بعض قيادات الحزب اجتمعوا مع زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في مقره بمحافظة صعدة، وتوصلوا إلى اتفاق لإنهاء المعارك، والتنسيق فيما بينهم لإنهاء الخلافات، وإطلاق المعتقلين، وإعادة ممتلكات الحزب ودوره ومنازل قياداته التي استولى عليها الحوثيون خلال الأشهر الماضية". واتفق الجانبان أيضا على استمرار التواصل لإزالة كل الخلافات، وبناء الثقة، والتعاون والتعايش واستشعار المسؤولية الوطنية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة. *اتفاق على الجنوب وقال المحلل السياسي ثابت صالح ان " الاصلاح بدأ منذ سقوط الاخوان في مصر بانتهاج سياسة برجماتية .. موضحا في حديث ل(عدن الغد) ان "الغزل السياسي الذي كان قد اطلقه القيادي الاصلاحي زيد الشامي تجاه المؤتمر الشعبي والرئيس السابق , وتخلي قيادة الاصلاح عن الدفاع عن الفرقة الاولى مدرع وجامعة الايمان في صنعاء والجناح القبلي والعسكري واخيرا وليس اخيرا الزيارة التي قام بها الامين العام عبدالوهاب الانسي ولقائه بالسيد عبد الملك الحوثي". ولفت الى ان " كل هذا يؤكد رغبة الاصلاح وتقربه من انصار الله بهدف الحفاظ على ما بقي لديه من مصالح , وحتى تجاه الجنوب اوعز الحزب الى اعضائه بالانضمام الى صفوف الثوار وتأييد مطالب الجنوب بما ذلك استعادة الدولة , على ان كل هذه للخطوات لا ترقى الى مستوى التحالفات او التنسيق الجاد وستحتاج الى خطوات اثبات الجدية والمصداقية بعد سنوات من التخلي عن الاخرين والعداء السافر لهم وخاصة تجاه الجنوب وكذلك انصار الله". *سخرية ولم تغيب السخرية من الاتفاق الاخواني الحوثي , حيث علق الناشط اليمني طلعت الشرجبي على حركة كلنا عيال تسعة التي اطلقها القيادي في جماعة الاخوان خالد الانسي وطالب فيها بالمساواة , حيث كتب الشرجبي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك " تعميم حزبي رقم 1 , غدا تتغير حملة كلنا عيال تسعة , وتصبح كلنا عيال متعه". من جهتها قالت الناشطة اليمنية أمل باشا في ردها على الشرجبي " اظن ان كليهما حملتان لا انسانيتان عنصريتان تقصيان العيال الخدج وعيال الاشغال الشاقة , بالإضافة، كلا الحملتين لغتهما غير مجندرة لأنها تستثني البنات وتركز على العيال فقط".
*تقديم استقالات وطالب الصحافي اليمني طارق الحداد " شباب الاصلاح ان حان الوقت لتقدموا استقالتكم من حزب الاصلاح وتثوروا ضد قياداتكم". وقال الحداد مخاطبا اعضاء الاخوان المسلمين في اليمن ان " السياسة لعبة لا تعرف الاخلاق يعني لا تزعلوش يا قواعد الاصلاح على الاتفاق مع انصار الله وان قياداتكم خانتكم وخانت دماء اخوانكم المصلحة هي اساس كل شيء بالنسبة لقياداتكم وايضا يا شباب انصار الله عادي كل الدماء التي ازهقت عليكم والشهداء الذين سقطوا كانوا ضريبة الاتفاق وكل واحد يصلح سيارته سدوا فيما بينكم وخلونا احنا المؤتمرين البلاطجة والنظام السابق والفلول كما تصفونا بعيدا عنكم لنبني بقايا الوطن الذي اهدرتموه طيلة 4 سنوات".
ويخوض الحوثيون وحزب الإصلاح اليمني (وفق صحيفة الشرق الاوسط) معارك منذ عدة أشهر في عمران وعدد من المحافظات، لكن عمر القتال بينهما يمتد لسنوات، منذ الحروب الست التي خاضتها الدولة اليمنية مع الحوثيين، مطلع العقد الحالي. وذكرت ان "وجه الحوثيين الذين يسعون لتوسيع نفوذهم في اليمن، ثقلهم العسكري نحو محافظة تعز، حيث باتوا على بعد بضعة كيلومترات من عاصمتها التي تحمل الاسم نفسه، في حين تضاربت الأنباء بشأن استيلائهم على مطار المدينة الذي يبعد 18 كيلومترا عن وسطها تعز، رغم نفي وزارة الدفاع هذه الأنباء. وتشهد تعز (عاصمة الثقافة اليمنية، والثغرة التي تربط الشمال بالجنوب)، رفضا شعبيا لوجود ميليشيا الحوثيين، وقد رتبت الكثير من المنظمات لتنظيم فعاليات احتجاجية تندد بالتوغل الحوثي المسلح في المحافظة. *من صالح ابوعوذل
