شخصياً كنت أكثر من ينتقد تصرفات بعض أبناء يافع وتباهيهم بما تُقدمه يافع في سبيل الثورة ، ذلك أنها لم تُقدم ما قدمته لتنال مقابله مصلحة شخصية بقدر ما كان همها وطن ، كتبت عن ذلك في أعداد سابقة في صفحتي (على المكشوف) وعلى الفيسبوك ، وهُوجمت حينها من قبل أبناء يافع وكِيلت لي أبشع الاتهامات ، لكني لم أُعير ذلك اهتمام طالما وأني لم اتجاوز حدود النقد فيما هو حق ، كذلك لم نُعترض يوماً ما على انتقاد الآخرين ليافع طالما ونحن مؤمنين بإيجابية الانتقاد البناء ، لكن ما طرأ في الآونة الأخيرة تعدى حدود النقد إلى القدح في يافع . سأتكلم هنا وأُقسم بالله العظيم أنني لا أتكلم هذا من باب المناطقية فأنا أشد مقتاً من غيري للمناطقية ، ولكن هي كلمة وجب قولها خوفاً على ثورة الجنوب ، إن حادت يافع عن الثورة فتلك هي الضربة التي ستقصم ظهر الثورة . يا أبناء الجنوب الأحرار يا من تُرابطون في الساحات هو ندائي لكم قبل غيركم ، وأنتم تعلمون ماذا قدمت يافع وما تُقدمه وما ستُقدمه مستقبلاً هو ندائي لكم دافعوا عن يافع لا تسمحوا لمراهقي السياسة ومرضاها أن ينالوا منها . يافع هي سند الجنوب ودعامته التي لا يقوى على الوقوف إلا بها فدافعوا عنها يا أبناء الجنوب الأحرار ، ذودوا عنها كذودكم عن ثورتكم ، إياكم ثم إياكم أن تتخاذلوا بحق من يتعرض لها بسوء . يافع هي من تقدم مشائخها وسلاطينها وأبنائها الثورة ولأجلها بذلوا الغالي والرخيص ، وكل يافع تهون لأجل الجنوب ، ولكن يجب أن تكونوا منصفين في حالة واحدة وهي أن تُلجموا من يفتح فاه بسوء تجاه يافع . يافع هي من خاضت ذات زمن حرب ضد الزيود في عقر دارهم وفي مناطق حكمهم ونفوذهم زحفت بجيوشها إلى صنعاء ، وحاصرت حينذاك الدولة الزيدية في عاصمتها ولا زالت العبارة التاريخية تدوي حتى يومنا هذا (اليافعي رطل والزيدي وقية) للدلالة على علو اليافعي ومعه الجنوبي على كل اليمن ، كل هذا للدفاع عن الجنوب من كيد مهاجمة الزيود له . يافع هي من امتدت يدها إلى كل شبر جنوبي ، في التاريخ خاضت معارك دموية ضد الزيود حرّكت جيوشها بإتجاه حضرموت وخاضت فيها حرباً ضروساً حتى دحرت الزيود ، في عدن أيضاً وفي لحج فعلت أيضاً كذلك في الشعيب والضالع وشبوة ما من شبر في الجنوب إلا وكان لرجالات يافع فيه بصمة ، وما من تراب جنوبية إلا وارتوت بدماء أبناء يافع ، لا نقول هذا من باب التفاخر وإنما هو للقول بأن يافع هي سند الجنوب ودعامته وركنه الركين ، وأنها في كل زمن ستحمل هم الدفاع عن الجنوب على كاهلها . يافع هي من قال عنها أئمة الدولة الزيدية المتوكلية (لولا يافع ما همينا الشوافع) ، يافع هي من قال عنها المخلوع علي عفاش حين صدق وهو الكذوب (يافع شوكة الميزان) بمعنى إلى أي إتجاه مالت رجحت ما مالت إليه ، يافع هي من قال عليها السلطان طارق الفضلي سلطان آل فضل (لولا يافع لكانت الثورة في مهب الريح) ، يافع هي من قال عنها كل الكتاب والاعلاميين والساسة الجنوبيين لو أن كل قبائل الجنوب مثل يافع لنال الجنوب حريته منذُ زمن . بعض المرجفين في الثورة يُشيعوا الشائعات بأن يافع تتطلع للسيطرة على الجنوب وبأنها مُقابل ما تُقدمه تهدف لحكم الجنوب ، يستدلون في هذا على تاريخ يافع ، فحينذاك ما دخلت منطقة للدفاع عنها إلا وحكمتها فيما بعد ، أقامت سلطنة في عدن وأقامت سلطنة في لحج وأقامت سلطنة في حضرموت وحتى في الهند أقامت فيها إمارة في حيدر اباد ، لهذا استدلالاتهم بأن ما تُقدمه يافع في حاضرها وكأنه امتداد لما كانت تُقدمه في ماضيها الحكم مقابل النجدة والغوث ..؟ هي كلمة وخاتمة يا أبناء الجنوب أليس فيكم رجل رشيد ..؟ دافعوا عن يافع ففي هذا دفاع عن ثورتكم .