احتفل شعبنا اليمني في ال30 من نوفمبر بالذكرى السابعة والاربعون لاستقلال دولة الجنوب من الاستعمار البريطاني البغيض الذي دام قرابة 129 عام وبعد نضال مرير وشاق قدمّ هذا الشعب من خلاله القوافل من الشهداء والجرحى حتى نال استقلاله المجيد في مثل هذا اليوم التاريخي والرائع . لقد عمل الاحتلال خلال هذه الفترة على نشر التخلف والجهل والمرض ونشر الثارات بين افراد شعب الجنوب الابي. وبإصرار شعب الجنوب المكافح وبمساعدة الاشقاء العرب تمكن هذا الشعب من دحر الاستعمار ونيل حريته الكاملة على ترابه الوطني. لقد شكل يوم الجلاء في ال30من نوفمبر نقلة نوعية تاريخية ومعنوية لشعب الجنوب فقد شعر هذا الشعب بإشراقه فجر جديد هلَ على ربوع هذا الموطن من المهرة الى باب المندب. وكانت مرحلة ما بعد الثورة صعبة وعسيرة وأجهت من خلالها قادة الدولة الوليدة مهام جسيمة في ذلك الزمن إلا انهم استطاعوا ان يتحملوا مسئوليتهم بكل جدارة واقتدار وبدئوا العمل في بناء ركائز الدولة بداية ناجحة بعون الله ومساعدة الاشقاء والاصدقاء في كل دول الجوار والعالم الذين ساهموا بشكل كبير على دعم الاقتصاد وتأهيل الكادر بالمجال الاداري والصناعي والزراعي الذي تكمن بعدها هذا الكادر بتدوير عجلة التنمية في هذا البلد الى الامام. ايضا استفادة الدولة الحديثة من موروث النظام الاداري الانجليزي القوي والدقيق والمتطور حينها. وعملت الدولة والشعب بلا كلل ولا ملل على انجاز العديد من المشاريع الهامه والكبيرة اولها نشر التعليم في كل ربوع الوطن من خلال بناء المدارس والكليات وتوفير المعلمين الاكفاء حتى وصلة الى ان تكون الدولة الاولى في المنطقة التي تمكنت من القضاء على الامية . لقد تمكنت الدولة الى حد كبير من رفع المستوى الاقتصادي للبد خلال فترة وجيزة من خلال الاستثمار الجيد والنزية لموارد الوطن المتعددة السمكية والزراعية والضريبية وعملة على تفعيل مزارع الدولة التي كانت تغطي احتياجات الشعب الاستهلاكية وطورت مزارع القطن الذي كانت تصدره الدولة وتجلب من مردوداته العملة الصعب اضافة الى تصدير السمك الشروخ الذي كان هو الاخر يوفر العملة الصعبة للبلد. وقامت الدولة بتوفير الطاقة الكهربائية التي تغطي احتياجات المستهلك بدون انقطاع . واهم ما قامت به الدولة بعد الاستقلال هو القضاء التام على ظاهرة الثائر التي تمكنت بعدها الدولة والشعب على الحركة في ربوع الوطن بكل حرية وامان وهذه الخطوة ساعدت الى حد كبير على توفير العمالة ورفع مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية. عملت الدولة على تطوير قدرات القوات المسلحة والامن بمساعدة الاصدقاء في المعسكر الاشتراكي الذين ساهموا بطريقه كبيره على رفع القدرة القتالية والامنية من حيث تطوير العدد والعتاد والجهوزية القتالية العالية والمتدربة بشكل جيد ليمكنها بكل اقتدار على دحر من تسول له نفسة المساس بأمن الوطن . إن العمل الاستثنائي والفريد الذي قامت به دولة الجنوب والذي لم يعملوا به اشقائنا دولة الشمال في ذلك الوقت هو توعية شعب الجنوب بأهمية الوحدة الذي ادرجة الدولة شعارها ضمن النشيد الوطني لدولة وكنا نردده في كل صباح في المدارس والمعسكرات . اخي القارئ الكريم لقد سرت لك في مقالي هذا ملخص صغير من تاريخ ما بعد الاستقلال ال30من نوفمبر واريد من خلاله ان اتطرق وبشكل وجيز حول ما يجري في الساحة الجنوبية اليوم من احداث وتطورات حيث ان الجنوب يمر هذه الايام بمرحلة ثورية مشتعلة منذُ 2007م يعبر من خلالها عن رفضه التام لوحدة الضم والإلحاق التي تمت بعد حرب صيف 94 وقد عانى ولا يزال يعاني هذا الشعب الكثير من الويلات والظلم والماسي التي لا تخفى على احد في السلطة والشعب. فما يهم الان وبعد ثورة 21سبتمبر وبعد تشكيل الحكومة الجديدة إننا كشعب جنوبي يتطلع الى تغير جذري وجديد في التعامل مع قضية شعبنا من خلال الاعتراف الواضح والصريح من خلال الدولة في صنعاء بعدالة قضيتنا وبأنها قضية سياسية بين دولتين توحدا برضاهما وان لكل منهم الحق في البقاء فيها او بتقرير مصيره منفردا في بناء دولته ضمن فدرالية بين شطرين او العودة الى ما قبل الوحدة من خلال استفتا يقمون به ابناء الجنوب . اما قرارات مؤتمر الحوار التي تسعى الدولة إلى تعديلها بما يتعلق بالفدرالية بين اقليمين حسب تسريبات بعض وسائل الاعلام وايضا قرارات فخامة الاخ رئيس الجمهورية بإعادة مجاميع لابأس بها من افراد الجيش والامن والمدنيين فأنا اعتق بأنها مهمة وتساعد كثيرا على رفع الظلم الذي كان تعانيه هذه المجاميع وتعمل على تحسين ظروفه المعيشية والنفسية والمعنوية. اما بأنسبة لما يدور في الشارع الجنوبي الثوري المنتفض والذي يطالب باستعادة دولته وقدم الكثير من الشهداء والجرحى والمعتقلين فلا اعتقد ان الحلول المذكورة ستحل المشكلة لان المشكلة الذي يحملها الشعب ثورية سياسية اكبر من الحلول الحقوقية والمادية . اتمنا من الحكومة الجديدة والثوار ان يعملوا بشكل مختلف اكثر جدية ومصداقية وعدالة تجاه قضية شعب الجنوب ويفترض عليهم التسليم ولاعتراف بان الجنوب وشعبة كان دولة مستقلة دخلت الوحدة برضاها ولديهم الان قضية سياسية مع شريكهم في الوحدة الجمهورية اليمنية وأن لكل منهم الحق في البقاء في الوحدة او الخروج منها وبناء دولة المستقلة اما الحلول الحقوقية والمؤقتة فلا اعتقد انها تحل القضية وتعيد شعب الجنوب من الساحات أسال الله التوفيق والنجاح والتقدم والازدهار لكل افراد شعب اليمن وحكومته ولله التوفيق