ان كل مشكلاتنا التعليمية وسبب ضعفها الرئيسي هو يتلخص في عدة أسباب وأهمها ارتفاع عدد التلاميذ في الفصل وذلك الارتفاع في أعداد التلاميذ لا يتيح للمعلم ان يجيب على كل أسئلة التلاميذ في ظل هذا الكم الهائل من الطلبة كما ان المعلم لا يستطيع ان يعطي اهتماما لضعاف المستوى من جانب والمتفوقين من جانب آخر وايضآ لا يستطيع ان يعالج القضايا الخاصة بالتربية كالقيم والسلوك ولهذا لابد من تقييم للعملية التعليمية يمكن من خلال ذلك نستطيع إنقاذ مايمكن إنقاذه من خلال برامج تعليمية ودورات تأهيل للقائمين على العملية التربوية وعلينا ان نعي ان المقصود بالعملية التعليمية الإجراءات والنشاطات التي تحدث داخل الفصل الدراسي والتي تهدف إلى إكساب المتعلمين معرفة نظرية أو مهارة عملية أو اتجاهات إيجابية، فهي نظام معرفي يتكون من مدخلات ومعالجة ومخرجات، فالمدخلات هم المتعلمين والمعالجة هي العملية التنسيقية للتنظيم المعلومات وفهمها وتفسيرها وإيجاد العلاقة بينها وربطها بالمعلومات السابقة،إما المخرجات فتتمثل في تخريج طلبة أكفاء متعلمين. أولا مفهوم عملية التدريس : 1 مصطلح التدريس في الإطار التقليدي : ما يقوم به المعلم من نشاط ، لأجل نقل المعارف إلى عقول التلاميذ . ويتميز دور المعلم هنا بالإيجابية ، ودور التلميذ بالسلبية في معظم الأحيان ، بمعنى أن التلميذ غير مطالب بتوجيه الأسئلة ، أو إبداء الرأي ، لأن المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة بالنسبة للتلميذ . إلا أن هذا المفهوم التقليدي لعملية التدريس كان سائدا قديما ، أما اليوم فتغيرت المفاهيم وتبدلت الظروف ، وغزا التطور العلمي كل مجالات الحياة ، مما أوجد مفهوما جديدا للتدريس . 2 مصطلح التدريس بمفهومه المعاصر : إن التدريس المعاصر بالإضافة لكونه علما تطبيقيا انتقائيا متطورا هو عملية تربوية هادفة وشاملة ، تأخذ في الاعتبار كافة العوامل المكونة للتعلم والتعليم ، ويتعاون خلالها كل من المعلم والتلاميذ ، والإدارة المدرسية ، والغرف الصفية ، والأسرة والمجتمع ، لتحقيق ما يسمى بالأهداف التربوية ، والتدريس إلى جانب ذلك عملية تفاعل اجتماعي وسيلتها الفكر والحواس والعاطفة واللغة . والتدريس موقف يتميز بالتفاعل بين طرفين ، لكل منهما أدوار يمارسها من أجل تحيق أهداف معينة ، ومعنى هذا أن التلميذ لم يعد سلبيا في موقفه كما لاحظنا في مصطلح التدريس التقليدي إذ إنه يأتي إلى المدرسة مزودا بخبرات عديدة ، كما أن لديه تساؤلات متنوعة نحتاج إلى إجابات . فالتلميذ يحتاج إلى أن يتعلم كيف يتعلم ، وهو في حاجة أيضا إلى تعلم مهارات القراءة والاستماع ، والنقد ، وإصدار الأحكام.فالمواقف التدريسي يجب النظر إليه بشكل كلي باعتبار انه يضم عوامل عديدة تتمثل:في المعلم؛ والتلاميذ؛ والأهداف التي يرجى تحقيقها من الدرس؛والمادة الدراسية؛ والزمن المتاح؛والمكان المخصص للدرس؛ وما يستخدمه المعلم من طرق للتدريس؛ إلى جانب العلاقة ينبغي أن تكمن وثيقه.بين المدرسة والبيت؛وبين المحيط الاجتماعي الذي ينتمي له التلميذ.