الحريّة هي بإقامة الدولة الإسلامية، وهل أعدل من القرآن الكريم وشريعته في حياة الشعوب؟ الحريّة هي بوصول الإسلاميين إلى الحكم، ألم نغزو إسبانيا في ظل الدولة الإسلامية؟ الإسلام منصف لجميع الطوائف والمِلل، فلماذا إذن يتم السعي لتحييده بهذا الشكل عن الحكم؟ أهو فقط للتشبّه بالدول الأجنبية؟ ياللعار . هل من مشكّك في سماويّة الإسلام أو نبوّة الرسول الكريم؟ لماذا إذاً هذا التهرب من طاعة شريعته؟ عودوا إلى رشدكم إخوتي وأدركوا بأن "الإسلام هو الحل " . ماسبق كان غيضا من فيضِ أطروحاتِ ومبرراتِ تيارات الإسلام السياسي لضرورة قيام دولة الخلافة الإسلامية، بل هي عناوين عريضة لبرامجهم الانتخابية "المابعد" ثورية وجزء مهم من مطالبهم الثورية . لست هنا حقيقة بصدد تفنيدها أو دعمها إنما استعراضها فقط على الجهة الأخرى : الحريّة هي إسقاط لجميع التابوهات والقيود بمافيها الأديان، هي رفض كل المسلّمات والفرضيات الغير قابلة للنقاش، هي بالتشكيك حتى في الإله الواحد، لا بل في إمكانية وجود الإله ما بالكم في تقبل فكرة وجود الحاكم المؤله نفسه . جوهر الحرية والخطوة الأولى على طريقها هي ببساطة في الإلحاد والإنكار لوجود الحاكم أولا والله ثانيا فلا كبير إلا العلم . وهذا رأي شريحة لا بأس بها من الشباب والمفكرين في المنطقة المنبوذين بحكمٍ من مجتمعنا المحافظ والمرفوضة أي من أطروحاتهم الأخرى طالما آمنوا بالمبادئ السابقة الرافضة الاعتراف بالذات الإهية . حقيقة لا أجد حريتي في عيون أي من الدعاة السابقين : وهما الفئتين اللتين أجدهما أخطر الجميع على الحريات في بلادنا، حيث أن كلاً من الطرفين يدعو إلى إقصاء الآخر ورفضه وهذا يشكل طعنة في قلب الحرية . ما أستطيع فهمه بما أملكه من وعي شعبي بسيط، أني أكون حراً عندما أعبر عن رأيي بأمان دون أن أتعرض للخطر بسبب فكرة. ما أفهمه من الحرية بأنها تقبل لأفكار الآخر مهما كانت، طالما أنه لا يحاول فرضها علي . حقي الطبيعي أن أبني الجوامع وأرفع الآذان كما من حقي قرع أجراس الكنائس. حقي الطبيعي أن أؤمن بالرب، وبأن طريقتي في الوصول إليه صحيحة وبأن أطرح عليك طريقتي، ومن حقك بالمقابل أن ترفضها وترفض الإيمان بالله فليس من واجبي حسابك، إنما جزاء الكافر عند ربه ومن لا يؤمن بالرب لا يخاف جزاءه . الحرية أصدقائي هي بإعطاء الناس حقوقهم بالاختيار، وبالتعبير بأعلى الصوت عن خياراتهم سواء تعلقت هذه الخيارات بالدين أو بالرب أو بالحاكم، ومتى سقطت أي من الحقوق سقطت جميعها . الحرّ والسياسي الحق الذي يجب أن نختار هو من يضمن لنا التعدد الفكري والديني والسياسي، ويكون قادرا على تقبل الأفكار البنّاءة حتى لو كان منبعها من تعدديات لا يؤمن هو نفسه بها . من يعطني هذا الحق، هو من ينَل صوتي الكريم في صندوق الاقتراع.