حان الوقت لإعطاء المزيد من الجهد والوقت لعقد المؤتمر الجنوبي الجامع بعد انتهاء فعالية 30 نوفمبر في ساحات عدن والمكلا وتسخير كافة الطاقات الجماهيرية لما له من أهمية في مسالة الخروج بقيادة و رؤية موحدة لبناء الدولة المدنية الفيدرالية. لقد مضى من الوقت الكثير و سقط في الميادين المئات و لن يعترف العالم إلا بقيادة موحدة، ولم يتخاطب مع الفرقاء في الساحات ، فالأمم تبحث عن المصالح و لا مجال إلا تكريس كافة الجهود وتهيئة الاجواء الملائمة نحو نجاحه بشفافية ووضوح للخروج من عنق الزجاجة و التوجه للوحدة في إطار التنوع. إذا لم تلتقط تلك الإشارات والمبشرات التي أرسلها العالم في تأسيس هيئة وطنية لها من المرجعية و الشرعية تؤهلها في النهوض بالهم السياسي الذي شابه الجمود و الرجعية والتكرار الممل في الشخوص والفعاليات، والشروع بالعمل المؤسسي والتخطيط الاستراتيجي بدلا من العشوائية والغموض ويسمو فوق الصراعات والايديولوجيات والرغبات الانانية ،في الوقت الذي ينظر الداخل بفارغ الصبر في إعلان ما سيتمخض عنه المؤتمر في تأسيس جمعية وطنية لها من القوة والمنعة في مخاطبة العالم باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للمتعطشين للانعتاق وبناء الدولة الحديثة. وليس المؤتمر الجامع مانع لكافة القوى والمكونات والشرائح الاجتماعية فهو مفتوح للجميع ويقف على مسافة متساوية أمام الجميع المؤمنة بمنظومة من القيم النضالية والاشكال الكفاحية والتي من الضرورة بمكان أن يكون الشباب دور كبير في المشاركة الفاعلة في المؤتمر لخلق صفوف احتياطية جديدة في القيادة لها من الحكمة والخبرة في استلام الراية سيما وأن الأنظار تتجه نحو انعقاده بعد مخاض عسير في حوارات ومشاورات محلية واقليمية ودولية. لا مناص و لا فرار من إنتاج مدونة أخلاقية وميثاق شرف من اجل الحفاظ على روح الثورة التي تفرقت بها السبل دون مرجعية جامعة و حلقة وصل لتلك الجهود و التي تذهب معظمها هباء منثورا ولا تجد لها استجابة في التفاعل الايجابي في الإقليم و العالم إلا بقيادة موحدة و تطمينات قائمة على خارطة طريق تعتمد على بناء جسور الثقة بين المكونات دون وصاية ولا إقصاء او استثناء من احد وبالتالي فهذه فرصة سانحة بل و ثمينة أن يتوج هذا الجهد الفكري و الفعل السياسي في بناء شراكة وطنية في إطار التعايش المشترك والقبول بالأخر ولو كان من في رأس السلطة وليسوا هم كفار قريش.