الاستقلال الخيار الأوحد .. أما الفيدرالية القبر الأكبر تسويق الفيدرالية هذه الأيام، من أصوات جنوبية ومتنفذين يمنيين، منتصرين أو مهزومين، أنما قبر أبدي للقضية، بل وانتفاع شخصي لبعض الجنوبيين، ويمنيا لاستمرار الاحتلال وضياع الجنوب نهائيا أرضا وشعب وهوية وتاريخ. من لا يفقه قوانين السياسة وحقوق الأوطان، ويتخذ من الشعوذة والحذاقة مسلكا للتبرير، على أن الجنوب صعب خروجه من مستنقع اليمن، نقول لهم موتوا في وهمكم لوحدكم، لم يعد أحد يصدقكم، ومادام العقل الجنوبي صاحي، فلا خوف على الجنوب، صحيح أننا تعبنا وتحملنا، لكن الأوطان يا ساده لا تنتهي بالتقادم. وشعب الجنوب قادر اليوم أكثر من أي وقت مضى على تحرير نفسة بذاته، ولديه خيارات متعددّة وفي وقتها المناسب، حيث أنه لازال يتمسك بسلمية نضاله حتى اللحظة، رغم ما لحق به من أَذًى وجرائم لا تحصى، تعد بحق الانسانية جرائم لابد من معاقبة مرتكبيها، مهما تهربوا وتقمصوا وتلونوا، فالجنوب لا له لون غير لون ترابة الأسمر، الموشح بوجوه ناسة. وكما كانت البداية غلط تكون النهاية غلط. الجنوب قضيته ليس سياسية ولا حقوقية مع اليمن الشقيق، وليست قضية محاصصة مع من يَكُون في صنعاء. أنما الجنوب قضية وطن وهوية يريد شعب الجنوب العربي استردادهما. القضية قضية احتلال داخلي منذ 30 نوفمبر 1967، ويمني منذ يوم 22 مايو 1990. من يريد أن يخرج ليتحدث عن قضية الجنوب، علية الالتزام بثوابت شعب الجنوب وآليته في الاستقلال او التحرير، وأن تمادى الاحتلال اليمني في عدم خروجه من أراضيه الجنوب.، سيذهب بالأوضاع الى مزيد من التعقيد، عواقبها وخيمة على الكل، ويبدو الحال هكذا. أن المحتلين يحاولون استمرارية التسويف والمغالطة في ظل عبثية وفوضى ما يحدث في صنعاء، بل والصمت المطبق القاتل للإقليم المنشغل مع مشاكلة والمجتمع الدولي المرتبك وسط أخطائه وجعبة بن عمر الحاملة لمشروع استكمال الفوضى الخلاقة. في هذه الأجواء الملوثة تخرج طفيليات الاغتنام للفيد في تسويق مشروع الفيدرالية، بحجة أن الجنوبيين غير مستعدين لاستلام بلدهم لتعدد مكوناتهم وعدم امتلاك مكونات الحراك قيادة موحدة لهم، تخاطب الإقليم والعالم الحر بقضيتهم. الهدف من وراء ذلك أشاعه روح البؤس والانهزامية والشؤم لدى شعب الجنوب بحيث يقبل بالفيدرالية، الستار الخفي لمشروع استمرارية مشروع اليمننة وبقاء الجنوب العربي محتلا. لذلك، نلاحظ مشروع الفيدرالية قد تبنته القوى المتنفذة اليمنية وبمشاركة بعض زبائنها الجنوبيين من وقت مبكّر، بعد خروج شعب الجنوب يوم 7 يوليو 2007. وهو الوضع الذي خرج به الرئيس العطاس وجماعته حين خروج تاج، كحامل قوي لمشروع الاستقلال. تكررت المشاهد بين القاهرة والأمارات، ثم امتدت الى بيروت كرافعة أنقاض جديدة لتدمير وتشتيت المكونات حتى وصل الأمر إلى تكسير تاج بين النجف وكربلاء. وجاءت المبادرة الخليجية لتخلق منفذ متواصل لتلك القوى المتنفذة والجنوبية المستفيدة من مشروع الفيدرالية. وبذلك أصبح الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور وتلك القيادات المتبقية من النظام الشمولي هم الاحتلال اليمني الحقيقي. مشكلتنا أصبحت الآن واضحة، بعد ما قرر شعب الجنوب عبر مليونياتة ال16 أن الخيار الأوحد الاستقلال. اليوم وفي ظل حكومة هواء في صنعاء يخرج ذات النفر لتسويق الفيدرالية مرة أخرى بغطاء آخر، وهي ذات الحجج المتبعة منذ 30 نوفمبر 1967. أجزم، أن لا أقليم ولا مجتمع دولي متبني لمشروع الفيدرالية، رغم تكرار أبواق مشروع اليمننّة يكررون ذلك، لكن الأمر لتسويق ليس الا، وتكرار لمحاولات سابقة لوأد مسيرة التحرير السلمية، لهذا من يعتقد أنه يستطيع تسويف قضية شعب الجنوب خارج عن الاستقلال، علية فحص عقلة أولا، بانه يغرد خارج السرب الجنوبي، وأن هذه الأقاويل لا تنطلي على أحد. خصوصا، وأن كل مكونات نظام الاحتلال مجمعة على إبقاء الجنوب محتلا، ولم يعترف أحدا منهم بالاحتلال حتى اللحظة. شعب الجنوب، علية أدراك حقيقة واحدة، من على الأرض يفرض حلة بيده، ولا حل تنتظرون من باب اليمن او حجاج كعبة أبرهة من الجنوبيين، وعرفناهم جيدا خلال كل العقود الماضية. 47 سنة، أليست كافية للتجريب على شعب الجنوب!؟ أتركوا الجنوب وشأنه يقرر بمشيئته أرادته. أما الإملاءات، لا تجدي في مدارس الجنوب، لأنها مغشوشة يمنيا. الناس يقولوا لكم بالعربي الفصيح والدارج، أنتهى كل شيء مع اليمن الشقيق، والبعض لازال مغرد جنب أصنج. أن أراد أحدا مساعدة شعب الجنوب في محنته هذه، علية من احترام أرادته. ومن كان جزء من المشكلة لا يكون جزءا من الحل. لو تقدروا على فعل شيء،، أقنعوا أولا المحتلين بالاعتراف بكم، وإلغاء الفتاوي بحق الجنوبيين بإهدار دمهم، لا تكونوا سفراء لنظام الاحتلال. أتمنى أن تعودوا الى صفوف الجماهير المفترشة للساحات في انتظار الاستقلال، وعشمي كبير، أن تفقهوا، معنى ما أقوله، تأسيسا على مبدأ التسامح والتصالح. شمروا أيديكم لإنجاح المؤتمر الجنوبي الجامع ليجمع الكل تحت سقف الثوابت الجنوبية، واستكمال النواقص أثناء عملية التحضير. المؤتمر الجنوبي أي كان ينظمه، المهم نحو الاستقلال ويستوعب كل الثوابت، لتوحيد الصف والصوت والهدف، وهروبا من التوجه الى باب اليمن مرة أخرى. كفي عبث وعدمية واستهتار بشعب الجنوب!. رسالة عاجلة نوجهها لمن يمد أصابعه ويلعبها في قضية الجنوب؟. الحل، يا خليج ويا عرب ويا عالم يبدأ من باب عدن وليس باب اليمن. دول الخليج، أن لم تفهموا لغة الجنوب اليوم، الترجمة تكون عليكم صعبة للغاية، أن تأخرتم كثيرا. وسيكون الأمر متأخر بعد أن وقع الفأس في الرأس. ولا ينفع الندم حينة. والله على ما أقوله شهيد.