منذ عقود دأب القائمون على شئون الرياضة في اليمن على اختيار لاعبي المنتخبات الوطنية وفق سياسة مناطقية , تسببت في احتلال الكرة اليمنية في أسفل سلم تصنيفات الفيفا , جراء تفكيرهم المناطقي والعقيم تجاه الرياضة الجنوبية. مدينة عدن , نظمت بطولة كروية للبراعم لمختلف أندية المدينة التسعة , ومن براعم هذه الأندية تم اختيار منتخب عدن للبراعم بتشكيلة قوامها 70 لاعبا , كمرحلة أولى وفي المرحلة الثانية التي تمت على مدى خمسة أيام من التدريب والمباريات لاختيار الأفضل من ال70 لاعبا ليستقر القائمون على تشكيلة منتخب عدن للبراعم ب(36) لاعبا. منتخب براعم عدن يقوده طاقم تدريبي وطني هما هاني عبدالكريم وحميد قريشي , اللذين يعدان من ابرز المدربين الكرويين في عدن. المدرب البرازيلي العجوز المسلم احمد لوسيانو المكلف بتدريب المنتخب اليمني لكرة القدم (فئة البراعم) نزل إلى مدينة عدن , وفي المدينة التي عرفت الرياضة قبل قرن ونيف , استقبل بمنتخب براعم عدن الذي يضم في صفوفهم من فتية (موهوبين) , ليقع الاختيار على خمسة لاعبين كاختيار أولي يعقب فرز أخير في صنعاء للوقوف على تشكيلة منتخب اليمن للبراعم , وسط توقعات ان لا يتم اختيار أي لاعب من عدن او المدن الجنوبية الأخرى , لأسباب ليست مرتبطة بمعايير الموهبة لدى اللاعبين بقدر ما هي مناطقية وعنصرية مقيتة عودنا القائمون على المنتخبات اليمنية عليها منذ زمن الاندماج الفاشل في تسعينات القرن الماضي. بغض النظر عن كيفية تم الاختيار لكن اختيار (5) لاعبين من عدن وبعد عملية فرز دقيقة , أمر مثير للشك. بإمكان أي مدرب أن يختار تشكيلة لمنتخب قوي من مدينة عدن وحدها لما تمتلكه من شباب وفتية يمتلكون الموهبة. لليمن تجربة فريدة في العام 2002م , حين ترك المسئولون في الاتحاد العام لكرة القدم حرية اختيار لاعبي منتخب الناشئين للخبير الألماني (سبلتر) الذي اختار أفضل تشكيلة للمنتخب الذي عرف حينها بمنتخب الأمل , وحين حقق المنتخب الناشئين حينها نتائج رائعة تمكن من خلالها من الوصول إلى كأس العالم في العام 2003م, ولكن مسئولو الرياضة في اليمن لم تعجبهم تلك النتائج التي حققها مدرب أجنبي ليتم إبعاده وإسناد المهمة لمدرب لم يكن في المستوى المطلوب وخسر المنتخب , وعاد نجومه إلى البلاد وبدلا من تكريمهم , تم تهميشهم وتشريدهم ويعلم الله كيف هي حالتهم الآن , وهذا الحال يخص نجوم المنتخب الذين ينحدرون من الجنوب , وأسالوا أين جمال العولقي وسيم القعر وعصام خدشي , وغيرهم من نجوم المنتخب اليمني الذي كان أملا وتم وأده . قادة الرياضة في اليمن عنصريون بدرجة رئيسية , فهمهم هو ان تسير الأنشطة الرياضية وفق مزاجهم , وهوايتهم الانتقام. أحمد العيسي قدم كل ما بوسعه للرياضة في اليمن لكنه أنصدم بشيوخ قبائل لا يفقهون في الرياضة أي شيء , فضلا كونهم (مناطقيون) , والشواهد كثيرة , لعل أبرزها هو التدمير الذي حصل لأندية مدينة عدن جميعها , أين كانت قبل الاندماج المشئوم وأين هي اليوم؟ نناشد رئيس الاتحاد العام لكرة القدم احمد العيسي ان يلزم قيادة الاتحاد والمشرفين على المنتخبات الوطنية بأن يتركوا الحرية للخبير البرازيلي احمد لوسيانو في اختيار نجوم منتخب البراعم , وكذا مساعدته في رفده بلاعبين من المحافظات التي لن يتمكن لوسيانو من النزول إليها لأسباب أمنية. نأمل ان يحصل أبناء محافظات الجنوب على حقهم في اللعب على المستويين المحلي والخارجي وان يكف رياضيو العنصرية في اليمن عن ممارساتهم الغير أخلاقية. نتمنى التوفيق للمدرب والخبير البرازيلي المسلم احمد لوسيانو في مهمته مع منتخب البراعم وكذا التوفيق للبراعم في تقديم أداء مشرف.