بات ليلته الأخيرة لا يعلم ما يُخبئ له الغد ودسائس أوكار الشر وضمائر الحقد وأرواح الوحوش التي حسمت أمرها في ذلك المساء ووضعت اللمسات الأخيرة لتنفيذ الاغتيال.. المشهد الذي سيكون صباحا هو الإطار والبطل فيه .. واغتالوه بدم بارد .. خالد الجنيدي آخر شهداء الجنوب ولن يكون الأخير شاب جنوبي في مقتبل عمره أعدموه اعزلا وهو يحلم بجنوب جديد سبقه على درب الشهادة المئات من شباب وشيوخ ورجال ونساء وأطفال من أبناء الجنوب العربي نعم العربي فلو قلت الجنوب فقط فللفظة بقية ..جنوب ماذا ؟ إذا لم يكن الجنوب العربي فهل هو الجنوب اليمني؟ ولن أجزم أن جنوبي يعتقد ان الشهيد قدّم روحه ودمه لتثبيت اليمننة ،حتى أولئك الذين مازالوا يحلمون ان ينالوا بها الامتيازات، بل عار مزرٍ على من ينتحلون هذا الدم والدماء التي أريقت لإثبات اليمننة الجديدة لكي تحجز الجنوب مرة أخرى لتيار جنوبي لم يحافظ على الجنوب مثل الرجال فأخذ ينوح ويستجدى استعادة دولته مثل النساء حتي والارياني يصرخ فيهم بملء فمه استصغارا لشأنهم وصنعاء تتحلل دولتها: " إن خيار الاقليمين نوع من الاحلام " . دوّن الشهيد آخر كلماته على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي قبل ساعتين من استشهاده، سجلها وهو لا يعلم ما يخفي الغيب له وأن الرجس والوحشية قد عقدت عزمها على اغتياله ..كتبها وكأنها وصية إصرار ينعى بها نفسه ويسلم الراية لمن بعده. هكذا أعداء الجنوب يخططون ويبيتون وينفذون قتل مع سبق الإصرار والترصد نفذوه فأفجعنا وآلمنا، كسروا به ظهر أبٍ هدّته السنون وصدعوا به قلب أم ثكلى كان يؤنس حياتها – افترضتها حية ولا اعلم - وأفتقده أخٍ وأخت كانا يطمئنان به سندا في الملمات لكن أكثر إيلاما أن دكاكين أراجيف التحريض لم تحترم لحظة شهادته فأخذت دم الشهيد تلوّن به حامل وهمي لم يتخلّق وان كان مخلوق فليس في الساحات بل مازال يقبع وحدويا في صنعاء وله " دواشين" تصبغ بدماء الشهداء شعاراته وأحلام عودته وتسهر على تخليق مشاريع اليمننة الجديدة وحلم استعادة دولة مضاعه عبر فدرلة او إقليمين او إعادة شراكة التي تسربها بخجل وبخبث وتحقن بها الحراك بتقية سياسية وإعلامية خبيثة فهي لا تواجه الجماهير في الساحات وتفنّد لها ما هي الجنوبية التي تريد تثبيتها في الحركة الوطنية الجنوبية؟؟ وتخلط للجماهير بين رفع العلم كراية متاحة لوحدة الجنوبيين مرحليا فتجعله قبولا جنوبيا لليمننة الخفية التي مازالت مراكزهم في صنعاء تدين بالولاء السياسي والوطني لها ولتنفيذ مشروعهم يريدون بلبلة الحراك بإشاعة الثورة والثورة المضادة عبر خطاب ستاليني من نوع "حذار " يدّعي الحرص على الثورة ويحضّر في ذات الوقت سلاحه لقتلها.. الثورة المضادة الحقيقية -إن وجدت- ليست في حراك التحرير والاستقلال وليست في القوى التي حسمت خيارها صريحا مع الجنوب بدون لبس بل في أحزاب وقوى مازالت منحازة لليمننة السياسية وتمارس التعمية على الجنوبيين وتحمي وجودها في الحراك وتسوّق خطابها بنفس مفردات الاستعادة التي صيغت في دهاليز قوى اليمننة السياسية للجنوب التي يمننته ويؤكد قادتها بان وجود قواهم في قيادات الحراك هي الضامن الأول لبقاء الوحدة أي انها ستحول وستمنع ظهور قيادة جنوبية لتحرير والاستقلال !!. أبّنت بعض أقلامهم الاستشهاد فجعلته منبر تسويق إحباطها السياسي الذي يتعايش بهوية مبتورة سيكملونها عندما يمسكون طاغوت الاستعادة مرة أخرى كما يتوهمون!!! لم يحترموا لحظة شهادة ولا دم شهيد فجعلوا قدسية الشهادة وفاجعة الفقد " طوكم بوذي" لتعليق تمائمهم فيخطب احدهم في المأتم يستجدي الحزن لنيل الزعامة وتعليق شعارات إفلاسه وتسويق وهم قيادته . الجنيدي من بواكير الشهداء للقتل الذي بدأته صنعاء في مرحلتها الحوثية التي ورثت الاخوانية لم يجرؤ أحد منهم أن يقول ذلك، امّا لخوف او لطمع ونفاق سياسي وهي مرحلة يجب على الجنوبيين أن يتنبهوا لأدواتها السياسية والإعلامية والأمنية والحراكية التي استطاعت ان تتسرب للحراك قبل ان تتطوّر الحوثية من حركة مظلومية إلى مليشيا طائفية ظالمة وقاتلة . الوقت من دم في الجنوب منذ انطلاق الحراك ، والحدث الفاجع كان شعاعا كاشفا يفرض على الجميع حقيقة تقول : آخر قول الارياني قطع كل أمل لمن يريدون الحفاظ على امتيازاتهم الذاتية والسياسية باسم الجنوب تحت سقف اليممنة وإنهم يعيشون قي أحلام حتى وصنعاء تتحلل دولتها وطالما والجنوب لم يجتمع على رمز مجمع عليه وموثوق مثلما حصل في الهندوجنوب إفريقيا ليحمل راية الاستقلال وطالما ان المكونات لم يرتقِ ايّ منها فيكون حاملا سياسيا فان الخطوة العاقلة والأكثر أمانا ان يضعوا رؤية للاستقلال مجمع عليها ونترك جدل بني إسرائيل حول أوصاف بقرتهم وتتشكل قيادة لتنفيذها ما لم فان البديل لن تكون الرابطة ولا الاشتراكي الذي يتشرذم ليوحي بالتعدد بينما المشكاة واحدة!! والذي تعتقد مكوناته في الحراك انها ستمسك له الجنوب حتى يحسم أمره –نتمنى ان يحسمه مثلما حسمته الرابطة - وحتى لو حسمه بنفس توجه الممثل الوحيد او الأكبر ،كما يحلو للبعض، - مع قناعتي ان الكبير لا يسلم وطنه- وبسلوك رموزه واقصائيتها في الحراك فمنظر الدم الذي يتفجر في الجوار العربي معروفه أدواته ولا يخلو منها الجنوب وبالتأكيد ستكون المعادل الدموي وستتفتح ملفات بأثر رجعي عندها سترخص أرواح ودماء الجنوبيين وستصبح مجرد رقم في أسفل الشاشات لا يأبه له احد . ومن لم يتعظ لغدٍ بأمس فإنه ولو كان الذكي هو البليد الجواهري