نجيب محمد يابلي ظاهرة الاستعمار الداخلي ظاهرة تاريخية بارزة، وما تاريخ الجزيرة العربية إلا صورة من تلك الظاهرة في التاريخ، وهي نظرية المؤرخ البريطاني والعالمي البارز ارنولد توينبي، وحررت في مجلداته الثلاثة الضخمة (A STUDY OF HISTORY). ومسألة الوحدة السلمية هي اكذوبة كبرى لأن المجتمع في هذه البلاد ليس نسيجاً واحداً، والدليل على ذلك أن قبيلة حاشد رسخت مكانتها بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م بأنها الوريث الشرعي لحكم الإمامة، والدليل على ذلك أيضا أن شيوخ قبائل حاشد يتقدمهم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر يمتلكون اراض شاسعة في عموم محافظات (أو ألوية) الجمهورية العربية اليمنية أو كل مستعمرات الحديدة وتعز وإب والبيضاء (وحجة وصعدة إلى حد ما) والتاريخ هناك أو هنا على مستوى القبائل هو تاريخ قائم على الكر والفر والتوسع والانحسار ويحكمه الانتصار أو الاندحار، ولن نفلح الا إذا وضعنا النقاط على الحروف ونسمي الأمور بمسمياتها ونتبع الأمانة والصدق، وهما ابرز صفتين تحلى بهما الحبيب المصطفى, صلوات ربي وسلامه عليه. سجل الجنوب مجلدا ضخما للأوضاع السيئة والبشعة للمنتصر الوضيع في حرب صيف 1994م – حرب الشمال على الجنوب، ولم تكن تلك الحرب حرباً عقائدية أو وطنية وان افتى بشرعيتها ملتحون، فإنهم من اصحاب الدرك الأسفل من النار, فالوثائق (الكتب المدعمة بالوثائق) والحقائق ومنها كتابا د. حسين مثنى العاقل والعميد علي شنظور، وهناك فصول وفصول متعددة متنوعة منها ذات علاقة بالأراضي التي نهبت والثروات التي سلبت والوكالات النفطية لمتنفذين في حاشد وسنحان واساطيل نقل النفط والغاز وكلها لأسر قبلية متنفذة وعقود الكهرباء وعقود اصلاحات ما خربه مرتزقة متعاقدون مع حيتان حاشد وسنحان والتي استهدفت ابراج الكهرباء وانابيب النفط، وكلها اعمال متفق عليها، فالدولة هي مصدر النهب، والدولة هي مصدر القتل والسحل، وهي مصدر الفوضى الخلاقة وهي مصدر التفخيخات وهي مصدر الدراجات النارية التي استهدفت جنوبيين، وخاصة في السنوات الثلاث الأخيرة وكانت بمعدل يومي أو كل يومين، ويتزامن مع قيام ما سميت بثورة الشباب في الجمهورية العربية اليمنية ومع ما سمي بمؤتمر الحوار الوطني الشامل وفي رواية أخرى الحوار البترودولاري، ومع مهزلة ما تسمى حكومة الوفاق الوطني التي شكلت ذر رماد على عيون الرأي العام العالمي، أما الجنوب فان اللعبة لم تنطل عليه بأن رئيس الجمهورية ووزير الخارجية ووزير الدفاع من الجنوب، والعبوا غيرها يا حيتان حاشد وسنحان!. شهد الجنوب في الفترة اللاحقة ل7 يوليو 1994م العفن الصيت والنتن الذكر الذي لم يكن ليتحقق لحيتان حاشد وسنحان لولا مشاركة جيش جنوبي في المعارك، وقد قدمهم علي عبدالله صالح بعد الحرب وذلك في قاعة فرع وزارة التجارة والصناعة بعدن عندما نادى القادة الجنوبيين فرداً فرداً وبعد ان وقفوا قال صالح للحضور: هؤلاء هم الذين دخلوا الجنوب. وكما اسلفت ان الجنوب شهد مجازر في معظم مناطقه وارتكب تلك المجازر رعاديد عسكريون في حيتان حاشد وسنحان تواروا عن الأنظار تماماً عند دخول قوات أسياسي افورقي في 15 ديسمبر 1994م وتحداهم للنزال في ارخبيل حنيش، لكنهم ردوا عليه بأنهم سيلجؤون للحكمة اليمانية، وهذا هو ديدنهم صناديد أمام مبنى "الأيام" فجر 5 يناير 2010م , ورعاديد أمام قوات افورقي في ارخبيل حنيش في 15 ديسمبر 1995م. انصح اخواني الجنوبيين بأن يقرؤوا التاريخ ليأخذوا عبراً ودروساً مما حدث في مجازر في معظم مناطق الجنوب وآخرها مجزرة الضالع التي قام بها المدعو عبدالله ضبعان, قائد لواء الاحتلال (33) وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ففي هبات الاستعمار لنظام صنعاء اقتطع هذه الجزئية من كتاب (تاريخ حضرموت السياسي – الجزء الثاني) لمؤلفه صلاح البكري اليافعي (ص 35): توسط السلطان غالب بالصلح بين يافع وإمام اليمن في سنة 1337م. هجم الزيود وعددهم 3000 رجل على الشعيب لاستردادها من ايدي يافع, ولم يكن فيها أحد من يافع سوى سكانها الاصليين, فاجتمعت يافع في البلاد السفلى لإخراج الزيود ولكنهم تنازعوا ففشلوا ولم يذهب منهم إلى الشعيب غير 800 فقط فثارت الحرب واندحرت يافع, والتجؤوا الى القزعة وتحصنوا فيها, ولكن الزيود احاطوا بهم وقطعوا عنهم الماء والقوت ستة أيام, وأطلقوا عليهم المدفع فهدموا الحصون وأسروا (13) شخصاً من يافع ثم قتلوهم في السجن وكان عدد القتلى من يافع (350) ومن الزيود (400)، وقد استفحل الخلاف بين الفريقين وأخذ يافع يتجمعون لاسترداد الشعيب وبدأت المناوشات بين الطرفين ثم أرسل السلطان غالب بن عوض القعيطي وزيره السيد حسين حامد المحضار وجماعة من كبار يافع بالتبادر للإصلاح بين يافع والإمام يحيى، وأعطاه عشرين الف ريال، وكان السيد حسين حامد مندوباً في الصلح عن حكومة القعيطي وعن والي عدن الذي اعطاه عشرين الف ريال في مقابل مصاريف ذهابه إلى يافع وإلى اليمن، واستطاع السيد حسين حامد المحضار بدهائه وسياسته أن يرضي الطرفين بالتي هي أحسن ويقيم بينها صلحاً لمدة 12 سنة. هل استقرأتم من ذلك أن ضبعان لا يقل وضاعة عن جدوده الذين قطعوا الماء والطعام عن المقاتلين مدة ستة أيام وبعد ذلك خربوا الحصون بالمدافع؟!. هل استقرأتم أن الجنوب جنوب وان الشمال شمال وان الاستعمار استعمار لكنه استعمار متخلف بربري عنصري ينهب ارضك وثروتك ويقصيك من كل فرص التمتع بالخيرات، وافساح الفرص أمام اولادك للعمل والعلم في جامعات الغرب التي اصبحت حكراً على أولادهم فقط..! صح النوم أيها الجنوبيون!. المركزي الاعلامي الجنوبي