لا أحب دائما ان أكون من المحبطين للجماهير وأسعى دائما لبث روح المعنوية التفاؤلية عند ألناس ، بل احاول قدر ما أستطعت أن أحيي بعض القلوب التي يأست وتعبت من المضي نحو المجهول الغير معلوم واحاول جاهدا أن اقنعهم بالصبر ودائما ما اقول لهم أن القادم أجمل والأمور تبشر بخير ، لا أدري هل كنت بكل تلك العبارات التي أرددها على مسامع من هم حولي قدا أصبت أم انني ساعدتهم بالمضي قدما نحو السراب ، الجدير ذكره وما يرهقني أنني وصلت وغيري الكثير من الجنوبيين إلى قناعة تامة بأننا نمشي ولا ندري إلى أين .؟ لا ندري ماهو مستقبلنا .؟ وما هي ثمار ثورتنا حتى اليوم .؟ تأتي الفعالية وتتلوها فعالية أخرى لا نرى سوى إحتشاد هنا أو هناك وشهداء أبرار يقدمون أرواحهم فداء للوطن هنا وهناك ولكن بعد كل ذلك تنتهي تلكم الفعاليات دون تحقيق أي مكسب بل نمضي بدوامة أشبه بالمثل القائل ( محلك سر ) . أكثر ما يثير سخطي وإستيائي هو عدم وجود المشروع الذي يقنع الناس بإننا فعلا نمتلك قضية عادلة ونسعى لحلها وإقتناص الفرص لفرض نجاحها على الأرض ، المعروف للجميع أنها مرت الكثير من الفرص التي كان من الممكن للقادة الجنوبيين إن كان فعلا هناك قادة لإقتناصها ولا زالت إلى اليوم بعضها سانحة ولكن أغلب من هم يسمون أنفسهم قادة الحراك ينتظرون أن تأتيهم الفرص و الحلول الى مخادهم مدججة بالدعم الخارجي والتبني الدولي وهذا هو والله السراب الذي يبيعوه لنا ولأنفسهم بعينه. لا يمكن لأي مشروع ثوري على وجه الأرض أن ينمو ويبدء النجاح مالم يكن هناك تطبيق تدريجي له على أرض الواقع ولن يأتي الدعم الدولي الذي يمنون أنفسهم به إلا بفرض الحلول وإجبار العالم على ان هناك شعب ثائر يريد ان يدير شؤن نفسه بنفسه ولديه قيادة موحدة على الأرض تفرض مشروعها على الرقعة الجغرافية التي تسكنها ما أستطاعت . من من قيادات الحراك على مدى كل هذه السنوات سعى للإصلاح بين الناس وأظهر لنا مشروعا تفصيليا واضحا ذات مراحل وخطط معلومة ومدروسة ومخطط واضح المعالم لتسيير حياتنا اليومية في هذه الأيام وحياتنا بعد الإستقلال إن تم ، حتى الآن لا يوجد ذلك للأسف . على النقيض من ذلك تماما صراخ وهتافات من على المنصات وبيع للسراب والوهم لا أكثر من ذلك ، يجتمع أحدهم هنا أو هناك بدعم من جهة ما وسرعان ما ينتهي من إجتماعه دون فائدة ولكنه سرعان ما يخرج لوسائل الإعلام ليصرح للناس بإنه فعل وفعل وأن الأيام القادمة ستشهد تقدما في القضية ، يكذب وهو يعلم انه يكذب ولكنه يسوق للناس الوهم حتى لا يقولوا عنه ماذا فعلت في ذلك الإجتماع . منذ 2009 إبتدئت المؤتمرات التي تتبنى الحلول للقضية وأنتظر الناس على أحر من الجمر بوادر تلك المؤتمرات ولكن دون فائدة من كل تلك الإجتماعات، تلك المؤتمرات كان يحظرها أشخاص ذات ثقل إجتماعي وسياسي عند الناس ويتبنون مشاريع رنانة ينتظرها المواطن المسكين وهو لا يدري أنهم يبيعون له الوهم والسراب ، يوقع ذلك النفر على إلتزام "ما" بمؤتمر "ما" وتمضي الأيام ونراه نفس الشخص بمشروع آخر يوقع ويلتزم بمواثيق أخرى دون أي حيا منه او تقدير لمشاعر الناس التي تنتظر نجاح توقيعه وإلتزامه الأول ، يفعل ذلك دون رادع من ضمير أو سلطة من راع يوقفه عند حده بل يكون كالسلعة لمن يدعوه ويدفع عنه تذاكر الطيران ورسوم الإقامة مع بعض "البخشيش" الذي يتم إيداعه في جيبه .. ألم اقول لكم انهم يبيعون ألسراب لنا . أخيرا لكل من يحب الوطن ويخلص له ممن يسمون أنفسهم قادة أرونا مشروعا واضح أراكم الله النور وأبصر بصيرتكم ، نرجوكم كامل الرجاء لا تبيعوا لنا ولكم الوهم ، كفاكم إستخفافا بعقول البسطاء وتخديرهم بعبارات رنانة تسوقونها للناس بإن القادم أجمل القادم أفضل والأمور تبشر بخير ، فلترونا الخير الذين تدعون به أفصحوا عن الحقيقة للشعب وهو سيتقبلها مهما كانت ، من منكم لديه مشروع متكامل يحفظ لنا كرامتنا في حاظرنا ما أستطاع ، ورؤية واضحة ألمعالم لمستقبلنا واضحة غير "مطوية" تنير عيوننا وتحيي النور في قلوبنا توضح لنا ماهي الدولة المستقبلية إن أتت وما هو نظامها وماهي معالم حياة الناس فيها ، وإن لم يكن لديكم مشروع فإبتعدوا عنا وارجعوا الى خلف الضل وهذا الشعب الصابر المثابر قطعا لن يعجز عن خلق قيادة تتبنى مشروعه العادل الذي ينتظره لعقود كي ينعم برغد العيش مثله مثل شعوب العالم فقد نال من الظلم والجوع والفقر ما كفاه .