بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    وسائل اعلام اسرائيلية: هجوم اسرائيلي أمريكي شاركت فيه عشرات المقاتلات ضد اهداف في اليمن    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    ثلاثة مكاسب حققها الانتقالي للجنوب    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    إلى رئيس الوزراء الجديد    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤسس اللجان الشعبية بأبين ( توفيق حوّس) في ذكرى رحيله الثالثة :منحهم الدم والروح .. ومنحوه اللامبالاة والإهمال
نشر في عدن الغد يوم 05 - 12 - 2014


اللجان الشعبية بلودر كيف تصدت «للقاعدة»؟
تقرير : خاص لصحيفة (عدن الغد)
الاثنين 18جمادي الأول 9 ابريل ساعات الفجر الأولى تناقلت وكالات الأنباء خبر عاجل مفاده قيام جماعات مسلحة بهجوم على مدينة لودر من عدة جهات بغية السيطرة عليها وإخضاعها لسيطرتهم على غرار عاصمة المحافظة زنجبار.

ومن ثم توالت أخبار ارتدادية كنتيجة لما حصل مفادها مقتل 44 شخصا بينهم 14 عسكريا في هجوم شنته الجماعات المسلحة على ثكنة عسكرية للجيش على تخوم مدينة لودر وجاء في الخبر ايضا ان جنود وضباط الجيش في تلك الثكنة انسحبوا تاركين ساحة المعركة لأبناء لمدينة من لجان شعبية وقبائل لتواجه تلك الجماعات.

وتناقلت وكالات الأنباء عن مصادر محلية قولها ان الشباب من أبناء المنطقة تصدوا لهجوم تلك الجماعات بأسلحتهم الشخصية(الكلاشنكوف) بينما تمتلك تلك الجماعات أسلحة ثقيلة استولت عليها بفعل سيطرتها على الكتيبة المتمركزة بجانب محطة الكهرباء وكانت تلك الأسلحة تتكون دبابات وعربات عسكرية من نوع (حميضة).
ورغم ضخامة ما أتى به الخبر من الأحداث وأرقام الضحايا الا انه أتى بأكثر منها اسأله حائرة وبحث لدى الكثيرين لتفسير ماحصل وأسئلة أخرى تبحث عن إجابات تستشرف مالذي سيترتب على كل ماحصل.

ولتفكيك ماحصل واستشراف ماسيحصل كان من الضروري البحث عن إجابات لأسئلة من قبيل لماذا قامت تلك الجماعات بالهجوم في هذا التوقيت بالذات؟ لماذا ليس قبله؟ اوبعده؟ الا تتعرض تلك الجماعات لأعنف هجوم بحري وجوي بجعار وزنجبار ماالذي اضطرهم لفتح جبهة اخرى في وقت يعد فيه فتح جبة اخرى انتحارا عسكريا.

من هي اللجان الشعبية وماسر صمودهم الملفت وما هي خارطة التحالفات القبلة الجديدة بوجه تلك الجماعات ومانسبة حظوظ الجماعات في العودة والسيطرة على مديريات المنطقة الوسطى وهل ماحصل سيؤثر على تلك الجماعات حتى في معاقلها كزنجبار وجعار.
1 التوقيت.
يرى خبراء ومختصون بشئون الجماعات المسلحة ان السر في توقيت العملية كان للبعد السياسي فيها وهو ذو شقين شق يرتبط بما يجري في صنعاء والشق الأخر جاء كنتيجة لإجراءت اتخذها السيد الرئيس عبدربه منصور هادي من شانها رسم توازنات جديدة في أبين وتقويض قوة القوى الاجتماعية الراعية للجماعات في المحافظة.

حيث يرى محللون في تعيين محافظ لأبين ينتمي إلى منطقة مودية التي عانت الكثير بفعل عمليات تلك الجماعات كما انه ذو بعد قبلي قوي في المنطقة مايعطي طابع أكثر مواجهة أكثر مما يعنيه إي محافظ إداري تكنوقراطي لايستند إلى بعد قبلي مايعني ان من يحرك تلك الجماعات علية بالتفكير مليا قبل اتخاذ إي قرار تحرك حتى وان كان شيخ مشائخ.

ويرى مراقبون ان عودة المعارض الجنوبي ذو الشعبية الكبيرة في المحافظة ومحافظها السابق الذي شيدفي عهد حكمه الكثير من معالمها محمد علي احمد واستقباله استقبال لم تنقصه التشريفات الرسمية حيث كان في مقدمة مستقبلية ناصر منصور هادي وكيل الأمن السياسي عدن لحج أبين سالم علي قطن قائد المنطقة الجنوبية الغربية حسن الدرب وكيل محافظة عدن وحسين عرب عضو مجلس الشورى.

ويعطي ذالك الاستقبال تصور عن سبب عودة السيد محمد علي احمد في التوقيت هذا وان كل شيء مرسوم بعناية ويرى محللون ان المسرح في أبين يعد لسحب البساط من تحت أرجل الشيخ طارق الفضلي الذي حسب رأي مهتمين بشئون الصراع في أبين يرى فيه الرئيس منصور هادي القوة الداعمة للجماعات المسلحة وبالتالي فعودة محمد علي احمد جاءت لتفعيل جناح منطقة دثينة وال عواذل إلى جانب كل قبائل منطقة ال يافع و مودية إلى استثمار شعبيته في المحافظة ككل ماسيقوض من نفوذ الشيخ طارق الفضلي وهو الذي يرى فيه كثير من المسؤلين وأبناء المحافظة القائد الفعلي لتلك الجماعات حسب رأي المحللين.

ثم عندما أدرك مشائخ ال فضل جدية توجه الرئيس ووجد أنهم قد يتضررون مما يجري اجتمعوا في منزل شيخ قبيلة ال حنش وأعلنوا سحب صفة المشيحة من الشيخ طارق الفضلي وتحميله كل ماجرى لأبين من دمار وفي اليوم التالي هاجمت الجماعات لودر لضرب كل تلك الترتيبات في أبين كما يرى كثير من المراقبين.

أما بالنسبة لارتباط ماجرى في لودر بما يجري في العاصمة فيرى محللون ان القائد السابق للقوة الجوية محمد صالح الأحمر والذي لايزال يتمتع بنفوذ في تلك القوات رأى ومن خلفه حسب رأي المحللين ان معركة لودر والمنطقة الوسطى مسقط رأس الرئيس سيكون الاحتياج للقوات الجوية فيها حاسما ماسيحسن شروطه التفاوضية مع وزير الدفاع الذي ينتمي هوا الأخر لنفس المنطقة وهي المفاوضات التي أفضى جزءها الأول لفتح مطار صنعاء وهوا مايرى فيه كثير من المحللين رضى كامل من قيادات النظام السابق عن تحركات الجماعات في هذا التوقيت.
اللجان الشعبية تهزم القاعدة في لودر؟

بالقرب من محطة كهرباء مركزية في الضواحي الجنوبية لمدينة لودر جنوب اليمن يتمترس رجل هو احد أعضاء اللجان الشعبية في العقد الرابع من عمره أعلى تله ترابية صغيرة ممسكاً ببندقية كلاشنكوف ونظراته تجول في المكان الذي شهد مواجهات عنيفة بين عناصر من لجان شعبية ومسلحين من القاعدة طوال أربعة ايام انتهت بفشل محاولة اجتياح كانت تنتوي هذه العناصر تنفيذها ضد مدينة لودر.

وطول أربعة ايام من المعارك برز إلى الواجهة مسمى "اللجان الشعبية" والتي تمكنت من ان تكون القوة العسكرية التي أنهت زخما عاشته القاعدة طوال الشهور الماضية بعد عمليات استهداف واسعة النطاق ناجحة استهدفت مواقع للجيش اليمني وعدة بلدات يمنية كانت تسقط تباعا بيد عناصر هذه الجماعات.

وبخلاف أشهر من الانتصارات التي حققتها عناصر القاعدة في مواجهة الجيش اليمني تمكنت عناصر اللجان الشعبية بمدينة لودر من ان تسجل أول محاولة اجتياح فاشلة تنفذها القاعدة بهدف السيطرة على مدينة يمنية .

فجر الاثنين الماضي شن المئات من مسلحي القاعدة هجوما واسعا النطاق على مدينة لودر وبعد معركة قصيرة تمكن مسلحو الجماعات التي تدعي انتمائها لتنظيم القاعدة من السيطرة على كتيبة تابعة للجيش اليمني واقعة بضواحي المدينة الجنوبية .
مالم يكن بحسبان كثيرين هو صمود المدينة في وجه الجماعات المسلحة وتمكن عناصر لجان شعبية تصدرت صور مسلحيها صور وسائل إعلام عربية وعالمية حيث افشل مسلحو اللجان الشعبية الهجوم الذي شنته عناصر التنظيم المسلح.

من هم أعضاء اللجان الشعبية ؟
في ال 26 اغسطس 2010 أعلن نائب وزير الداخلية في اليمن اللواء الركن صالح حسين الزوعري تطهير مديرية لودر بمحافظة أبين من العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة وقتل مايزيد عن 12 عنصرا من التنظيم الإرهابي حد وصفه.
كان ذلك بعد 6 أيام من سقوط مفاجئ للمدينة بيد مسلحين قالوا أنهم من تنظيم القاعدة عقب معارك دامية خاضوها مع وحدات من الأمن كانت تمر بالأطراف الغربية للمدينة .

.
واثر تلك الأوضاع تداعى شباب المدينة لتشكيل كيان يحفظ للمدينة أمنها وسلامة أهلها وفي أواخر ابريل 2011 ظهر ملتقى شباب لودر بجهود مجموعة من أبناء المدين وتشكلت لجان لحفظ الأمن وتسهيل عمل المرافق الحكومية وحمايتها ومراقبة عمل المرافق الخدمية وحتى الإشراف على أمور تحسين المدينة.

والملفت في هذا الملتقي الانضباط العالي لدى عناصره والهيكلية على أسس فنية تنظيمية محترفة نوعا ما فهم إلى لجانهم المتخصصة لديهم مركز إعلامي متخصص في إنتاج الأناشيد الدينية لرفع معنويات الشباب وكذا كنوع من الرد الفكري الإنشادي على إنتاج الجماعات المسلحة من الخطب والأناشيد.
وكان من صميم عمل اللجان الأمنية تطهر المدينة من عناصر الجماعات المسلحة فكانت هناك سلسلة من الصدامات بين الطرفين مما نتج حالة عداء شديدة وقتلى من الجانبين وكثير من مسلحي الجماعات المسلحة لايزالون معتقلين منذ أشهر في معتقلات خاصة باللجان الشعبية كما ان القائد ورئيس ملتقى شباب لودر توفيق علي الجنيدي الشهير( بحوس) توفى في احد مستشفيات العاصمة نتيجة لإصابته في تفجير أدى إلى مقتل احد مرافقيه كان من تنفيذ الجماعات المسلحة.

وفي المعركة الأخيرة التي خاضوها بداية بأسلحتهم الشخصية حسب إفادة مصادر لوكالات اأنباء نجحوا في صد هجوم تلك الجماعات بل واستعادوا منهم الأسلحة الثقيلة التي استولوا عليها من الكتيبة المرابطة جوار الكهرباء

سر الصمود والنجاح
يعزي كثير من المراقبين نجاح شباب اللجان في التغلب على الجماعات إلى الدعم الكبير لكل سكان المدينة للجان كنتيجة لتجربة مريرة عن نتائج السماح للجماعات المسلحة بالتحرك بحرية والسيطرة على أمور المدينة حيث نزح الآلاف من أبناء المدينة وتم تدمير الكثير من المنشاءت والمباني والأملاك الخاصة كنتيجة لضربات الجيش ردا على الجماعات المسلحة التي تطلق النار من وسط المدينة.

2 كثير من الوجوه البارزة في اللجان الشعبية ينتمون إلى الجانب السلفي ويأخذون المسألة كواجب ديني إلى جانب كل ماذكر إلى جانب أنها صدرت بهم قائمة من قبل الجماعات المسلحة كمطلوبين للقتل وهو مايعني انه حتى في حالت دخلت تلك الجماعات دون مقاومتهم فسيذبحون حد رأي مراقبون للأمر.

3 التفاف القبائل حول شباب الملتقى وخصوصا بعد صمودهم الأسطوري في ساعات المعركة الأولى واستردادهم لأسلحة الجيش المنهوبة.
4 ويرى مراقبون بان هناك عامل حاسم ايضا في نجاح الملتقى حتى في معارك كانت قبل المعركة الأخيرة وهو التنسيق الوثيق بين الملتقى وقيادة اللواء111 في جميع الأمور بشكل يصل حد التناغم والتماهي في دور واحد.

ما هو الوضع الذي تشكل بعد المعركة؟
بعد المعركة تشكل وضع جيو سياسي ضاغط على تطلعات الجماعات المسلحة لحكم مديريات المنطقة الوسطى حسب رأي مراقبون وتشكلت عدة معطيات تنبئ عن صعوبة عودة الجماعات المسلحة للسيطرة على الوضع هناك من تلك المعطيات:
الانتصار الأخير بلودر فرض ثقل للمدينة ولجانها والقبائل المحيطة بها وكل منطقة دثينة حتى درجة ان هناك اتجاه بتسمية لودر عاصمة لمحافظة أبين بدلا عن زنجبار هومايعني تكون وضع عام في تلك المناطق يتسم بارتفاع الروح المعنوية والحقد الشديد على الجماعات المسلحة بفعل القتلى مؤخرا.

وفي منطقة مودية منطقة نفوذ قبائل المياسر وال حسنة الذين كانوا يريدون إي تحرك للمنطق الأخرى ليضغطوا هم على تحركات تلك الجماعات والذين يمرون بعداء مستحكم معها بفعل قتلى كثر من الجانبين في هجمات سابقة جرت يعلمها الكل.

أما الجديد فيراه المحللون في أراضي ال فضل الداعم البشري والقبلي سابقا لتلك الجماعات فبعد الاجتماع الأخير لمشائخ ال فضل يبدو أنهم قد حددوا معسكرهم مع الطرف المضاد لهذه الجماعات المسلحة.

ونتيجة لهذه المعطيات يرى مراقبون انه لايقتصر الانتصار الأخير على استبعاد خضوع مديريات المنطقة الوسطى للجماعات بل سيشكل بداية النهاية لتلك الجماعات حتى في معاقلها بجعار وزنجبار في حال ما استثمر مناوئو هذه الجماعات الانتصار الذي حققته لودر.
المزيد
تقرير / فهد البرشاء
من منا لا يعرف شيخ الشهداء توفيق علي منصور الجنيدي المكنى ب( حوّس), الرجل الذي أنبعث من البساطة والتلقائية ومن بين الكادحين المجدين الذين حفروا بأناملهم الصخر وشقها بأظافره ليكسب قوته وقوت أسرته دون أن يسأل الناس إلحافا أو يدنس( كفه ) بمدها لمن لايكترثون بحاجة الناس أو معاناتهم..
رجل أشهر من نار على علم, ولكن ليس بالمناصب أو الجاه أو السلطان أو ( البلطجة) أو التعالي أو الغرور أو التكبر, وإنما شهرته نبعت من حبه لمدينته وأهله ومحافظته رغم بساطته ورغم انحداره من أسرته بسيطة جدا ومتواضعة لم تشتهر بالمال أو السلطان..
في حواري مديرية لودر ترعرع وبين دورها وأزقتها (شب) ومنها أستقى حبها وأرتشف عشقها وأخلص لها, ولم يكن يعلم وهو ينمو وربيعات العمر تمضي به أن يكون ذلك الرجل الذي يُشار إليه بالبنان ويصبح حديث الناس في حلهم وترحالهم في محافظة أبين خصوصا واليمن عموما بل وحتى في بعض البلدان العربية التي ذاع فيها صيته..
الرجل الذي كان بائعا (للفواكه) في سوق لودر والذي أشتهر بالصدق والأمانة ودماثة الأخلاق وحُسن السجايا وطيب المعشر والتعامل مع الكل دون استثناء أكان في تعامله في البيع أو الشراء أو في الحياة الشخصية والعامة مع الآخرين, غداء بين (عشية) وضحاها (المنقذ) بعد الله لمدينة كانت على شفير الهلاك والفوضى والعبثية واللا أمن واللا أمان واللا استقرار من قبل من حاولوا أن يجعلوا منها ساحة لتصفية الحسابات ومسرح تمارس فيه الجريمة بكل أنواعها وفي أبشع صورها..
قالوا عنه !!
يقول عنه الشيخ/ حسن غالب أحد الشباب الذين عاشروه ( لقد عرفته قبل أن يكون قائدا للجان الشعبية جوادا كريما يفرح بضيوفه ويحتفي بهم ولا يبالي أكانوا صغارا أم كبار, فالضيوف عنده ذا مقام واحد في المنزلة والكرم..
ويضيف : أتذكر مرة ( خطبت ) للجمعة فأخذني أنا وأحد الشباب إلى منزلة للغداء وحين أكملنا غدائنا لم يكتفي بهذا بل فاجئنا ونحن خارجون من المنزل بوضعه للفواكه في جيوبنا لنأكلها في الطريق أثناء عودتنا..
ويردف عنه حسن قائلا: لم يكن يبالي بحياته أو يكترث بها, ولم يخف قط أو يرتهب من شيء فحين كان قائدا للجان الشعبية بلودر كان يسير في سوق لودر دون حراسة أو رفاق, وهذا نابع من ثقته بالله وإيمانه المطلق بإن الله هو من يقبض الأرواح وهو من يمدها في العمر..
ملك الشجاعة فهي طوع زمامه ** ولغيره جُمحت وليست تركبُ
ويكمل بالقول: كان الشهيد حوّس يعول الكثير من الأسر سرا ويصرف عليها دون أن تعلم أن من يعوّلها حوس فكانت (تقتات) دون أن تدري عن مصدر هذا, وحينما توفاه الله وانقطعت عنهم أدركوا أن للشهيد حوّس صلة بهذا وأنه هو العائل لهم..
ويختتم حسن حديثه: لقد رأيته بعد مماته بأيام والناس يقولون جنازة (حوّس) هناء في هذه الغرفة أدخل عليه, فلما دخلت عليه وهو ممدد فقبلته سبع (قبلات) على جبينه فأستوى جالسا, فقلت ألست قد مت ؟ فقال لي بالحرف الواحد ( لاتحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)..
ويقول أيضا الأستاذ/ جهاد حفيظ عنه ( نتوقف اليوم عند شخصية ذات كريزما فريدة وقيادي بالفطرة عرفته إنسان وأخا صغير لي, كان ذو فطنة غير عادية يحب إصلاح ذات البين وكان إجتماعيا بإمتياز, بارزا بين اقرانه كونه يتقدم الإعمال الخيرية إخلاصا وتفان, لا أجد أناملي تقودني إلى أعذب المعاني والكلمات في حق شخصية تناسى له الكثيرين في زمن تندر فيه تلك الهامات الشامخة حين تأفل مثل هكذا شخصية بحجم (حوس)..
ويضيف : وحين شقينا الطريق سويا مع رفاقنا البواسل وتشكيل اللجان الشعبية في لودر الباسلة برزت شخصية هذا الفذ من الرجال جليا بين زملاؤه حيث كان أكثر حكمة وقياديا من الطراز الأول رغم تحصيله العلمي المتوسط ولكنه انتشل أوضاع لودر من الحضيض مع رفاقه المغاوير وكان مناضلا مخلصا لوجه الله ومقداما لا يخاف في الله لومة لائم..
وأردف : كان يتقدم الصفوف فدائيا ومقاتلا بلا هوادة , ورؤوف رحيما مع المستضعفين والفقراء على فرشة الغبار التي كان يتملكها في سوق لودر , ولم يكن يطمع إلى مناصب أو مكاسب في دنيا فانية..
وأختتم : مات واستشهد واقفا عل رجليه كشجرة النخيل الشامخة في كبد السماء, ولن يصل في مواقفه الرجولية إلا أولئك الأفذاذ من الرجال..

اللجان .. الفكرة والطموح
وماقيل في شخص الشيخ توفيق (حوّس) من كلام أثلج الصدور وأسر الأفئدة والألباب كإنسان عاش بين البسطاء وأنبعث من أوساطهم ربما لم يقل في أحد قبله ولن يقال طالما والرجل أمتلك صفات الإنسانية قبل القيادية هو من جعل الأنظار تتجه صوبه وتضعه في أعلى مراتب التقدير والاحترام من قبل الكل دون استثناء, ودون أن يعلموا أن الأقدار تخفي في طياتها لهذا الرجل مسئولية تحمّل أمن وأمان المدينة وسكينتها واستقرارها, وأنه سيغدو بفعل المستجدات التي طرأت على السطح هو المرشح الوحيد ليقود تلك المرحلة التي غدت اليوم علامة فارقة على مستوى اليمن خصوصا بل والوطن العربي عموما..
وفعلا مضت الأيام وحب الرجل يكبر في قلوب الناس وينمو مع ربيعات العمر حتى أتت اللحظة الحاسمة التي أجبر الاقتتال والاحتراب بين أنصار الشريعة وأفراد الجيش الآلاف من أبناء لودر (نساء ورجالا وأطفال وشيوخ ) على مغادرة المدينة تحت قوة السلاح واحتدام الصراع وذهاب الضحايا من أبناء لودر الذين لا ناقة لهم ولاجمل في هذا الصراع وهذه السياسية القذرة التي يدفع ضريبة همجيتها البسطاء..
وقد رأينا في تلك الأحداث المؤلمة والمبكية التي أدمعت القلوب قبل العيون في ال18/8/2010م وتحديدا في شهر رمضان للعام1431ه حينما احتدم الصراع ونزح معظم أبناء المدينة وتفرقوا بين قرى ومناطق المنطقة الوسطى هربا من الموت والمشاكل المصطنعة التي أوجدت تلك الأطراف المتنازعة في المدينة..
ومن هناء وبعد أن ذاق الأهالي مرارة النزوح وتشردوا عن مدينتهم جاءت فكرة إنشاء ملتقى شباب لودر أو (اللجان الشعبية) كعمل طوعي (خدمي) يرمي في المقام الأول والأخير لخدمة المدينة وحفظ الأمن والأمان وتجنبيها أي صراعات مع أي طرف أكان حكومي أو قبلي أو من كان هجوم أو فوضى قد تحدثها تلك النزاعات التي كانت تحدث بين الفينة والأخرى..
فقرر مجموعة من الشباب والوجهاء في المدينة وعلى رأسهم شيخ الشهداء (توفيق حوّس) أن ينشئوا هذه اللجان للقيام بحماية المدينة وإصلاح أوضاعها ومراقبة كل المستجدات فيها بل وتسيير شؤونها بعد أن فقدت الدولة هيبتها فيها آنذاك ولم يعد لها أي وجود خصوصا بعد أحداث العام2011م ..
ونجح الشيخ توفيق حوّس وبمعيته الشرفاء من أبناء المدينة في إقامة هذا الملتقى الشبابي العملاق والسير به نحو النجاح بخطى واثقة وقوية وبمراحل متدرجة ابتدأت بتطهير المدينة من العناصر المسلحة وجليها تماما من حواري وأزقة لودر لتغدوا لودر في ال25-7-2011م خالية تماما من العناصر المسلحة بعد أن قام الشيخ حوّس والشباب المتطوعين بمداهمات لعدد من الأوكار التي كان يختبئ فيها المسلحون.
حوّس .. والفجيعة
وظل الشيخ توفيق يصول ويجول في المدينة ويسهر على حمايتها ورعايتها ليل نهار من خلال إقامة مناوبات ليلة وحراسة لمداخل ومخارج المدينة في تناوب وتناغم ونسيج شبابي وإنساني أعطى المدينة رونقا وطابعا أمنيا كبير شعر به المواطنون وكل الزائرين لها..
ولعل الجميل في الشيخ توفيق أنه كان ذا حس فكاهي وكوميدي أضاف طابعا مسليا على الملتقى (ورغّب) الكثيرين في الالتحاق به, بل وأزداد حب توفيق حوّس في قلوب الكل لبساطته وإنسانيته ودماثة أخلاقه وحُسن سجاياه..
إلا أن القوى الظلامية لم ترد أن تكتمل فرحة لودر, ولم ترد لهذا الرجل أن يهنئ بحياته أو يكمل مشوار الأمن والأمان والاستقرار الذي بدائه والذي عاد بإيجابية لم تعهدها أي مدينة قبل, خصوصا أن أبناءه هم الحماة, وهم الحصن والحصين والدرع المتين الذي تحتمي خلف أسواره المدينة..فكانت الفاجعة التي حلت بساحة أبناء لودر والتي كان من المتوقع أن تحدث في أي لحظة لكن لم يكن الكل يريدها أن تحدث على الإطلاق..
ففي تاريخ 2-12-2011م وتحديدا فجر يوم الجمعة وبينما كان الشيخ توفيق ذاهبا للمسجد برفقة حارسه الشخصي علي حوشان (أنفجرت) فيه عبوه (ناسفة) زُرعت له ليصاب هو ويقضي نحبه حارسه (حوشان), ونقل الشيخ توفيق إلى البيضاء ثم إلى صنعاء لخطورة حالته الصحية ومكث ثلاثة أيام ليكون يوم الاثنين الموافق ال5-12-2011م هو اليوم الذي مُنيت فيه لودر بخسارة عظيمة وجسيمة تزلزلت لها الأبدان وذرفت من هولها الأجفان وبكت القلوب دماء واكتوت بنار الحسرة والحزن والألم..
وأدرك الكل أنه رحل وفاضت روحه إلى بارئها ليتركه خلفه أم ثكلى تندبه, وزوجه تنوحه , أطفالا يشكون البين والفراق ولوعة الحرمان من أبيهم الذي كان الحضن الدافئ والصدر الحنون واليد الحانية التي تدقدق عليهم من حنان الأبوّة, لتبدأ مع رحيله رحلة العناء لأسرته التي كان هو الراعي والكفيل لها بعد الله جل في علاه, وتبدأ فصول التجاهل والإهمال من قبل الكل لرجل كان نقطة التحول والبداية لحياة فضلى لمحافظة بأسرها..
بداية معاناة أسرته بعد رحيله
ورغم هذا كله, ورغم كل ما قدمه للودر خاصة ولأبين عامة, ورغم التضحيات الجسام التي قدمها الرجل, ورغم أنه يعد المؤسس الأول والقائد الأول للجان الشعبية في لودر التي خاضت حروب عده مع العناصر المسلحة أنتهت بنصر مؤزر وامتدت هذه النجاحات والانتصارات للمحافظة التي كانت أيضا تحت وطأة المسلحين, لتنتصر أبين وتستمد نصرها من لودر البطولة ومن روح الشهيد توفيق حوس..
رغم هذا كله كما أسلفنا لم يحصل الشهيد على أبسط حقوقه ومستحقاته أسوة بباقي القيادات في اللجان الشعبية الذي لحقوا به, ولم يكترث أحد بأسرته ولم يلتفتوا لها على الإطلاق, إلا (بفتات) لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يليق بقائد (فذ) قد الغالي والنفيس لأجله مدينته, بل وقدم روحه ودمه فداء لها..
لتغدوا تلك الوعود التي تلقتها أسرة الشهيد من رئيس الجهورية ووزير الدفاع السابق محمد ناصر مجرد (حبرا) على ورق محتها الأيام السنين, ووعود أشبه بوعود( عرقوب), ولم تعطى له تلك الدرجة التي وعدوه بها (كقيادي) وإحالة راتبه للبريد كرمز ناضل من أجل الأمن والأمان, وكمؤسس لكيان شعبي حقق الانتصارات تلو الانتصارات, لتظل أسرته ومنذ وفاته تستلم هذا (الفتات) من اللجان الشعبية بلودر..
بل الأدهى والأمر والمؤلم في ذات الوقت أن التكريم الذي حظي به أبطال ( ملحمة السيوف الذهبية) في محافظة أبين تجاهل كليا الشهيد (حوّس) ولم يعر أسرته أي اهتمام أو (يلتفت) إليهم ويوليهم شيء من هذا التكريم الهش الركيك الذي فقد رونقه وجمالياته حينما تجاهل هامة قيادية قدمت الكثير للمحافظة وأسست البنية التحتية والقواعد القويمة لهذا الكيان الشعبي الهام جدا والذي غدى اليوم كيان معترف به في حفظ الأمن والأمان..
مناشدة
أسرته التي قوامها 3أناث وذكر وهو علي الذي لم يتجاوز بعد ربيعه الثامن وزوجته وأمه لا تطالب بالكثير ولاتريد أكثر مما تحتاجه أي أسره قدمت أغلى ما تملك من أجل أن ينعم الكل بالسكينة والأمان وراحة البال, ولا ترجو ممن (لايخافون) الله خيرا أو فائدة أو عائد, وإنما حلمهم أن لا يغدو هذا الرجل في خبر كان ومجرد (ذكرى) لفها النسيان, ولم يعد أحد يذكر منها شيء , رغم أن ما ينعمون به من جاه وسلطان ونعيم واستقرار هو بعد فضل الله جل في علاه يعود لهذا الرجل ولحنكته وصلابته وأمانته ونزاهته..
أسرته تناشد رئاسة الجمهورية ووزير الدفاع محمود الصبيحي أن يمنحوا الشهيد حوّس الدرجة التي يستحقها في اقرب وقت ممكن وأن تحظى أسرته بحقوقه التي ضاعت في (تلابيب) النسيان والتجاهل واللامبالاة..
وهي فرصة أجدها لأوجه رسالة لكل الخيرين في لودر الأبية من قادة اللجان والسلطة المحلية فيها وكذلك محافظ المحافظ وقائد اللجان بأبين عبداللطيف السيد أن يلتفتوا إلى أسرة الشهيد حوّس وأن يعيروها شيء من الاهتمام, ليس من قبيل الصدقة أو الشفقة ولكن من منطلق الخير الذي قدمه للمدينة وللمحافظة عموما, وأن يسعوا لتحسين وضعه المادي والأسري وإعطاءه ما يجب أن يعطى له كقائد منحهم روحه ودمه..
فذكرى أستشهاده تمر سنة تلو الأخرى وكأنها يوما عابرا لا يمثل للودر وأهلها أي شيء, وكأن الذي رحل مجرد رجل على الهامش لم يبذل الغالي والنفيس لمدينته وأهلها..
تذكروا جميعا أنكم ستقفون بين يدي الله وستحاجكم دماء من تجاهلتم ذويها ولم تلقوا لها بالا أو إهتمام..
أتمنى أن تجد مناشدة أسرة الشهيد قلوبا ( لينة) وأفئدة ( رقيقة) وآذان لا تضع في أحداها طين والأخرى عجين كي لا تسمع أو تعي ما يدور..
منزل الشهيد حوس وسط مدينة لودر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.