برعت الحكومات والسلطات الحاكمة في تسخير ابواقها الاعلامية بتبني سياسات اعلامية وتروجيه عدائية تجاه احزاب او تنظيمات او فئات او حتى دول عندما تختلف معها في الرأي او التوجه خلال مرحلة معينة ، فتطلق حملاتها في أذان الشعوب بهدف كسب تأييدها فيما تنوى فعله ضد المناهضين لتوجهها والذي قد يتجاوز كل الحدود بسبب تفاقم الخلافات وتأجيجها بالسياسات الاعلامية. وفي حالات كثيرة وخصوصاً بعد انجلاء الخلافات او مرور فترة زمنية ، تتراجع الحكومات والسلطات الحاكمة عما كان سابقاً فتتبنى سياسة جديدة تجميليه فتطلق ابواقها مجدداً بهدف عكس تأثيرات الحملات العدائية السابقة متوقعة ان الشعوب ستمسح صفحات ذاكرتها السابقة وتبدأ بانتهاج مواقف تأييديه للسياسة الجديدة ، ولكن هذا لا يحدث فعلاً. فالشعوب لا تنسى بسهولة ، وتظل تختزن بذاكرتها مختزنة الكراهية التي خزنت فيها ، بل وقد يصل بها الامر الى الدفاع باستماته عن صحة تلك الذاكرة ان احدثت اضرار مادية ومعنوية للشعوب ، تتفاقم تلك الكراهية وتتباين حدتها بصورة عكسية مع الزمن و تعاقب الاجيال ، ولكنها تبلغ اقصاها عندما تتلقى الاجيال سياسة الكراهية في سن الطفولة حيث تخزن في مواقع عميقة ويجرى تحفيزها لفترات قادمة ، ولهذا يصبح من الصعب اصلاح ما قد خربته الكراهية في نفوس الاجيال . ان انتهاج سياسة الكراهية يصبح وبالاً على السلطات الحاكمة ووبالاً اشد على الشعوب والاجيال لأنه يحدث خلافات وتباينات بين الاجيال نفسها والتي تعيش في ذات المرحلة. فإن كنا ننوي فعلاً بناء وطن للجميع ، فعلينا اليوم نبذ سياسة الكراهية والتخوين والترويج لها وتحريمها بين صفوفنا ابتداء من الحكومات ووسائل اعلامها في المقام الاول ويجب الاستمرار بهذا النهج لثلاثة اجيال لاحقة دونما اخلال. ما لم نفعل هذا وألان ، فإن سهم الكراهية ان أنطلق فإنه لا محالة سيصيبنا في مقتل. لؤي أحمد علي 10 ديسمبر 2014